عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-15, 05:24 AM   #20
حاملة هم الدعوة
|علم وعمل، صبر ودعوة|
مشرفة تسجيل الغرف الصوتية
افتراضي تتمة قصة ابني آدم هابيل وقابيل


يقول عز وجل: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27].

واختلف العلماء فقال الجمهور: إن هذين الرجلين من صلب آدم.

وقال الحسن البصري والضحاك : إنهما كانا من بني إسرائيل، واستدلوا على ذلك بأن الله عز وجل قال تعقيباً على القصة:
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}
[المائدة:32].

ورد شيخ المفسرين ابن جرير الطبري هذا القول بثلاثة أمور:

الأمر الأول:
أن كل لفظة في القرآن لابد أن يكون لها فائدة، فلو كان من بني إسرائيل ما كان لقول الله عز وجل:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ} [المائدة:27]
معنى، فنسبهما الله عز وجل لآدم، فهذا يدل على أنهما كانا ابني آدم من صلبه، ولم يكونا من بني إسرائيل.

الأمر الثاني:
أن هذه أول جريمة وقعت على الأرض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها -أي: نصيب من دمها- لأنه أول من سن القتل)،
ويستحيل ألا يكون في البشرية قتل حتى وقت بني إسرائيل، فلابد أنها وقعت هذه الجريمة قبل بني إسرائيل وتكررت في البشرية، وهذا معلوم.

الأمر الثالث:
يبعد أن يجهل من كان قبل بني إسرائيل سنة الدفن، وهذا الذي قتل أخاه كان لا يعرف سنة الدفن؛
لأن هذا كان أول قتيل، بل قالوا: أول رجل يموت على الأرض مات قبل آدم، وأنه احتار كيف يواري سوأته، وكيف يداري جريمته، وكيف يدفن أخاه،
فبعث الله غراباً يبحث في الأرض، أي: ينقب عن شيء أو يبحث عن شيء أو يدفن شيئاً كما هو شأن الغراب، فتنبه بذلك إلى سنة الدفن، فوارى سوأة أخيه، أي: دفن أخاه.

فيستحيل ألا تهتدي البشرية إلى سنة القتل وأن يجهل الناس سنة الدفن حتى زمن بني إسرائيل،
فهذه هي أوجه ثلاثة قوية في بيان أنهما من صلب آدم.

وقد قال جمهور المفسرين: إن اسم القاتل قابيل واسم المقتول هابيل ، والغالب أن ذلك مأخوذ من الإسرائيليات، كما قال العلامة أحمد شاكر ،
ولم يرد ذلك في كتاب الله عز وجل ولا في الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن قال الله عز وجل:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} [المائدة:27].

وهذه التفصيلات ليست فيها عبرة وعظة، ولذلك يسكت عنها القرآن، فليس في تسمية الرجلين عبرة وعظة.

يتبع إن شاء الله ...



توقيع حاملة هم الدعوة
موعظة بليغة للشيخ صالح المغامسي حفظه الله

كل من استدام على طاعة في الغالب انه يموت عليها وهذا مايسمى بحسن الخواتيم والناس اذا رأو انسان على طاعة ظنوا به خيرا وان رأوه على معصية ظنوا به سوءا والله وحده من يعلم مافي سريرة هذا العبد والله لايظلم احدا مثقال ذرة فيكافئه جل وعلا بأن يميته على نحو ان كان ذا سريرة حسنة يكون حسن الله بربه جل وعلا فيقبل على الله في لحظات يكون فيه قريبا من ربه
(لايكون في لسانك مسارعة على القدح في الناس فلاأحد يعلم بالسرائر غير الله عز وجل)

حاملة هم الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس