الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-10, 08:28 PM   #1
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
Icon169 خسرت حمر النعم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى وفلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن سيدنا محمد عبد ورسوله.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
جلسنا أخيرا في صالة الإنتظار بعد أن أضنانا البحث عن طبيبة ( امرأة).
وأخيرا ذاك الهدوء الذي يوحي لك بأنك في الليل الشديد السواد لولا الإستئناس بالمنتظرين معك.
لا يخفى على أحد أن الجالسين كلهم على نار متقدة؛ نعم، فمعاني الخوف والقلق والرهبة في كل الوجوه. فإن لم يكن لمكروه في جسمه أو قلق ينتابه من ألم غريب فسيكون قلقا على من جانبه من ذويه وأهله. لحظات صعبة هي هذه التي يجبرك أحيانا المرض على التواجد فيها.
أعادت إلي ذكرى العملية الجراحية التي أجراها عمي الغالي في الأيام المنصرمة، عمي الغالي ذلك الرجل الصلب، الذي عايش كل الطوائف وعانى الفقر والجوع في أيام كانت الكلمة فيها للمستعمر؛ ولم يسلم من السجن في إسبانيا والتعذيب تحت الثلج، لا أريد أن أطيل ولكن صلابته كان ولا زال يضرب بها المثل
ويوم أشرف وقت العملية، تحول إلى طفل قلق، ذو عينين بريئتين وشفاه مرتعدة، أجل نسأل الله العافية.
إن المرض ذاك الإبتلاء المتربص بك في كل حين، وذاك الضيف الغير مرحب به أبدا والذي إذا حل لم يبشر بخير ولا كان بك رحيم، يحولك إلى منتظر مترقب، تنتظر الفرج أو الذهاب إلى عالم لا ينتظر لك عودة منه.
كنت آسف وأحزن ككل الناس حين أتطلع إلي أوجه المتوجعين ولكن مرت بي نازلات جعلت نظرتي للمرضى وكأنني أقرأ دفتر أفكارهم على صفحات وجوههم المصفرة.
نسأل الله العافيه والسلامة من كل سوء لنا ولجميع المسلمين.
أقول لك هكذا هم هؤلاء المنتظرون. التصق الهم والحزن بقلوبهم وسيطرت عليهم الأفكار المرعبة التي لا ينفك الشيطان اللعين يرسمها في مخيلتهم عند أمثال هذه المناسبات.
وفي هذه الظرفية الحرجة ووسط هذا الجو الكئيب الرهيب المخيف.
كان هناك تلفاز يكسر الصمت، وهو ينقل لنا فلما سوريا على قناتنا المغربية.
نظرت إلي التلفاز في ازدراء وأنا أرى ذاك الغباء المحبوك في مختبرات الأعداء وتلك السذاجة التي يسعون إلى إغراق هذه الأمة فيها حتى إن أحسوا بإستقرارها في نفوسهم نعتوهم بالتخلف.
وقلت محدثة نفسي من ياترى الغبي ؟؟
المتفرج؟؟ أم الصانع؟؟. أكيد عرف عندكم الجواب.
وصدقني حين أقول لك أنه: يحق لأمة تعلمت معنى الخير والشر من هذه الدمى المتحركة أن يصيبها كل معاني العجز وأن يسكن مفاصلها الورم فلا تقوى على تبصر الحق. وكيف تريدها أن تميز بين الحق والباطل وهي تعلمت الحق بلغة الأعداء؟؟
مفارقة محزنة مبكية مذلة
تأملت تلك الدمى( لست أتحدث عن الرسوم المتحركة أو أفلام الكرتون لالا افهم قصدي يا سيدي) وهي تتحرك بأوامر المخرج المأمور من ومن ومن وجر حروف الجر هذه حتى تصل إلى المجرور( فهو في كل الأحوال مجرور من الشيطان).
وقلت نعم الحرية هذه التي يتغنى بها هؤلاء. وأقول لهم ليهنأ لكم العيش أن وجدتم من يصدق أن استعباد غبيكم لأغباكم هو حرية.
لا أخفي عليك أنني حين أرى المسلسلات والأفلام أستغرب كيف كنت أعطيها من وقتي في زمن ماض. ولا أنفك أردد اللهم لك الحمد بها من نعمة أن أبصرت نور الحق قبل أن أحشر وأقول : (( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ))*ثم يقال لي:((كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)).
ربي أجرنا من العمى الأخروي وبصرنا بنور الحق يا كريم.
وللحديث بقية إن شاء رب البرية
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس