الموضوع
:
اسأَلوا اللَّهَ من فَضلِهِ
عرض مشاركة واحدة
17-04-19, 02:45 AM
#
2
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل: 05-05-2008
الدولة: مصر
المشاركات: 648
السؤال:
هل يتوجب علينا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كلما سمعنا نهيق حمار أو نباح كلب خلال النهار، أم أن ذلك مخصوص بالليل فقط؟
الجواب:
الحمد لله:
أولًا :
ثبت في السنة الصحيحة أن الحمار يرى الشيطان ، فيكون سببًا من أسباب نهيقه :فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
"
إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا
"
رواه البخاري :3303، ومسلم :2729 ,
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"
إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ
"
رواه أبو داود 5103، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
والأمر في ذلك للاستحباب لا للوجوب
, جاء في فيض القدير :1 / 382 "
فتعوذوا بالله
: ندبا :
من الشيطان فإنهن يرين
: من الجن والشياطين :
ما لا ترون
:
أنتم يا بني آدم فإنهم مخصوصون بذلك دونكم"
انتهى.
قال القاضي عياض " وَفَائِدَةُ الْأَمْرِ بِالتَّعَوُّذِ لِمَا يُخْشَى مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّ وَسْوَسَتِهِ فَيُلْجَأُ إِلَى اللَّهِ فِي ذَلِكَ" انتهى من تحفة الأحوذي :9 / 300.
ثانيًا :
تخصيص التعوذ بالليل ، أو تعميمه ليشمل الليل والنهار : مما اختلف فيه أهل العلم ,
جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :8 / 166 " قيل: أطلق الأمر بالتعوذ عند نهيق الحمر، في حديث الباب ، فاقتضى أنه لا فرق في طلبه بين الليل والنهار ، وخصه في رواية أخرى بالليل , فإما أن يحمل المطلق على المقيد، أو يقال: خص الليل لأن انتشار الشياطين فيه أكثر، فيكون نهيق الحمير فيه أكثر، فلو وقع نهارًا كان ذلك. وقال الشوكاني: في قوله في الحديث الآخر:
من الليل
:
يقيد المطلق فتكون الاستعاذة إذا سمع النهيق والنباح ليلاً لا نهارًا" انتهى.
وجاء في "فيض القدير" 1 / 382 " خصه - أي الليل - لأن انتشار الشياطين والجن فيه أكثر وكثرة فسادهم فيه أظهر فهو بذلك أجدر ,
وإن كان النهار كذلك في طلب التعوذ
"
انتهى.
وقد ذكر العلماء قاعدةً : أن الأصل في القيود التي يذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها يقيد الحكم بها وينتفي عند انتفائها ، ومن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل .
انظر : "شرح منظومة أصول الفقه وقواعده" للشيخ ابن عثيمين :ص312 .
وبناء على هذه القاعدة يكون الحكم خاصًا بالليل ، هذا هو الأظهر .
لكن .... نظرا للاحتمال الثاني في الحديث ، وقد قال به بعض العلماء : إنْ تعوذ المسلم عند سماع نباح الكلاب أو نهيق الحمر نهارًا
فلا بأس بذلك
.
والله أعلم.
الإسلام
سؤال وجواب
*
توقيع
أم أبي تراب
ملتقى نسائم العلم
مدونة منبر الدعوة
أم أبي تراب
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أم أبي تراب