عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-13, 02:19 PM   #413
مريم بنت خالد
معلمة بمعهد خديجة
مشرفة التفسير
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حيَّـاكم الله أم خالد والأخوات.

وأتمنى من كل طالبة تقرأ موضوعي أن تقص علينا السبب الذي شجعها على طلب العلم..
الفضل لله -وحده- أولًا وأخيرًا؛ فبه اهتديت، وبه سلكت، وبه أحببت، وبه بقيت إلى الآن.
وإن من أعظم الأسباب التي يسرها الله -تعالى- لي وجعلها سببًا؛ والدي -حفظه الله-؛
هو من حثني، و رغبني، وعرَّفني ابتداءً بربي -جل وعلا-، وأنشأني على حب ما يحب، وبغض ما يبغض، وربطني به ..
ودعاني لهذا العلم، وحاول بالترغيب والتحبيب والتقريب أن يدفعني له، وأن يقطع صلتي بكل ما سواه؛ كي أتفرغ له وأنهل منه ..
وبحمد الله -وحده-؛ هداني الله، ويسر لي، والتمست علمًا عن حب، وطلب لله وحده؛ فحينها لم أكن أعلم شيئًا عن العلم الشرعي إلا أنه صلة بالله وينير لنا طريقنا إلى الله : ))
كانت أغلب أحاديث طلب العلم تقال لنا عن العلم الدنيوي فقط !
ولكن كنت أعرف حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
" من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين " وكنت أدعو به .. ولعل من كرم الله أن استجاب.
* ووالدتي -رحمها الله- أيضًا أحسنت تربيتي، إلا أن أبي هو من استكمل معي المشوار : )

وكيف كانت البداية؟
بداية : التخلية؛ فجنبني الله كل ما قد يشغلني عن العلم.
ثم الدعاء، ثم البحث؛ بحثت حولنا .. في المساجد وغيرها، لم أوفق في هذا ولم يُيسر.
لكن يسَّر الله لي بابًا آخر، وفتحه لي برحمته وهو: الجامعة العالمية للقرآن والسنة !
كانت صديقتي تحادثني على الشبكة العنكبوتية وهي تحاول التسجيل في آخر فرصة لذلك.
وسألتها ماذا تفعلين وما هي الجامعة وو ؟ فأجابتني، فشاطرتها المحاولة والحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. : )
ثم يسر الله لي الالتزام هناك، وبدأت في طلب العلم ولن أنتهي.
بحمد الله أمورًا كثيرة أجدها في نفسي تغيرت، وأمورًا أجاهد فيها ، أسأل الله النفع والهداية.
وجزاها الله عني خير الجزاء ()

وما هي الأمور التي تقوم بها لتحافظ على همة عالية في طلب العلم ......؟
أكثر ما يميت الهمة هو غياب النية، وترك الاحتساب، واعتياد الأمر؛
فيصبح العمل روتيني ويمل الإنسان منه؛ وهذا في كل شيء في الحياة !
لذلك تجديد النية باستمرار، ومعرفة فضل الله في ذلك، وأن كله بفضله وفي أي وقت قد يسلبني إياه إن لم ير فيَّ جد.
تذكير النفس بثواب وفضل طلب العلم، وتصبيرها برؤية الأحبة من أهل العلم من سلفنا الصالح، ومن صاحبات الدرب : )
مطالعة نصوص القرآن والسنة في الثواب وفضله وحدها تكفي، وقد أضيف لها من سير الصالحين ممن سبقونا ما يحفز ويعلي بالهمة أكثر.
الطريق إلى الله ليس ممهدًا بالورود، ولا يخلو من ابتلاء، ولكن من كانت له غاية واحتسباها؛ هان عليه كل شيء .

أسأل الله أن يديم فضله علينا، وأن يرزقنا حسن شكره وعبادته،
وأسأله -سبحانه- علمًا نافعًا، وأعوذ به من علم لا ينفع .

جزاكم الله خيرًا أم خالد.



توقيع مريم بنت خالد
لا تسألوني عن حياتي فهي أسرار الحياة،
هي منحة .. هي محنة .. هي عالمٌ من أمنيات،
قد بعتها لله ثمّ مضيت في ركب الهداة () *
مريم بنت خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس