عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-08, 06:29 PM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جواب السؤال الأول:
إنما تأثم المرأة إذا قصرت في شيء من الحقوق الواجبة عليها تجاه زوجها، ولا أظن أن هذه الحالة فيه شيء من التقصير، وإنما هو تصرف طبيعي بسبب إخلال الزوج بشيء من حقوقها، أو تعديه عليها، أو تقصيره في شيء من الواجبات..
لكن الأولى بالمرأة أن تضبط نفسها، وتكظم غيظها، وأن تعلم أن اللسان ربما أوقعها فيما لا تحمد عقباه، قال تعالى: {وقل لعبادي يقولوا اللتي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم}، وأن الرفق كله خير ولا يأتي إلا بخير..

جواب السؤال الثاني:
المعاصي اللتي تقع من العباد هي بتقدير الله جل وعلا، ولكن هذا التقدير تقدير عام كوني، أي أن الله علم وكتب في اللوح المحفوظ ما الخلق عاملون من خير وشر.
والعبد مأمور بفعل الطاعات، وترك المعاصي والمنكرات، والله يحب من عباده أن يفعلوا ذلك، ويكره لهم المعصية، قال تعالى: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم}، وإذا وقع العبد في المعصية فإن الله يرحمه بفتح باب التوبة له، ويحصل له بالتوبة الذل والانكسار بين يدي الله جل وعلا، والخشوع والخضوع، والرهبة والرغبة، والإنابة والأوبة، وهذه الحال تخلص العبد من داء العجب والكبر، فالتوبة هي سبب ذلك، وليست المعصية، فالمعصية شر في ذاتها، وليس فيها خير، ولكن إذا تاب العبد وأناب كانت توبته بسبب ندمه على ما وقع منه من المعصية فتكون المعصية سببا في التوبة من هذا الوجه، ولا يلزم من ذلك محبتها ولا إرادتها إرادة شرعية، بل هي مكروهة مبغضة، وإنما المحبوب هو التوبة والاستغفار..
لكن قد يبتلي الله بعض عباده بالوقوع في المعاصي ليكثروا من التوبة والاستغفار، فإن الله يحب التوابين، ويحب الاستغفار، قال تعالى على لسان نوح عليه الصلاة والسلام: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا}، وقال: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}، وما من نبي من الأنبياء إلا دعا بالاستغفار..

والله أعلم..
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً