عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-11, 09:26 PM   #12
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


لغتنا العربية لا تسرقوها

شهدنا في عصرنا سرقات كثيرة ، منها سرقات أوطان ، ومنها سرقات أطيان ، ومنها سرقات عقول وأفكار لكن أن تسرق لغتنا منّا فذلك ربما يفوق الكثير من السرقات إذ أن اللغة العربية هي ما نتميز به وهي سبيلنا للتواصل مع المسلمين ومع كتب الدين ومع التراث الأصيل .

فهل غفلت أمتنا عن قيمة لغتنا العربية ؟ أم أنها تغافلت عنها منشغلة بلغات أخرى استلهمت منها سمات المعاصرة واستظلت بفيئها طلباً لنسمات الحضارة التي ضاعت من أيدينا وأفقدت ثقة أبنائها بجدارة تعلمها ؟

اليوم نشهد اهتمام الأهالي بتعليم أبنائهم لغات غيرنا مع شيء من الإهمال في تمكين اللغة في نفوس أبنائنا وألسنتهم علماً بأن الطفل يستطيع أن يتعلم أكثر من لغة بشكل جيد ، ولكننا بحسن نية نظن أن تعليم اللغة العربية لأبانئنا تحصيل حاصل ، لأن نشأة الطفل بين أبوين عربيين وفي بيئة عربية يعفينا من تعليم أبنائنا هذه اللغة ، وما أن يدخل الطفل مدرسته الابتدائية حتى يجد نفسه أمام لغة لم يعرفها ولم يألفها لأن الكتب مكتوبة باللغة الفصحى التي لا يمتلك أطفالنا أساليبها ولا كثيراً من مفرداتها إلا من وفقه الله لحفظ سور من القرآن الكريم في فترة ما قبل المدرسة النظامية ، أو من يهتم أهله بهذه اللغة اهتماماً خاصاً بالتحاور بعض الأحيان بها أو بقراءة قصص مكتوبة بالفصحى .

إن بعض الشباب من الفتيات والفتيان يشعرون بارتاح حين يخلطون كلماتهم العامية ببعض المفردات الأجنبية ، وأما من درس منهم دراسته بلغة أجنبية فكثير منهم يشعر بفوقية ، ويترفع عمن سواه ، وكأنه آت من كوكب آخر غريب الفكر واللسان ، أقول غريب الفكر لأن اللغة وعاء الفكر ، ومن يكتب بلغة ما يغترف من فكرتلك اللغة ومعتقدها .

وفي العقود السابقة سبقتنا جهود في التأليف بلغتنا العربية من فئة مثقفة تجديد لغتنا العربية ولكن بروح صليبية فكتبوا في تاريخنا ، وأثاروا الشبه حول ديننا ليقدموا للجيل الذي أقبل على التعليم وجبات دسمة خُلط فيها السم بالدسم فكانت هناك ضحايا اغتيلت فطرتها وضُلل طريقها فقامت جهود مخلصة ممن أدرك الخطر، ففندوا الادعاءات وأناروا العقول فأحيوا الهمم بإحياء التراث .

واليوم بات للغتنا من يهتم بها من غير بني جلدتنا ، ويتعلمها ليتحدث بها ، ويكتب بحروفها ، ويبذل الغالي من الوقت والمال ليتمكن من ذلك ليس حباً بها ، ولا تقديراً لميزاتها التي تفوق جميع اللغات ، ولا ليتمكن من قراءة القرآن بها بل يسعى ليبث من خلالها ما يريد سواء بالكلام أو الكتابة .

ونتيجة غفلة كثير منا عن أهمية تمكنهم من لغتنا الفصحى وازدياد رغبة الآخر بالنفوذ إلى العقول والأفهام عن طريق اللغة يحدث تخوف من أن تُسرق اللغة من أبنائها لتصبح أداة بيد غيرهم يخاطبون بها العقول بما لديهم من نقول ، ويبثونها منطوقة ومرئية ، وبذلك يكون في تعلمهم لها مآرب أخرى قد لا تظهر آثارها إلا في الأجيال القادمة .

المصدر: شبكة مشكاة



توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً