الموضوع: أخطاء الصائمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-13, 09:51 PM   #6
غريبة في دنياي
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-10-2012
المشاركات: 298
غريبة في دنياي is on a distinguished road
افتراضي


عدنا لكم بعد الفاصل

1-من الأخطاء: تجد بعض الناس – عفا الله عنا وعنهم – لا يصون صومه فتجده مرتكب للمعاصي والسيئات, واقع في المحرمات, من بذاءة السان, والظلم, والعدوان, والحقد, والحسد, والبغضاء, بل ربما خَّيل إليه الشيطان أن صومه يدفع الإثم عنه, فتراه يصوم ولا يبالي, ولا يتحاشى في صومه غيبة, أو نميمة, ولا قذف ولانظرة, ولا زور ولا بهتان, ولا فضول كلمة, ولا غير ذلك من المحرمات, وهذا كله من جهله وسفهه وتلبيس إبليس عليه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". ([17]).
2. ومن الأخطاء: تجد من يفتي الناس بغير علم , ولا هدى, ولا بصيرة, فهو لا يدري عن شيء من أحكام الصيام, أو شروطه, أو مفسداته, أو غير ذلك مما يتعلق بالصيام, ومع ذلك تجده يُخطئ هذا, ويُصَوب ذاك, ويستنكر على هذا, وهو بذلك قد ضل وأضل وضر وأضر وهذا خطأ عظيم.
فالواجب على المسلم أن يتقي الله ولا يفتي بغير علم؛ لأنه بذلك بعرض نفسه بأن يتحمل أوزار من أفتاهم بجهله وبغير علم, وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتيا فقال "أسرعكم إلى النار أجرأكم على الفتيا "([18]).
ولله در من قال:
ومن غدا بغير علم يعمل أعماله مردودة لا تُقبلُ

3-من الأخطاء: أن بعض الصائمين – هدانا الله وإياهم – يرد بألفاظ نابية بذيئة غاية في الفحش وذلك إذا سبه أحد أو جهل عليه, وهذا خطأ. فالواجب على الصائم أن بحفظ لسانه أولاً فلا يسب أحد ويجهل عليه, وإن حدث وأن أحداً سابه أو شاتمه أو جهل عليه فعليه أن يحفظ لسانه ويملك نفسه ويتأدب بآداب الإسلام, ولا يجهل على من جهل عليه, بل يقول له: إني صائم إني صائم؛ لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام جنة فإن كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل, وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل:
"إني صائم إني صائم "([20]). وفي رواية الحاكم في المستدرك (1570): ( فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم إني صائم ).
4. ومن الأخطاء: قضاء بعض الصائمين جزء كبير من نهار رمضان في القيل والقال, وإطلاق الألسنة بالغيبة, والنميمة, ولغو الحديث, وإذا تقدم إليهم أحد بالنصيحة, فأقل ما يقولون , وأهذب ما يتلفظون به لهذا الناصح: "نحن لا نفعل شيء نحن نسلي صيامنا "وهذا خطأ فالواجب على الصائم أن يحفظ صومه؛ وذلك بحفظ جوارحه, ولا سيما السان, فلا يتحدث إلا بخير وإلا فليصمت فقد ثبت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "([21]).
5. ومن الأخطاء: تجد بعض الصائمين ضيق الصدر, سيء الخلق, كثير العن لأتفه الأسباب, وهذا خطأ, فعلى الصائم أن لا يكون لعاناً ولا فحاشاً لا في رمضان ولا في غيره, فلا يلعن أخاه المسلم, ولا أولاده, ولا أهله, حتى إن بدر منهم ما يثيره فعليه أن يضبط نفسه, ولا يلعن بحال من الأحوال, لما ورد عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لعن مؤمناً فهو كقتله "([22]).
6. ومن الأخطاء كذلك: تجد بعض الصائمين عنده عصبية زائدة أثناء قيادته للسيارة, علاوة على السرعة الجنونية, وذلك قبيل موعد الإفطار وهذا خطأ, فلا ينبغي من الصائم مثل هذه الأمور.

7. ومن الأخطاء: أن بعض الناس – هداهم الله وإياهم – ولا يبالي أأفطر على حلال أم حرام, وهذا خطأ عظيم, فقد ورد الوعيد الشديد لمن أكل الحرام سواء في رمضان أو غيره, قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت"([27]).
أي نبت من حرام, فعلى من ابتلي بالمال الحرام سواء بالسرقة أو الربا أو أخذ مال وهو ظالم فيه أو غير ذلك من صور المال الحرام. أن يتقي الله ويتحلل من هذا المال, وليعلم بأنه لا يقوى على حر جهنم, فجهنم حرها شديد, وقعرها بعيد, ولها مقامع من حديد نسأل الله العافية.
8. ومن الأخطاء: أن بعض المدخنين من الصائمين ما إن يسمع الآذان حتى يأكل شيئاً يسيراً ثم يسرع إلى سيجارته ويشعلها, بل هناك من يُفْطر على هذه السيجارة الخبيثة قبل أي شيء, ولربما دخل المسجد وألقى السيجارة عند الباب وريحته الخبيثة تعصف وتفوح, وفي هذا العمل أربع أخطاء مجتمعة وهي:
1. أنه خالف سُنة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بتركه الفطر على التمر أو رطب أو الماء أو أي شيء لم تصبه النهار, قال صلى الله عليه وسلم "من وجد تمراً فليفطر عليه ومن لم يجد فليفطر على الماء فإنه طهور "([28]).
2. أنه أفطر على شيء محَّرم وهو شرب الدخان, والتحريم قال به العلماء قديماً وحديثاً([29]).
3. أن شرب الدخان والمعدة خالية من الطعام والشراب يضر بالجسم ضراً عظيماً.
4. أنه شرب الدخان وذهابه للمسجد فقد آذى المسلمين, وقد ورد النهي عن ذلك, ويا ويل من يصلي بجانبه – أعانه الله على تحمل هذه الرائحة -.
ونصيحتي إلى كل مدخن: بأن يستغل شهر رمضان فهو فرصة عظيمة لترك التدخين حيث أنه معظم اليوم لا يدخن؛ وذلك لأنه صائم.
9. ومن الأخطاء: تأخير الإفطار وهذا إما أن يكون الصائم نائماً فيؤخر إفطاره احتياطاً وغالباً هذا يكون عند البادية وهذا خطأ.
فمن السنة أن يُعَجل الصائم إفطاره حين غروب قرص الشمس بالعين المجردة, أو عند سماعه مؤذن الحي الموثوق فيه, عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"([30]).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بكروا بالإفطار وأخروا السحور"([31]).
10. ومن الأخطاء: إسراف بعض الصائمين واهتمامهم الزائد في إعداد الفطور وتنوع أصنافه, مما يؤدي ذلك إلى رمي كميات كبيرة من الطعام فائضة عن حاجة الصائم, وذلك بوضعها في سلات النفايا, في حين أن هناك من المسلمين لا يجد ما يسد رمقه, وربما كان هذا جار لك أو قريب, وهذا خطأ لما فيه من الإسراف والتبذير المنهي عنه, وإضاعة المال في غير موضعه, وسوف تُسأل عنه, وكذلك فيه عدم شكر النعمة كما ينبغي.
ناهيك عن الأضرار الصحية التي تصيب الصائم نفسه من جراء هذا الطعام وصدق الله حيث يقول: {... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ...}(الأعراف من الآية (31)).
وصدق الرسول الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين حيث يقول: "ما ملأ آدمي وعاءاً شراً من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه, فإذا غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس "([32]).
11. ومن الأخطاء: غفلة البعض عن الدعاء عند الإفطار, وبعد الإفطار, وإذا أفطر الصائم عند قوم, وهذا خطأ فإنه من السُنة الدعاء في هذه الحالات الثلاث وقد ثبت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

12. ومن الأخطاء: أن هناك بعض الصائمين من لا يفطر إلا بعد صلاة المغرب, وهذا خطأ لمخالفة سُنة النبي صلى الله عليه وسلم, فكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يفطر قبل صلاة المغرب ولو على ماء فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفطر قبل أن يصلي"([33]).

فى النهاية
أدعو الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
غريبة في دنياي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس