الموضوع: أخطاء الصائمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-13, 09:49 PM   #5
غريبة في دنياي
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-10-2012
المشاركات: 298
غريبة في دنياي is on a distinguished road
افتراضي



موعدنا مع الحلقةالاخيرة

من

أخطاء الصائمين


1- ومن الأخطاء: أن بعض الناس لا يبيت النية مع علمه بدخول الشهر, وهذا خطأ فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبيت النية بالصيام لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قوله: "من لم يبيت الصيام من اليل فلا صيام له".([10]).

وقوله: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له"([11]).

وفي رواية: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له "([12]).

2. ومن الأخطاء: أن بعضهم يتلفظ بالنية كأن يقول مثلاً: نويت صيام غد من رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى "أو يقول "اللهم إني نويت أن أصوم الشهر كله أو غير ذلك من الأقوال التي لم يأتي بها دليلاً معتبراً من الشرع أو ضعيفاً أو موضوعاً! وهذا خطأ من وجهين:

أحدهما: أنه لا يجوز التلفظ بالنية, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

( والتكلم بالنية ليس واجباً بإجماع المسلمين, فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح ). أ. ه

الثاني: إن الكلمات التي قالها وتلفظ بها لم يرد بها دليل من الشرع يستند إليه, فإن كان المتلفظ بها جاهلاً فهو مخطئ معذور, وإن كان عالماً حال تلفظه بها فهو مبتدع, وهذا أدهى وأمر. والله أعلم.

3. ومن الأخطاء: ( أن من الناس من قطع صومه لحاجة داعية لذلك من سفر أو مرض أو غيرها, ثم استأنف صومه بعد ذلك في نفس الشهر فإنه يصوم بدون أن يبيت نية جديدة للأيام المقبلة من الشهر, وهذا خطأ, والصحيح – والله أعلم – أنه يحتاج إلى تجديد النية ليتميز يوم صومه من يوم فطره)([13]).


4. ومن الأخطاء: أن هناك من يوجب القضاء على من نسي أن يبيت النية من اليل, وهذا خطأ, فإذا نسي ذلك من اليل فلا إثم عليه لقوله تعالى:{... رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}(البقرة من الآية (286)).


5. ومن الأخطاء: عدم إمساك بعض الناس من لم يعلم بدخول شهر رمضان كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر, وهذا خطأ منه, فينبغي على المسلم متى علم بدخول شهر رمضان أن يمسك بقية يومه وإن كان مفطراً, لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه, قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "إن من أكل فليتم [ أي فيتم صومه ذاك اليوم ] أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل"([14]).

قلت: فإن كان هذا الأمر في صيام يوم مندوب في رمضان أولى وأوجب والله أعلم.


6. ومن الأخطاء: اجتهاد بعض الصائمين -عفا الله عنهم – في الإكثار من أنواع العبادات مع بداية شهر رمضان, وهذا حسن ومحمود منهم, فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات, وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور([15]). لكن الخطأ أن هؤلاء يصابوا بالفتور في آخر رمضان يوماً بعد يوم, وذلك لأنهم شدوا على أنفسهم في أول الشهر وهو لم يعتادوا على ذلك, فالاعتدال والتوسط أولى وأفضل وخير العمل أدومه وإن قل كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه مسلم (782).


7. ومن الأخطاء: العظيمة أن بعض الناس – هدانا الله وإياهم – لا يصلون إلا في رمضان, أو ربما في الجمع والمناسبات, وهذا خطأ فادح؛ لأن من هذا شأنه على خطر عظيم, ويخشى عليه سوء العاقبة, فينبغي عليه أن لا يترك الصلاة في أي وقت من أوقات السنة لأن رب رمضان هو رب جميع الشهور.

وأقول لهذا: إن من ترك الصلاة جاحداً لها فهو محكوم بكفره وردته. بإجماع المسلمين, ومن تركها تهاوناً وتكاسلاً عالماً بحكم تاركها متمادياً في غيه فهذا أيضاً كافر كفر ردة في أظهر قولي العلماء.

والأحاديث الواردة في حكم تارك الصلاة معلومة وكثيرة فليرجع إليها من أراد الحق والنجاة غداً بين يدي الله سبحانه وتعالى.

8. ومن الأخطاء: كذلك جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصيام, مما يقع فيه البعض خاصة مع بداية رمضان, وهذا خطأ عظيم, فمن الائق بالصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات الصيام ومفسداته, حتى يتحرز من الوقوع فيها.


9. ومن الأخطاء: العظيمة بل ومن الأخطاء الجسيمة ترك بعض الناس – هداهم الله – صيام رمضان أو يوماً من أيامه مع القدرة, متعمداً ذلك وبدون عذر شرعي, وهذا خطأ عظيم, وخطر جسيم, وفعل قبيح, وعاقبته وخيمة, فهو بذلك قد ترك ركناً من أركان الإسلام, وارتكب كبيرة من الكبائر, قال الإمام الذهبي

– رحمه الله – ( وعند المؤمنين مقر أن من ترك صوم رمضان بلا عذر أنه شر من الزاني ومدمن الخمر, بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال )أ.ه.([16]).

فليحذر الذين يغلقون عليهم الأبواب ويسترون عن أعين الناس لفعل المعاصي والإفطار في رمضان, فليعلموا أن الله يراهم, ويعلم سرهم ونجواهم, وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية, قال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}(الزخرف الآية (80)).

10. ومن الأخطاء: غفلة البعض – إلا من رحم الله – عن حكم الصيام وأسراره, وهذا خطا عظيم, فلصوم معان متعددة كريمة, ومقاصد كثيرة, وغايات نبيلة, وأهداف سامية يأتي في مقدمتها إعداد النفس للتقوى, والمجاهدة, والصبر, والعبودية لله تعالى, والاستسلام والخشية له سبحانه, ومن أسرار الصوم غرس روح المراقبة لله في نفس الصائم في السر والعلن, وتقوية روح العاطفة, والرحمة, والبر, والأخوة الإيمانية, والمواساة, والشعور بالآخرين, والإحساس بهم, ومد يد العون لهم, وبالجملة نقول: إن رمضان مدرسة للتربية الحقيقة للنفس البشرية فمن غفل عن ذلك فقد خسر خسراناً مبيناً وأخطأ خطأً عظيماً.

انتظرونا

بعد الفاصل

غريبة في دنياي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس