عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-11, 06:18 PM   #9
خواطر وشجون
|نتعلم لنعمل|
c8

عائشة جمعة.. تجربة أردنية رائدة في الدعوة

- دوري بالمنزل تأثَّر إيجابيًّا بالعمل الدعوي
- الداعية دورها الوقاية والعلاج والبناء


حوار- وفاء سعداوي
الداعية عائشة جمعة.. مستشارة لجنة نادي الطفل القرآني ورئيسة اللجنة التطوعية في مركز الضياء القرآني، ومشرفة اجتماعية بجمعية العفاف بالأردن تمارس الدعوة منذ 23 عامًا، وهي بدأت الدعوة منذ أن عرفت الإسلام جيدًا في المرحلة الثانوية.

بدأت تمارس دورها مع الأهل وأفراد أسرتها وبنات جيرانها وعائلتها الممتدة، ثم صديقاتها في المدرسة والجامعة، ثم مع طالباتها اللائي درَّست لهن مادة اللغة العربية، ثم مع أولادها، وبعد ذلك تفرغت للأعمال التطوعية، فكانت فترة إلقاء المحاضرات، وعملت في جمعية (العفاف) مشرفةً اجتماعية ثلاث سنوات، وجمعية المحافظة على القرآن، وكذلك عملت مشرفةً على نادي الطالبة الدائم، ورئيسة الإشراف التربوي، ورئيسة لجنة تأليف كتاب "أحباب الله" الذي يدرَّس للأطفال، ومحتواه تفسير "جزء عمَّ" وأناشيد للأطفال، وكذلك يحتوي الكتاب على جوانب من السيرة النبوية الشريفة وأدعيةً يردِّدها الطفل كل يوم، وما زالت مستشارةً في لجنة نادي الطفل القرآني.

(إخوان أون لاين) كان له معها هذا اللقاء؛ حيث تناول قضايا عديدة حول الدعوة والمرأة الداعية:
* ما الدافع وراء اتجاهك للمشاركة في العمل الدعوي والاجتماعي؟!
** الدافع هو العمل بالآية الكريمة: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِيْ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ﴾ (فصلت: 33)، ولأنني استفدت كثيرًا من اتباعي لهذا الدين، فأردت أن أفيد غيري؛ ولأنني أحب المسلمين كافة وأرى كثيرًا منهم يحتاجون إلى الذكرى ويستجيبون لها، وكذلك أشعر بسعادة بالغة وأنا أحدِّث النساء بما يُصلح دينهن ودنياهن، وبتأثيره في بعضهن ممن يستجبن لما يسمعن.

أما عن النشاط الاجتماعي فهو يقتصر على عمل دورات في تربية الأبناء والتعامل مع الأزواج، والتعاون على حل بعض المشكلات، ومعلوم أن الدافع لهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام- في صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما- أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

كما أنني أرى أن لدعاة الباطل همَّةً ومثابرةً وتضحيةً وتفانيًا، تقدم من خلال وسائل عديدة، فلِمَ لا نهتم نحن بدعوتنا ونحن على حق، وهدفنا سام، وأجرنا من الله واصل، والله يزهق الباطل بالحق، إنها سنة المدافعة.

* ما أهم المؤسسات التي تمارسين أنشطتك من خلالها؟ وما أهم أهدافها؟
** جمعية العفاف وجمعية المحافظة على القرآن الكريم.. أما جمعية العفاف الخيرية فهي تهتم بالأسرة تكوينًا ونشأةً ونماءً.

* وكيف تعملون على تحقيق هذه الأهداف؟!
** تيسير سبل الزواج، وإيجاد نظرة جديدة حول قيم الزواج، وتكوين الأسرة عن طريق نشر العادات الحسنة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وأخلاقنا العربية الأصيلة، وتقديم نماذج عملية لتثبيت العادات الإيجابية للزواج، والقيام بدراسات اجتماعية حول مشكلات الأسرة والزواج، وتقديم الحلول المناسبة لها، وإنشاء صندوق الزواج (صندوق العفاف)، وعقد دورات للتوعية والإعداد، والإرشاد الأسري، وإنشاء مشاريع استثمارية تخدم أهداف الجمعية.

وكذلك جمعية المحافظة على القرآن الكريم التي تهدف أن يكون القرآن في الصدور محفوظًا، وعلى اللسان مجوَّدًا، وفي حياة حافظه سلوكًا سويًّا، وأن تكون علوم القرآن لها أعلامٌ يتقنونها ويدرسونها.

* وكيف تحققون هذه الأهداف؟!
** 1- توعية الناس بأهمية حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه.

2- إقامة الدورات لتعليم الناس ترتيل القرآن الكريم وتجويده، حسب القراءات القرآنية.

3- إنشاء فروع ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم في مدن الأردن وقراه وبواديه.

4- الإسهام في الأبحاث والمؤتمرات والمنتديات العلمية المتعلقة بالقرآن الكريم.

5- الإسهام في توزيع المصاحف الكريمة داخل الأردن وخارجه.

وأهم أنشطتها: دورات في علم التجويد والحفظ، ونادي الطالب الدائم، ونادي الطفل، وتأليف مجموعة من الكتب مختصة بحفظ القرآن وعلومه.

* ما أهم المحاور التي تتناولينها في محاضراتك للنساء؟!
** المراحل العمرية وكيفية التعامل معها.. مرحلة المراهقة وأهم خصائصها.. الانسجام الأسري.. الطفل الذي نريده.. التعامل مع كبار السن.. العلاقة بين الكنّة والحماة، وكيف تتصرف من سافر عنها زوجها؟ والفتيات والصداقة.. الفتيات والحب.

* وهل تكتفين بإلقاء المحاضرات والدروس؟
** نعقد ورش عمل، ومن أهمها: أسرة يحبها الله، العلاقة بين الأم وابنتها.. كيف أكون فتاة محبوبة؟ ماذا تريد أمي مني؟ أثر الإعلام على الأسرة.. التعلم النشط.

* ما العناصر اللازمة لتكوين داعية تليق بمهمة الدعوة؟!
** أول العناصر اللازمة لتكوين داعية جيِّدة، تمثُّلها دعوتها فكرًا وقلبًا وسلوكًا، ومحبتها لربها ولدينها وإدراكها الثواب الذي يحصله من يدعو إلى الهدى؛ حيث يضيف إلى أجر عمله أجور من اتبعوه، كما يجب أن تكون لدى الداعية ثقافة إسلامية ومتنوعة، وفهم للناس ولطبائعهم، وأساليب متنوعة لإيصال الأفكار، وتفرغ جزئي أو كلي، ووفرة في المال تمكنها من الانتقال وشراء ما يلزم من وسائل تثقيفية، وتربية للنفس تؤهلها أن تكون صبورة مستوعبة.


* هل أثرت نشاطاتك في الدعوة والصحافة والنشاط الاجتماعي على بيتك وإدارتك له؟! وكيف تحققين التوازن؟!** نعم أثرت تأثيرًا إيجابيًّا، فمردود الثقافة عاد عليَّ وعلى أفراد أسرتي بالخير، وتحقيق التوازن يتم بتنظيم الوقت واختصار الجهد وقبول أفراد الأسرة بهذا الوضع ومؤازرتهم ومساعدتهم، وخاصةً الزوج.

* ما الصعوبات والتحديات الكبرى التي تواجه دعوة المرأة إلى الإسلام في العالم العربي والإسلامي؟!
** من الصعوبات ما يعود إلى منشأ نفسي أو ثقافي أو اجتماعي أو مادي أو سياسي، فالصعوبات النفسية هي ما يعتري الداعية من فتور أو يأس أو إحباط أو خجل أو أي مرض من أمراض النفس، أما المنشأ الثقافي فهو عدم توفر ما تحتاجه الداعية من وسائل ثقافية تمكِّنها من تجديد أساليبها، وربط الواقع بالدعوة، والتوصل إلى حلول لمشكلات معاصرة.

* كيف تستفيد الداعية من مستحدثات العصر في دعوتها؟ وما أفضل الوسائل؟
** الدرس الديني التقليدي مرغوب؛ لما يحققه من أخوَّة وراحة نفسية وثواب مرتقب، إلا أن توفر القنوات العديدة وفيها العديد من الدروس يلقيها علماؤنا الأفاضل، يجعل الداعية أمام تحدٍّ جديد، ألا وهو تقديم المادة بطريقة غير إلقائية، بل قد تكون على شكل تعلم نشط، والذي يشتمل على حوار أو عصف ذهني أو العمل عن طريق مجموعات.. الداعية التي لديها عارض فيديو (داتا شو) تضيف على التأثير السمعي التأثير البصري.


ضوابط ضرورية
* ما ضوابط عمل المرأة في المؤسسات الدعوية التي يشترك فيها الرجال والنساء؟
** من الضوابط التقليل من العمل المشترك بين النساء والرجال، وإن كان هناك حاجة فيجب ألا يكون العمل مشتركًا إلا في نقاط ضرورية جدًّا كالاشتراك في تأليف كتاب أو التخطيط لمهرجان يشمل النساء والرجال، أو العمل في مؤسسة إعلامية، ويراعَى أن يكون الكلام ضمن نطاق العمل، وأن يكون جلوس الرجال بعيدًا نوعًا ما عن النساء، وألا يخلو رجل بامرأة في مكان العمل.

* هل تعتقدين أن المرأة تنجح أكثر في العمل الدعوي أم الاجتماعي؟ ولماذا؟
** المرأة تنجح في كليهما، ولكن معيار النجاح هو التوجه إلى ما تجيده وتميل إليه.

* هل يتوقف عطاء المرأة الدعوي والاجتماعي في سن معينة؟
** الصحة الجسمية والنفسية والعقلية مهمة في تأدية العمل، ولا يتوقف عمل الداعية عند سن معينة، وكذلك المرشدة الاجتماعية، أو التي تعمل في المجال الخيري، إلا أن طبيعة العمل قد تتغير، فذات الخبرة يمكن أن تدرب مجموعة داعيات، وذات العمل الخيري يمكن أن تفيد بخبرتها.

* ما تقييمك لدور المرأة الدعوى من ناحية السلبيات والإيجابيات؟
** العمل الدعوي النسوي يمشي قُدمًا، وهو في تطور ونجاح مستمر؛ فقد أصبحت لدينا إنجازات دعوية نسوية في عدة مجالات، كالمحاضرات وتأليف الكتب والقصص، والدخول إلى عالم التكنولوجيا بكل ما فيها من تنوع، فهناك فلاشات دعوية وتصاميم وعروض تقديمية وتصميم مواقع.

* وكيف يمكن أن يكون لها دور في قضايا الأمة من خلال دعوتها؟!
** يكون للمرأة الداعية دور في قضايا أمتها؛ فهي تنقل فهمها للمواقف الحاسمة للأخريات، وتنبِّه من الأخطار التي تحيق بالأمة، وتوجه الأمهات ليكنَّ حاملاتِ رسالة يؤدينها مع أفراد أسرهن وجاراتهن، وكل داعية تفيد أمتها حسب مهاراتها ومكانها الذي تشغله، ونوعية النساء اللائي تلتقي بهن، وإجمالاً فإن دور الداعية في أمتها وقائي وعلاجي وبنائي.





توقيع خواطر وشجون
خواطر وشجون غير متواجد حالياً