عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-11, 01:02 PM   #36
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


ميزان العاطفة والعقل


العقل والعاطفة مصدران هامان لتربية أنفسنا وتربية من حولنا ، ولكل منهما دوره ، فقد يلزم أحدهما في موقف ولا يلزم في آخر ، وقد يتضافران معاً في مواقف عديدة ، ولكن بنسب تختلف باختلاف الظروف .

وليست المشكلة باستخدام العقل والعاطفة الاستخدام الواعي الصحيح والمناسب بل المشكلة تكمن في السؤال الآتي :
أيهما أهم في تربية أنفسنا وأبنائنا العقل أم العاطفة ؟

بعضنا يرى أن إظهار المحبة والإغداق من الحنان يعني تميع المتربين وبالتالي يتولد اللامبلاة والتسيب وتصبح - أحياناً - العاطفة قائداً يشير فيُتبع ، ويأمر فيطاع ، وأنها في هذا الحال تبدد كل تأثير للعقل .

وبعضنا يرى أن الاعتماد على العقل وما يفرزه من سبب ونتيجة يولّد جيلاً يعاني من جفاف العواطف ، وهذا يدفعهم للبحث عنها خارج المنزل فيحدث الضياع والابتعاد عن السلوك القويم ، كما يقلل من الدافعية للعقل .

ومنّا من يرى أن العاطفة تعطي فاعلية ودافعاً للسلوك ، وهذا صحيح ... ولكن هل درب العاطفة آمن ؟
والجواب بالطبع : لا فحبُّك للشيء – كما تقول العرب في أمثالها – يعمي ويُصمّ ، وهذا العمى والصمم يحول بيننا وبين الإنجاز والنجاح والوصول إلى الحقيقة .

وحتى لا نقع في براثن العاطفة يرى بعض الناس أن يلغيها طالما أنه يريد التوصل إلى قرار حكيم وتصرف سليم وهذا ضروري في بعض المواقف وبعض المهن ولكن أن تصبح نظام حياة فلا ، لأن الحياة مع هؤلاء تتسم بالملل ، والعمل معهم يصيب بالكلل ، ويقل معهم نصيب الأمل ، والمخرج من ذلك أن نجعل لكل عمل من أعمالنا مزيجاً من العقل والعاطفة يناسب مواقفنا مع مراعاة النقاط الآتية :

1_ أن يرافق الذكاء العقلي ذكاء عاطفي يساهم في نقل انفعالاتنا وإخلاصنا للآخرين ، وأن يمكننا الذكاء العاطفي من فهم أنفسنا ونفوس من حولنا والتعامل معهم ضمن العلاقات الإنسانية .

2_ يجب أن يقصى عن التفكير العقلي كل هوى ، وأن تكون أحكامنا على الأمور منطقية وغير متناقضة وناتجة عن تحليل الأسباب والخلوص إلى نتائج سليمة تقرها العقول وتنشرح فيها الصدور

3_ أن نراقب انفعالاتنا وعواطفنا ونتصرف بها لنصل إلى ترشيد تصرفاتنا وقراراتنا وتفكيرنا

4_ أن نقود عواطفنا إلى حيث نريد لا أن تقودنا عواطفنا إلى حيث تريد
فلو أن عواطفنا وانفعالاتنا قادتنا لأودى ذلك بنا إلى صفة ذميمة لا نحبها لأنفسنا ولا يحبها الآخرون بنا ألا وهي صفة العصبية

5_ أن نستخدم عواطفنا بمقدار ما يقودنا إلى النجاح

6_ الوعي المستمر لما يجري في أنفسنا من عمليات التفكير والانفعال مما يجعلنا نتعلم من تجاربنا ونزداد خبرة بأنفسنا ونفوس الآخرين

7_ على التفكير أن يسبق الانفعال وهذه ميزة للإنسان دون سواه من المخلوقات

8_ كلما زاد رصيد العاطفة في موقف ما طاشت كفة العقل وكلما طاشت كفة العاطفة رجح نصيب العقل

9_ تحكم العقل في تصرفات الإنسان لا نتائج مدمرة له لكن تحكم العاطفة بتأثير المحبة يدمر النفس ويدمر من حولنا نفسياً نظراً لتقلب القلوب وعدم ثبات العواطف .

10 _ العاطفة والعقل كلاهما ينمو ويتطور في ذات الإنسان بشرط وجود الوعي ونية الاستفادة من التجربة
وفي النهاية لا بد من التحكم مما يجري في أنفسنا من عمليات تجعلنا نختار من معين العقل والعاطفة ما يلزمنا حسب اختلاف مواقفنا .

المصدر: شبكة مشكاة





توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً