عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-08, 08:28 PM   #10
أسيل الخير
حفيدة خديجة رضي الله عنها
 
تاريخ التسجيل: 09-12-2007
المشاركات: 372
أسيل الخير is on a distinguished road
افتراضي

تعريف كل من المكي والمدني :


أختلف العلماء في هذا على ثلاثة أقوال. سوف نكتفي بإيراد القول الراجح في هذه المسألة وهو القول المشهور بين جماهير أهل العلم.

المكي :
هو مانزل من القرآن قبل هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. وإن كان نزوله بغير مكة - كما نزل عليه في الطائف مثلا - ويدخل فيه [المكي] ما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر الهجرة.


المدني :

هو ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بغير المدينة – ويدخل فيه ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم فى أسفاره بعد الهجرة كما حدث بنزول القرآن على النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى مكة عام الفتح حيث إنه من القرآن المدني- كسورة الفتح التى نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم وهو منصرف من صلح الحديبية . قال تعالى : ﴿ إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا ﴾ لم تنزل عليه في المدينة إلا أنها من القرآن المدني .

فهذا التعريف يعتبر عامل الزمن، أي زمن النزول وهذا هو المعتبر فى الواقع. لأن فائدة المكي والمدني هو معرفة الناسخ والمنسوخ وتاريخ التشريع. إذن فهي قضايا مبنية على معرفة المتقدم والمتأخر من الناحية الزمنية. فعامل الزمن هو العامل الرئيس فى التفريق بين المكي والمدني .

سور القرآن منها ما هو :

1 - مكي خالص :
حيث أن القرآن 114 سورة، من هذه السور ما هو مكي خالص أى ما نزل بمكة قبل هجرته عليه الصلاة والسلام كسورة العلق وهي أول ما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم على القول الراجح. وكسورة المدثر وسورة القيامة .

2 - مدني خالص :
قد نزل على النبى صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة كسورة البقرة وآل عمران والنساء.

3 - مكي وبعضه مدني :
يعنى سورة واحدة أغلبها مكي وفيها آيات مدنية مثل سورة الأنعام، فهذه السورة مكية إلا قوله تعالى :
﴿ وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ﴾ هذه الآية مدنية بالرغم أن سورة الأنعام مكية إلا أن هذه الآية مدنية كما جاء فى سبب نزولها .

4 - مدني وبعضه مكي :
مثل سورة الأنفال فهي مدنية إلا قوله تعالى ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾ فهذه الآية وآية أخرى ايضا مكية بالرغم من أن السورة كلها مدني .

وعندما نقول هذه السورة مكية أو هذه مدنية يكون ذلك راجعا إلى الغلبة، يعنى الغالب على هذه السورة أنها مكية مثلا أو الغالب على هذه السورة أنها مدنية وبناء عليه نقول هذه السورة مكية و هذه السورة مدنية .هذا بخلاف السور المكية الخالصة و السور المدنية الخالصة. وحقيقة العلماء مختلفون في كثير من السور من حيث نوعها. هل هي مكية أم مدنية؟ ولكن على الجملة نقول :

أن السور المدنية في القرآن باتفاق أهل العلم 20 سورة [ البقرة - آل عمران – النساء – المائدة – الأنفال – التوبة – النور – الأحزاب – محمد – الفتح – الحجرات – الحديد – المجادلة – الحشر – الممتحنة – الجمعة – المنافقون – الطلاق – التحريم – النصر]


الضوابط التى نميز بها بين القرآن المكي والمدني :

مبنى هذه الضوابط على الصفة الغالبة، يعنى مثلا أن نقول أن غالب آيات القرآن المكي أن آياته قصيرة وغالب القرآن المدني أن آياته طويلة. فهذا ضابط أغلبى لا يلزم أن يكون كل القرآن المكي كذلك و كل القرآن المدني كذلك ، بل فيه من القرأن المكي ما هو آياته طويلة ولكن ليست بطول آيات القرآن المدني، ومن القرآن المدني ما هو طول آياته قصيرة و لكن الغالب فى القرآن المدني أن آياته طويلة .

1 - كل سورة فيها لفظ ﴿كلا﴾ فهي مكية مثل سورة النبأ ﴿ كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون ﴾ فكلمة كلا هذه تفيد التهديد والوعيد الشديد والاعتراض الأكيد على جبابرة قريش و على كفار قريش. وقد ذكرت هذه الكلمة في القرآن 33 مرة في 15 سورة كلها في النصف الأخير من القرآن .

2 - كل سورة في أولها حرف من حروف المعجم هي مكية مثل ﴿ الم ﴾ ﴿ المص ﴾ ﴿ ق ﴾ فتكون هذه السورة مكية إلا سورتى البقرة و ال عمران .

3 - كل سورة بها سجدة تكون سورة مكية. وعندنا في القرآن 15 سجدة عدا سورة الحج عند من قال انها مدنية .

4 - كل سورة تناولت قصص الأنبياء والأمم الماضية ممن كذب و لم يؤمن فكان مصيره النار و كان مصيره الهلاك و مصير المؤمنين الصالحين و كيف نجاهم الله عز و جل من الكافرين و كان جزاؤهم جنات تجرى من تحتها الأنهار، فهي سورة مكية عدا سورة البقرة و آل عمران فهما مدنيتان.

5 - كل سورة تناولت قصة آدم وإبليس فهي سورة مكية عدا سورة البقرة .

6 - كل سورة ذكر فيها الجهاد وأحكامه والإذن فيه والمعاهدات فهي سورة مدنية .

7 - كل سورة ذكر فيها المنافقون فهي سورة مدنية، ما عدا سورة العنكبوت فهي سورة مكية باستثناء الآيات الأولى منها فإنها مدنية .

8 - كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض [المواريث] فإنها سورة مدنية. و حينما نقول الفرائض فإننا نعنى بها ليس مطلق كل ما هو فريضة و لكن نعنى بالفرائض المواريث .كما روى الإمام أحمد عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ﴿ أفرَضَكُم زيد﴾ يعنى أعلمكم بالفرائض زيد و المراد بالفرائض هنا المواريث.



مميزات القرآن المكي :

• تراه يُرسخ الأصول الاعتقادية، ويدور فى مجمله حول أركان الإيمان الستة، ويؤكد على الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، ويؤكد على إفراد الله عز وجل بالعبادة وتنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بذاته، ويؤكد على تصديق الرسل والإيمان بالكتب والإيمان بالقدر.

• اعتنى القرآن بمخاطبة الكفار والمشركين، وأمرهم بنبذ التقليد وأمرهم باستعمال عقولهم، حيث يخاطب الكفار والمشركين لينعى عليهم هذه الموروثات الكفرية عن آبائهم، وكيف أنهم يتمسكون بباطل وكيف أنهم يبتدعون من عند أنفسهم عادات سيئة ومعتقدات فاسدة. فدعاهم إلى استعمال عقولهم ونبذ التقليد بغير حجة.

• دعوة هؤلاء المشركين من خلال القرآن المكي إلى أصول التشريعات العامة. وإلى الآداب السامية بوصفها برهانا عمليا على سلامة الفطرة وصحة الإعتقاد، حيث إن الله تعالى دعاهم إلى صلة الرحم، إلى الصلاة والصدقة والصدق، وإلى العفو والعدل، وإلى الإحسان وإلى التواصي بالحق والصبر، وإلى ترك القتل بغير حق، وترك وأد البنات، وترك الظلم، ونهاهم عن الزنا وعن أكل أموال الناس بالباطل .

• حتى يؤكد القرآن هذه الأصول، قص عليهم هذه القصص من أخبار الأمم السابقة، ومن أخبار الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يبين لهم العظة والعبرة. كانت هذه القصص من القرآن المكي من أبلغ الأدلة على أنه كان وحيا من عند الله. فمن أين يأتى محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الأخبار وهو الرجل الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب ولم يجلس إلى أحد من أهل الكتاب. ولو تأخر نزول هذه الآيات التى تتناول قصص الأمم السالفة حتى العهدالمدني لقالوا ربما تعلمها من اليهود الذين كانوا بالمدينة، لكن لما لم يكن في مكة من أهل الكتاب أحد، كان ذلك أبلغ في إثبات أن هذا القرآن من عند الله تعالى.

• قصر معظم آيات سور القرآن المكي ولاسيما أوائل ما نزل . والحكمة في ذلك حتى يتمكن المؤمنون من حفظ هذه الآيات بسهولة ويسر. فكان القرآن في أول نزوله غريبا على أسماعهم لم يعهدوا هذا النظم من قبل، فلما كانت السور قصيرة سهل حفظها عليهم، فتتعود ألسنتهم على النطق به مرتلا كما أمر الله تعالى أن يتلى، بخلاف ما لو نزلت عليهم آيات طويلة كآية الدين من سورة البقرة مثلا ربما لم يستطيعوا أن يحفظوها. فنزل القرآن في أول الأمر بآيات قصيرة، إلا أنها آيات مؤثرة ومعجزة قوية في البيان و الإيقاع.


مقاصد القرآن المدني :

• بيان الأحكام العقدية والشرعية بالتفصيل. هذه القضايا التى أجملها الله تعالى من وجوب الإيمان به والإيمان بالكتب والرسل وأحداث اليوم الآخر والإيمان بالقدر. فجاء القرآن المدني ليزيدها تفصيلا وليزيدها إيضاحا وليوضح شروط صحتها والحكمة من تشريعها.

• بيان الشرائع المختلفة . ومنها بيان تشريعات الصلاة، ومشروعية الصوم والقتال. ولم يكن ثمة قتال في مكة، ولم يشرع القتال إلا في المدينة . وبيان فريضة الحج، وتحريم الخمر، وتحريم الربا وغير ذلك من أحكام النكاح و الطلاق والبيوع والقصاص والزكاة، وما يتعلق بالحدود، كحد الزنا و السرقة والكفارات التى تتعلق بتنظيم حياة المسلمين. حيث إن حياة المسلمين في المدينة قد بدأت في الإستقرار و أصبح لهم كيان ودولة وسلطان، بخلاف ما كانوا عليه من التشرد والضعف والعجز عندما كانوا في مكة . فنزل القرآن المدني ليوضح هذه الأمور، ولينظم حياة المسلمين، وليضع القواعد التى يتعاملون بها.

• الكشف عن حقيقة المنافقين، لم يكن هناك منافقين في مكة حيث يبطن بعضهم الكفر ويظهر الإيمان والكفر هو المستعلى، فلا داعى لوجود المنافقين. أما في المدينة فكان الداعى لوجود المنافقين كبير،فقد كان منهم من يبطن الكفر ويظهر الإيمان خوفا على نفسه . فكان الكشف عن أحوال المنافقين وأخلاقهم وأخبارهم وأفعالهم كان ذلك من أهم ما تناوله القرآن المدني، فكشف عن ما انطوت عليه نفوسهم من خبث و مكر و خداع ،و كشف ألاعيب هؤلاء المنافقين، وحذر من كيدهم وأمر بمراقبتهم في جميع تصرفاتهم، وأمر بالإغلاظ عليهم في القول والمعاملة، مع بذل النصح لهم بالرجوع الى الله تعالى والتمسك بدينه الحنيف .

• دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام وجدال أهل الكتاب وبيان ماهم فيه من الضلال والكفر ومجادلتهم بالحجة والبرهان في معتقداتهم الباطلة وشبههم المزيفة، وبيان كيف جنوا وكيف أفسدوا وأساءوا إلى الكتب التى نزلت عليهم بالتحريف والتبديل. ولا شك أن الداعى إلى ذلك وجود الإسلام وانتشاره واحتكاكه بدين النصارى ودين اليهود .
طول الآيات وطول السور. ذلك أن أكثر سور وآيات القرآن المدني اشتملت على معانى القرآن المكي ومزيد من المعانى التى ذكرناها من مقاصد القرآن المدني مما منه البسط والإيضاح .




توقيع أسيل الخير
[CENTER][IMG]http://img409.imageshack.us/img409/9610/tawqee32wi9.png[/IMG][/CENTER]
أسيل الخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس