عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-10, 07:14 AM   #2
عائشة جمعة
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-12-2009
المشاركات: 46
عائشة جمعة is on a distinguished road
افتراضي

أختي الغالية هموسة

أقرأ في كلماتك الموجزة رفعة النفس وصفاءها إذ تطلبين طريقة للتخلص من الخجل كي تتمكني من طلب العلم ونشره فهنيئاً لك هذه النفس الرفيعة وهذا المطلب الرابح .

ولنقف بعد عند ما يحول بينك وبين طلب العلم والدعوة إلى الله ألا وهو كما حددته ( الخجل )

كنت أتمنى لو ذكرت لي المرحلة العمرية التي تعيشينها ولكن لا بأس

أحب أن أبشرك أنك قطعت شوطاً لا بأس به حين عرفت ثمّ اعترفت بوجود حاجز الخجل ، وتسألين عن كيفية الخلاص منه

وهناك خطوات تالية بعد هذه المعرفة والاعتراف عليك باتباعها لتصبحي جريئة بالحق متحررة من إسار الخجل .

1_ تأملي نفسك واسبري أغوارها وسجلّي نقاط ضعفها وقوتها ثمّ قوي نواحي الضعف لتصبحي أكثر ثقة بقدراتك التي تجعلك قادرة على الشعور بالتوازي مع الآخرين

2_ تأملي حال الناس من حولك ستجدي أنّه لا يوجد كمال في شخصيات الناس ، وأنهم مثلك في الكمال والنقص وفي جوانب القوة والضعف ، وأنهم أنواع منهم الجديّ ومنهم الساخر ومنهم اللامبالي ومنهم الأناني ومنهم الحسود الحقود ومنهم سليم القلب المعافي ولكل نوع منهم تعامل يليق به .
3_ المهارات الاجتماعية مكتسبة تتحسن بالتدرب ، وقد يكون طفل في مدرسة وقف في إذاعة الصباح للقرآن تالياً أو لقصيدة منشداً ، أو لحوار مديراً ، فيكبر وهو متعود على مواجهة الناس بثقة ، وقد أعدّ العدة لمن يضحك منه أو ينتقص من عمله بما بث فيه أبواه أو معلمه من إعجاب وتقدير لذاته وعمله .

وفي بعض العائلات نجد أن الأسرة تعيش حياة اجتماعية جيّدة ومتوازنة يحضرها الصغير والكبير ، وكل يعرف حدوده وما يجب أن يفعله في تلك اللقاءات لئلا يسيء إلى غيره ومن ثمّ إلى نفسه .
ولكن هل من يحرم من مثل هذه المهارات في الصغر يستطيع أن يعوضها في سن الرشد أو سن الشباب ؟

وجواب ذلك : نعم ، ويكون ببذل جهد على صعيدين
الأول : القراءة لمعرفة الذات والآخر والاطلاع على مواقف وأقوال فيها حوارات قوية ونقاشات مفيدة

الثاني : التدريب ويكون تدريجياً ، وكل نجاح في موقف ما سيقود إلى تجرؤ على خوض موقف آخر أكبر منه ، وقد يتدرب المرء بالخيال حيث يتخيل ويمثل الموقف قبل وقوعه وأحياناً يكون للقلم والورقة دور حيث يمكن كتابة الأفكار التي يمكن أن يحكيها المرء مع أشخاص آخرين ، ويمكن أن نحضر جواباً لأسئلة مفترضة أو رداً على كل سؤال محرج أو موقف محرج .

وفقك الله أختي لتحقيق ما تتمنين من شرف طلب العلم والدعوة إلى الله فهما خير ما في هذه الدنيا ويستحقان أن يتعب الإنسان من أجلهما بتخطي الحواجز النفسية .
عائشة جمعة غير متواجد حالياً