عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-08, 05:28 PM   #33
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 الشريط الخامس .. الوجه الاول ..

الشريط الخامس
عناصر الدرس
- تابع اداب الطالب مع شيخه .... الى التلقي عن المبتدع.
- اقتداء الطالب بشيخه وبيان الضابط في ذلك.
- المبتدعة: وبيان كيفية التعامل معهم.
المتن :
أعيذك بالله من صنيع الأعاجم، والطرقية، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع، من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام، كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد
شرح الشيخ:
الانحناء عند السلام هذا خلق ذميم , لانه ورد النهي عن ذلك .
استعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة : سيدي مولاي , مالها داعي , والا حقيقة الشيخ سيد امام تلميذه لكن لا ينبغي ان يتخاذل أمامه ,ولكن مع ذلك هو جائز من حيث الشرع ,الا انه يقال بالنسبة للعبد المملوك يقوله لسيده المالك , كما جاء في الحديث .
المتن :
وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري (م سنة 1380 هـ) رحمه الله تعالى في "البصائر"؛ فإنه فائق السياق.
شرح الشيخ :
يعني هذا الكتاب المسمى البصائر , فانه فائق السياق
انا لا اعرف الكتاب هذا ولا طالعته .
المتن :
الأمر التاسع عشر :
رأس مالك - أيها الطالب - من شيخك
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله، أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد، لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى وكل من ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة، فإنه إنما صار شيخاً جليلاً بتلك، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه .
شرح الشيخ :
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله هذه اهم ما فيه , اذا كان شيخك على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فهنا اجعله قدوة لك , لكن قد يكون الشيخ على خلاف ذلك او عنده نقص في ذلك , فلا تقتدي به ولا تقل اذا صار شيخك عنده خلق سئ فاقتديت به تقول هكذا كان شيخي مثلا , لان الشيخ يكون قدوة بالأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة ,
اما التلقي والتلقين فهو ربح زائد,والواقع ان التلقي والتلقين هو الأصل لان التلميذ لم يأتي الى الشيخ من أجل ان يتعلم منه الأخلاق فقط , بل من أجل ان يتعلم العلم اولا ثم الأخلاق ثانيا , فبالحقيقة ان التلقي والتلقين أمر مقصود , كما ان الاقتداء به بأخلاقه أمر مقصود ايضا , ولهذا لو سألت اي طالب علم لماذا حضرت عند هذا الشيخ ؟ لقال لأتلقى علمه , ولا يقول لأجعله قدوة لي في الأخلاق .
وعلى كل فالشيخ شيخ في العلم وفي الأخلاق .
اما قوله لا تقلده بصوت او نغمة , فهذا صحيح , لان بعض الناس يملكه الحب لشيخه حتى يبدأ بتقليد صوته ونغمته , كذلك ولا مشية ولا حركة ولا هيئة , هذه ايضا ليست على إطلاقها , بل يقال انه اذا كانت مشية الشيخ كمشية النبي صلى الله عليه وسلم فاقتدي بها , لكن لا لان الشيخ قدوتك ولكن لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك . وكذلك ايضا الحركة , الحركة قد تكون من بعض المعلمين حركة ممقوتة , فهذا لا يقتدى به , لانك تجد فرقا بين معلما تكون له حركات تنبئ عن المعنى وعما في نفسه من احساسات , وبين معلما يسرد لك الحديث سردا .
اما الهيئة , لا تقلد شيخك في الهيءة الا اذا كانت هيئة حسنة , لا نقول اترك تقليده مطلقا ولا نقول قلده مطلقا .
قد ترى الشيخ يراعي المروءة في هيئته ويستعمل ما يجمله عند الناس ويجمله فهنا لا باس ان تقلده .
واما قوله لا تسقط انت بالتبعية له , فاذا كنت تتابعه في امر محمود فليس هذا بسقوط .
المتن :
الأمر العشرون :
نشاط الشيخ في درسه
يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه، ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه، بالكسل، والفتور والاتكاء، وانصراف الذهن وفتوره.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى :
"حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها، ولا تعرض إلا على الراغب فيها، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع، فليسكت، فإن بعض الأدباء
قال: نشاط القائل على قدر فهم المستمع
ثم ساق بسنده عن زيد بن وهب، قال:
"قال عبد الله: حدث القوم ما رمقوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم فترة، فانزع" ا هـ.
شرح الشيخ :
هذا ايضا من خلة الطالب , ان يكون له همة وقوة في الاستماع الى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا , ولا يظهر للشيخ بانه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة , او تقليب الاوراق تارة .
ولهذا ينبغي للانسان ان لا يلقي العلم لا بين الطلبة وبين عامة الناس الا وهم متشوقون له , حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة , واما ان يفرض نفسه فهذا امرلا ينبغي , اولا لان الفائدة تمون قليلة , وثانيا ربما تقع في قلب السامع الذي اكره على الاستماع يقع في قلبه كراهةللشخص واما لما يلقيه الشخص وكلا الأمرين مر , وامرهما ان يكره ما يلقيه الشخص .
وهذا قد مر علينا في البخاري في حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما , انك لا تلقي على القوم حديث الا وانت تعلم انهم يحبون ذلك والا فلا تلقيه عليهم .
وهنا يقول ان الخطيب البغدادي : حق الفائدة ان لا تساق الا الى مبتغيهاولا تعرض الا على الراغب فيها ,فاذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت , فان بعض الأدباء قال :
نشاط القائل على قدر فهم المستمع .
وهذا صحيح , القائل نشاطه على قدر انتباه المستمع
لان الفهم مرتبة وراء الانتباه , ينتبه الانسان اولا ثم يفهم , والفهم أمر خفي , لكن الانسان ينشط اذا رأى القوم قد انتبهوا له , وأحسنوا الإنصات والإصغاء .
المتن :
الأمر الحادي والعشرون
الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة
وهى تختلف من شيخ إلى آخر، فافهم
شرح الشيخ :
كيف تختلف الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة من شيخ الى آخر ؟
لان بعضهم سريع وبعضهم يملي إملاء , وبعضهم يلقي إلقاء ,وبعضهم لا يستحق ان يكتب ما يقول , لكن مثل هذا قد لا يكون الانسان يضيع وقته بالجلوس اليه , والكلام في شيخ يأتي الانسان اليه ليستفيد . وايضا يجب في مسألة الكتابة حال إلقاء الشيخ يجب ان ينتبه الانسان لمسألة مهمة وهي انه يفوته بعض الكلمات , من حيث لا يشعر فيكتب خلاف ما يقوله الشيخ كما جرى ذلك , ونحن الآن في هذا الوقت ولله الحمد لا نحتاج الى ان يكتب الطالب حال إلقاء الشيخ , لماذا ؟
بسبب المسجلات ولله الحمد ينقل لك صوت الشيخ من أوله لآخره وانت تستمع اليه وتقيد ماتراه جدير بالقيد.
المتن:
ولهذا أدب وشرط
أما الأدب، فينبغي لك أن تعلم شيخك أنك ستكتب، أو كتبت ما سمعته مذاكرة.
وأما الشرط، فتشير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه. .
شرح الشيخ :
الادب لا بد ان تخبر الشيخ بانك ستكتب واذا كنت تريد ان تسجل أخبره بأنك سوف تسجل , لان الشيخ ربما لا يرضى ان تكتب عنه شيئا كما يوجد بعض المشائخ الآن , لايرضى ان أحدا ينقل عنه بواسطة التسجيل .
ولهذا من الأدب ان تستأذن من الشيخ .
وأما الشرط فتشير الى انه كتبته من سماعه من درسه , حتى يتبين للقارئ , لانك لو لم تشر الى هذا لظن القارئ ان الشيخ أملاه عليك إملاء , وهناك فرق بين الإملاء وبين كتابة الدرس الذي يلقيه الشيخ , بدون ان يشعر انه يملي على الطلبة , يعني ما يسنى بالتقرير .
الاملاء سوف يكون محررا ومنقحا والشيخ لا يملي كلمة الا ويعرف منتهاها , لكن التقرير يلقي الكلام مرسلا ربما يتداخل الكلام بعضه مع بعض وربما يقول كلمة سهوا الى غير ذلك .
ولهذا ينبغي أن يستأذن الشيخ .
فان قال قائل هل اذا رأى الشيخ الطلبة يكتبون وسكت , هل يعتبر إذنا؟
نعم , بشرط القدرة على الإنكار , فان كان لا يمكنه الانكار , يخشى ان تصول عليه الطلبة وتهيج , فلا يعتبر سكوته إقرارا .
المتن :
الأمر الثاني والعشرون:
التلقي عن المبتدع
احذر "أبا الجهل" المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة، يحكم الهوى ويسميه العقل، ويعدل عن النص،وهل العقل إلا في النص؟! ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح، ويقال لهم أيضاً: "أهل الشبهات" ، و "أهل الأهواء"، ولذا كان ابن المبارك رحمه الله تعالى يسمى المبتدعة: "الأصاغر
وقال الذهبي رحمه الله تعالى :
"إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث، وهات (العقل)، فاعلم أنه أبو جهل،
وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، إن جبنت منه فاهرب، وإلا، فاصرعه، وابرك على صدره، واقرأ عليه آية الكرسي، واخنقه" اهـ.
شرح الشيخ :
يقول احذر أبا جهل ,أبا الجهل يعني صاحب الجهل , المبتدع الذي مسه زيغ العقيدة وغشته سحب الخرافة , يحكم الهوى ويسميه العقل , وهذا التحذير الذي قاله الشيخ بكر أمر لا زم , يجب ان نحذر من البدع وإن صاغوا البدع بصيغ مغرية مزخرفة فإنما هم كما قيل فيهم :
حجج تهافت كالزجاج تخالها ... حقا وكل كاسر مكسور .
فانت كالظمآن يرى السراب فيحسبه ماء , حتى اذا جاءه وجد الله عنده فوفاه حسابه .
احذر صاحب الهوى , وهؤلاء الذين يتبعون أهواءهم في العقيدة يسمون ذلك : العقل .
والحقيقة انه عقل لكنه عقلهم عن الهدى الى اتباع الهوى
فهم كما قال ابن القيم في أمثالهم :
هربوا من الرق الذي خلقوا له , وبلوا برق النفس والشيطان .
يعدل عن النص ويقول ان دل العقل على خلاف , سبحان الله , هل العقل يفارق النص ؟ ابدا , لا يمكن لأي عقل صريح خال من الشبهات والشهوات ان يخالف النقل الصريح
لكن العلة اما من النقل بحيث يكون غير صحيح , واما من العقل يكون غير صريح .
اما مع صراحة العقل وصحة النقل فلا يوجد تعارض إطلاقا , ولهذا ينعى الله سبحانه وتعالى عن المخالفين للرسل عقولهم , فيقول :
"أفلا تعقلون "
كما قال الشيخ : هل العقل الا بالنص ؟ قال : يستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح , وأكثر ما يكون هذا في الوعاظ والقصاص , تجدهم يحشون أدمغتهم بالأحاديث الضعيفة من أجل تهييج الناس ترغيبا او ترهيبا .مثلا يقول في الآية :
قل هو الله أحد
ان الله يخلق من كل حرف من سورة الصمد يخلق ألف طائر , ولكل طائر ألف لسان كلها تدعو لهذا الذي قرأها .
من اين أتى بهذا ؟ أشياء عجيبة غريبة تذكر .
كذلك يقال لهم ايضا أهل الشبهات مع أهل الجهل وأهل الأهواء , وكان ابن المبارك يسمي المبتدعة : الأصاغر .
وهذا وصف مطابق لموصوف , فهم أصاغر وإن عظموا أنفسهم , وكل من خالف النص فهو صغير .
اما الذهبي يقول : اذا رأيت المتكلمة المبتدعة يقول دعنا من الكتابة والأحاديث وهات العقل , فاعلم أنه أبو جهل وليس أبا علم , فهو جاهل . وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد , هؤلاء الصوفية , الصوفية كل دينهم ذوق , ووجد , فاعلم أنه ابليس قد ظهر بصورة بشر . (الظاهر أن الذهبي رحمه الله لقي النكد من هؤلاء , ولهذا شدد في تقبيح أوصافهم ) أو قد حل فيه يعني هو اما شيطان او حل فيه الشيطان , فان جبنت فاهرب منه , يعني ان عجزت ان تجادله وتناظره فاهرب , هذا هو الحكمة والا كنت تستطيع ان تجادله وتفحمه فاصرعه وابرك على صدره . اذن صرعا حسيا , وإقرأ عليه آية الكرسي ثم اخنقه .
الظاهر ان الشيخ رحمه الله قد أصابه ما أصابه من هؤلاء, والمعافى من عافاه الله منه .
لو ذهبت الى بعض البلاد الاسلامية لوجدت من هؤلاء القوم عجبا , كما يذكر عنهم , يعني يصلون الى حد الجنون , يضربون بالطبول والعصي على الارض ويغبرون ويأخذ كل واحد منهم بسوط ويهللون بتهليلاتهم وأذكارهم ثم يضرب الانسان الارض , وليكن أكثر غبار فهو أصدق إرادة , يكون هذا دليل على انه مريد حقا .



يتبع >>>>>>


إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس