عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-14, 12:50 PM   #5
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي





"اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"

كأنك تقولين: ربي الذي يعاملني كامل الصفات، أفعاله كلها كاملة، إذا قدّر قدرًا لابد أن لا عبث فيه.
وإذا أعطى عطاءًا لابد أن الخير كله فيه، ولو منع منعًا لابد أن المصلحة في المنع.
إذا كان الذي يعاملنا ويقلبنا في الأقدار سالم من النقائص أكيد أن أفعاله ستكون سالمة من كل نقص، كل صفاته كمال إذًا أفعاله كلها كمال.
إذا انتقم وعذب أحد فانتقامه وعذابه سالم من التشفي.
وإذا أعطى أحد ووالى أحد وكان وكيل لأحد هذا ليس عن حاجة ولا مصانعة بل هو سبحانه وتعالى الغني عن كل الخلق.
إذا استجاب لخلقه استجاب تحببًا وتوددًا وتكرما، وإذا منع منع لمصلحة للخلق وليس بخلاً ولا إملاقاً منه سبحانه وتعالى.
اعتقد أنه ذو الجلال والإكرام حقا.
اعتقد أنه يستحق التعظيم.
اعتقد أنه يجب أن لا أعتقد في شيء من أفعاله نقص أبدا.


" عبوديتك له شرف"
إذا توكلت عليه كفاك، وأعطاك، وأغناك، وجبرك، وسترك
كيف لا ترى عبوديتك له شرف؟!
"عبوديتك" يعني تعلم عظمته فتعظمه، تعلم محبته لخلقه وودِّه لهم فتودَّه،وتحبه هذه هي العبودية! >> فتقف بين يديه عبداً ذليلاً محباً معظماً لما ترى من آثار عظمته، وآثار قدرته، وآثار ودِّه وحبه لخلقه
كيف لا تتشرف أن تكون له عبدا؟!

انت تعرف ما معنى تطيب دنياك؟
تطيب دنياك لما تكون واحد في الأرض لواحد في السماء.
* ما تفكر إلَّا في رضاه.
* ما تعامل إلَّا إياه.
* ما تعالج قلبك إلَّا من أجل أن ينظر إليه طيبا.
هذا هو "التوحيد" يصبح قلبك معلق بالله.

{ فانقلبوا } أي رجعوا
{ بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء } << هذه هي النتيجة
نتيجة ثقتك و توكلك على الله أنك -:
<< لا بد أن تنقلب بنعمة من الله >>
<< لا بد أن تنقلب بفضل منه >>
<< لابد أن السوء ينصرف عنك على قدر توكلك على الله >>

{ إلا كباسط كفيه إلى الماء}
كل مَن دعا غير الله، ستحصل له استجابة كاستجابة باسط كفيه إلى الماء.
والماء كما تعلم جماد لا يشعر ببسْط كفك، ولا بعطشك، ولا بحاجتك، ولا يقدِر الماء أنْ يُجيب دعاءك، ولا أنْ يبلغ فاك، وكذلك كل مَن يدعو جمادًا, كل مَن يدعو غير الله، لا يشعر بدعائه، ولا يستطيع إجابته لو شعُر به، ولا يقدر على نفعه.

أنت لن تعيش من دون خطايا، لكــن المهم أن يكون عندك أمرين :
1- تبتعد عن الكبائر.
الكبائر هذه لا تعرف إلى أي درجة تُغلق على القلب، يعني الوقوع في الكبائر يغلق القلب.
2- وأن تعالج دائماً صغائرك، فابتعد عن الكبائر ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وفي نفس الوقت عالج الصغائر.
ومعالجة الصغائر تكون مثلا لمَّا تأتي تتوضأ اجمع قلبك على أن يكون هذا الوضوء سبباً لكفارة الصغائر.
ولمَّا تقول ( سبحان الله وبحمده ) اجمع قلبك على أن تجعل هذا الذكر سبباً لأن يُمحى ذنبك، لا تصر على الصغيرة لأن الإصرار عليه يحوله إلى كبيرة .

لماذا إفشاء السلام يأتي بالمحبة كما الحديث "ألا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" ؟! لأنه دعاء وطلب
فأنت تطلب من الله لإخوانك أن ينزل عليهم الرحمات والبركات فيكون جزائك ان ينتشر الحب بينهم فيحب الناس بعضهم.
القبول في الأرض أن الناس يحبوك ليس بسبب أنك اتجهت منك اليهم ؟
لأ ، لأنك التجأت الى الله ومن الله إليهم
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة "
تقول : " اسأل الله ان يسلمكم ويبارك لكم فيما أعطاكم ويزيدكم رزقا"
لما تُسلم تصعد أعمالك إلى الله ، والنتيجة تأتي من عند الله أن يلقى حبك في قلوبهم .

نضرب لك مثال لو جئتي للحرم في أيام رمضان صائمة يوم الاثنين أو الخميس ومعك أهلك وإفطارك ونحن دائما نضرب هذا المثال من أجل ترى كيف الغنى وترى هل غناك ذاتي أو ليس ذاتي.
الآن دخلت الحرم وضاعوا عنك أهلك ومعهم فطورك ما هو وصفك الآن؟ فقيرة , لماذا فقيرة؟ لأنك محتاجة إلى الطعام والشراب، فأنت عند أهلك تكوني غنية، ولو وجدتيهم بهم ستصبحي غنية، لكن بدونهم تصبحي فقيرة.
ومثال آخر: واحد خرج من الحرم ولم يجد حذائه ما حاله؟ هو فقير إلى حذائه, فأنت بنفسك محتاج إلى طعامك وشرابك.
لكن الغنى عند الناس ينقسم إلى نوعين:
o واحد غني لأنه عنده ويملك.
o وواحد فقير لأنه لا يملك.
في النهاية كل العباد ما حالهم؟>>> فقراء لأنهم يحتاجون، لكن ربك جل وعلا لا يحتاج إلى شيء؛
من أجل ذلك من معاني الصمد (أنه لا يحتاج إلى أحد وكل أحد يحتاجه), ومن معانيه أيضا أنه صمد لا يأكل ولا يشرب، وأنت فقير لأنك محتاج وهو سبحانه غني لا يحتاج إلى شيء أبدا.
(اسم الحي القيوم)

القلوب بيد الله
فإذا أقبلت عليك ..
فما أقبل بها إلا الله
وإذا أنصرفت عنك ..
فما صرفها إلا الله.

إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ( 7 ) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ "
فمعنى هذا أن الذين لا يرجون لقاء الله أصل مشكلتهم في معاملتهم في أمور الحياة أن رضاهم وسخطهم على الله مبني على موافقة هواهم.
فتجدهم مثلاً تنصحه يمر بأزمة فتنصحه ، تقول له ادعو الله اسأل الله ارجو الله ، فماذا يريد؟ يريد ان يقول يارب وينزل عليه العطاء وتتغير الأحوال في تلك اللحظة ، وهذا كلام لا يقوله إلا من لا يعرف الله .
يسألك يقول الستم تقولون ان الله على كل شىء قدير؟ الجواب نعم، هو على كل شىء قدير لكننا نؤمن بقدرته بحكمته ،ونؤمن انه يضع كل شىء في موضعه ويهيأ كل حال بما يصلحه .

لمَّا نَكبَر من دُون توحيد وتعلق بالله، تزداد حساسيتنا المُهلكة وليست النافعة، لأن الحساسية النافعة هي التي بينك وبين الله ، تشعري أنك أذنبتي وأنت قصرتي في الشكر، تشعري أن الله ـ عز وجل ـ أَنعَم عليكِ، أصبحت حساسة، كل حساسيتك بعلاقتك مع الله،سواء ذنب، خطيئة، نِعمة، لكن الحَساسية لمَّا تَنقلب بَينك وبين الناس، وكل ما ازددت عمرا كل ما زدت حساسية فهذا بسبب عدم وجود حُسن الظن بالله !
والنساء أكثر عُرضتاً لهذا الأمر، ومن أجل ذلك لمَّا تأتي مسائل الاكتئاب وإلى آخرهِ، هذا كله بسبب أن الحياة لَمَّن سِرتَها وأنت ما تَعلم عن الله، تَراكم التَّجارب كلها أصبحت سيئة، حتى أحياناً يكون ما عندك تفسير يفسر لك لماذا أنت لمَّا الناس يبتسموا لك أنت ما تبتسم لهم، لماذا لمَّا الناس يكلموك بالطيب ما ترد عليهم، لماذا أصبحت عنيفاُ هذا العنف؟ !!
أصبح ما عندك تفسير لهذا كله بسبب تراكم التَّجارب السيئة التي لم يأتي معها عِلم عن الله و أن كل شيء رزق !
وأن حتى الكلام الطيب الذي تسمعه هذا نوع من أنواع الأرزاق !
وهذا طبعاً الإيمان العظيم الذي يُحَوَّل الإنسان ما يَطلُب إلا مِن الرَّزاق وما يَنتَظِر إلا مِنه..




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس