عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-14, 05:33 PM   #5
صفاء أم عبد الله
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 25-06-2014
المشاركات: 6
صفاء أم عبد الله is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكِ الله عنا خيرا أختي الكريمة أم حفصة موعظة مهمة جدا نحتاجها جميعا.

قال الغزالي: (اعلم أنَّه لا يتكبر إلا من استعظم نفسه، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال، وجماع ذلك يرجع إلى كمال ديني أو دنيوي، فالديني هو العلم والعمل، والدنيوي هو النسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار، فهذه سبعة أسباب.

ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال سعد بن أبي وقَّاص لابنه: (يا بني: إيَّاك والكبر، وليكن فيما تستعين به على تركه: علمك بالذي منه كنت، والذي إليه تصير، وكيف الكبر مع النِّطفة التي منها خلقت، والرحم التي منها قذفت، والغذاء الذي به غذيت)

في كل تفاصيل حياتنا أمور تدل على ضعفنا فلم التكبر؟

وكان يقال: من عرف حق أخيه دام له إخاؤه، ومن تكبر على الناس، ورجا أن يكون له صديق فقد غرَّ نفسه.

ومن جميل ما سمعت للشيخ المغامسي حفظه الله قال: "والتواضع ليس شيء يصطنع وإنما هو سلوك يصنع"

فدعِ التكبرَ ما حييتَ ::: ولا تصاحبْ أهلَه

[quote
فقد تغتري بتفوقك في علمٍ ما أو طاعة مُعينة، ومن رحمة الله عزَّ وجلَّ بكِ أن يُرسل لكِ من هو أفضل منكِ حتى لا تنظري لعملك .. فليس الفضل لمن سبق، إنما الفضل لمن صدق،،
][/quote]

نعم الله المستعان وما التوفيق إلا من لدنه سبحانه من ظن أنه من علمه أو عمله أو كسبه أو ...فقد ضل السبيل والله ذو الفضل العظيم. فالحذار الحذار.

إضافة

كيف التخلص منه بعد الاستعانة بالله عز وجلّ؟

1- تذكير النفس بالعواقب والآثار المترتبة على التكبر، سواء كانت عواقب ذاتية، أو متصلة بالعمل الإسلامي، وسواء كانت دنيوية، أو أخروية، فلعل هذا التذكير يحرك النفس من داخلها.

2- عيادة المرضى، ومشاهدة المحتضرين، وأهل البلاء، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور...

3- الانسلاخ من صحبة المتكبرين، والارتماء في أحضان المتواضعين المخبتين.

4- مجالسة ضعاف الناس وفقرائهم، وذوى العاهات منهم، بل ومؤاكلتهم ومشاربتهم، كما كان يصنع النَّبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وكثير من السلف، فإن هذا مما يهذب النفس، ويجعلها تقلع عن غيها، وتعود إلى رشدها.

5- التفكر في النفس، وفي الكون، بل وفي كلِّ النعم التي تحيط به، من أعلاه إلى أدناه، مَن مصدر ذلك كله؟ ومَن ممسكه؟ وبأيِّ شيء استحقه العباد؟ وكيف تكون حاله لو سلبت منه نعمة واحدة، فضلًا عن باقي النعم؟ فإن ذلك التفكر لو كانت معه جدِّية، يحرك النفس.

6- النظر في سير وأخبار المتكبرين، كيف كانوا؟ وإلى أي شيء صاروا؟ من إبليس والنمرود إلى فرعون، إلى هامان، إلى قارون، إلى أبي جهل، إلى أبي بن خلف، إلى سائر الطغاة والجبارين والمجرمين، في كلِّ العصور والبيئات.

7- حضور مجالس العلم التي يقوم عليها علماء ثقات نابهون، لاسيما مجالس التذكير والتزكية، فإنَّ هذه المجالس لا تزال بالقلوب حتى ترقَّ، وتلين، وتعود إليها الحياة من جديد.

8- حمل النفس على ممارسة بعض الأعمال التي يتأفف منها كثير من الناس ممارسة ذاتية، حتى لو كان له خادم، على نحو ما كان يصنع النَّبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه، والسلف، فإن هذا يساعد كثيرًا في تهذيب النفس، وتأديبها.

9- الاعتذار لمن تعالى وتطاول عليهم بسخرية أو استهزاء، بل ووضع الخدِّ على التراب وإلصاقه به، وتمكينه من القصاص على نحو ما صنع أبو ذر مع بلال، لما عاب عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم تعييره بسواد أمه.

10- إظهار الآخرين بنعمة الله عليهم، وتحدثهم بها- لاسيما أمام المستكبرين- علهم يثوبون إلى رشدهم وصوابهم، ويتوبون ويرجعون إلى ربهم، قبل أن يأتيهم أمر الله.

11- التذكير دومًا بمعايير التفاضل، والتقدم في الإسلام:

{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

قال صلّى الله عليه وسلّم: (كلكم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان).

12- المواظبة على الطاعات: فإنها إذا واظب عليها، وكانت متقنة لا يراد بها إلا وجه الله، طهرت النفس من كل الرذائل، بل زكتها.

بارك الله فيكن ونعوذ بالله من الكبر وأهله.

في كل تفاصيل حياتنا أمور تدل على ضعفنا فلم التكبر؟
صفاء أم عبد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس