[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا عمل فني رائع، وفيه من الإبداع والتميز ما تقر به العين.
لكن مثل هذه الأعمال لبعض أهل العلم فيها نظر من جهات مختلفة:
الأول: إذا كانت وسيلة للدعوة إلى الله، فهي وسيلة ليست مما ورد في كتاب الله أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تعليق الناس بها شيء من الانصراف عن التعلق بكتاب الله والتأثر به.
الثاني: ما فيها من صور ذوات الأرواح، وهي على نوعين:
الأول: شيء ظاهر بين، كالطائر مثلا، فهذا تحريمه ظاهر.
الثاني: شيء غير ظاهر، كالصور المظللة، أو التي لا تمييز فيها، أو الوجه فيها غير ظاهر، أو هو جزء من الصورة، كالعين والأنف مثلا، فهذا في تحريمه نظر.
الثالث: الأناشيد ويرى هؤلاء أنها حرام بهذه الطريقة.
وهذا الرأي يقول به جمع من كبار أهل العلم المعاصرين، كابن باز والألباني.
ويرى بعض العلماء جواز هذه الأعمال، لكن بشروط:
أولا: أن لا تكون مشغلة عن طاعة الله، وعن تدبر القرآن، وأن لا تكون هي الوسيلة الأولى في الدعوة، بل يقصد بها في الغالب التسلية، أو الترويح، وليس دعوة الناس إلى دين الله بها، بل إنما يدعى الناس إلى دين الله بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا الترويح يكون بمثل هذه الكلمات التي فيها ترقيق، وإذا تعلق القلب بمثل هذه الأمور وتأثر بها فقد يفقد لذة القرآن, ولا يخشع له، ويكون خشوعه وحضور قلبه بهذه الأناشيد أعظم من القرآن، وهذا هو ما حذر منه كثير من أهل العلم، حين تكون الألحان والأناشيد صادة عن القرآن وعن ذكر الله تبارك وتعالى.
الثاني: بعدها عن الألفاظ الصوفية، والكلمات المبتدعة، والمصطلحات المجملة ا لتي تحتمل حقًا وباطلا، والاعتماد على المعاني الصحيحة والتعبير عنها بعبارات سليمة.
الثالث: خلوها من الآلات الموسيقية، أو المؤثرات الصوتية التي تتطابق في حقيقتها مع الآلات الموسيقة، بحيث يتعذر على السامع التفريق بينهما.

وهذه المسألة محل اجتهاد ونظر، والأولى لمن رغب الدخول فيها أن يدخل بحذر، وأن لا يلج إليها إلا وهو متحصن بمنهج أهل السنة والجماعة؛ لأنها قد تكون وسيلة وسببا قويا للدخول إلى عالم الموسيقى، أو بدع الصوفية، ونحو ذلك من المحاذير الشرعية الكبيرة.
والله أعلم.