عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-08, 10:59 PM   #5
أم الخير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

الحواجز التي يجب على طالب العلم أن يخليها عن قلبه :-

الحاجز الأول: فقدان الاستعانة بالله ، مع الثقة بالقدرات الذاتية .
وهذا يشمل صنفين:
( أ) أناس يشعرون أن قدراتهم عالية ، فيعتمدون عليها.
فأول وأهم تخلية لا بد أن تنسلخ من قلب طالب العلم : إحساسه بأنَّ له ثقل ، بأن له حول وقوة ، بأنه ذكي ويفهم ، بأنه مميز ، وقس على هذه الكلمات .
وهذا الإحساس أكبر حاجز بينه وبين صلاح قلبه ، وليس بينه وبين العلم .
فهو بإمكانه أن يُحصِّل، ويقرأ ، ويتكلم ، ويسمع ، لا إشكال عنده في ذلك ، لكن ليس هذا هو المقصود من الطلب والعلم ، وإنما المقصود صلاح القلب الذي عليه مدار الحكم .
ماذا سنفعل في قلوبنا الآن ؟
لا بد من إصلاحها ، حتى تصلح أن تكون أوعية للعلم .
ماذا نفعل من أجل أن تصلح قلوبنا لأن تكون أوعية للعلم ؟
نخلي قلوبنا من إحساسنا بقدراتنا .
هل معنى ذلك أن أعتبر نفسي غبيًا ولا أفهم ؟!
ليس هذا هو المقصود ، ولكن المقصود أن تنسب كل ما تملك من قدرات لله ، فكل ما أعطيت وأعطي غيرك تنسبه لله عزوجل.
فليس المقصود - منك يا طالب العلم - أن تُهمل نفسك ، وأنك لست بشيء ، وإنما أنت لست بشيء إن لم يعطك الله ، وكل ما عندك هو من عند الله ، لذلك لا بد أن يُبتلى الشخص ، بأن يعطيه الله من القدرات والإمكانيات ، ثم يبتليه هل سيميل إلى الثقة بقدراته ؟!
ومن الابتلاء أيضًا:- الناس المحيطين بنا، يقولون لنا : لا عليك .. قبل الاختبار بنصف ساعة راجع الدروس وستجد نفسك حافظًا ! .
فالناس الذين حولنا يُوهِمُونا أن هذه القدرة ملك لنا، وأننا نستطيعها إلا ولا بد، فيزيد علينا البلاء، فنُمَكّن فنكتشف أن كلام الناس صحيح، وأنه حقيقة قبل الاختبار بربع ساعة أراجع الدروس فأجد نفسي حافظًا !
وكل هذا ماذا يفعل بطالب العلم؟
يزيد قلبه قسوة ، وبُعدًا عن التعلق والانتفاع .
وقليل من طلاب العلم الذين يلهجون في صلاتهم بقول الله تعالى :-( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ) [طه :114 ] بل يُعدُّون على الأصابع.
والعلة في وجود هذا البلاء : إحساسه بقدرته وقيمته، فأصبح حاجزًا له عن الذل



يتبع*
أم الخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس