الموضوع: رحلة ( حج قلب❤)
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-14, 12:34 AM   #16
مُزن
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 18-09-2011
المشاركات: 143
مُزن is on a distinguished road
افتراضي


📩 رحلة ( حج قلب❤)
1⃣4⃣ آية (6-7)

ذكر الله أنهم ارتابوا بالبعث وهذا يعني أنهم ليسوا مرتابون في إنهم مخلوقون وليسوا مرتابون في مبدأ خلقهم من حال إلى حال إلى حين الموت . فالله يقيم عليهم الحجة فيقول البعث الذي وعدتكم به نظير النشأة الأولى فإعادتكم بعد الموت خلقا جديدا كالنشأة الأولى التي لا ترتابون فيها وإخراج النبات من الأرض الذي ترونه أمام أعينكم نظير إخراجكم من القبور فدل بالنظير على نظيره وجعل ذلك آية ودليلاً على خمس أمور:
(1) {ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}
(2) {وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى}
(3) {وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
(4) {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها}
(5) {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ}.

1-{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ }
الإشارة بـ {ذلك } إلى ما تقدم من أطوار خلق الإنسان وفنائه ، ومن إحياء الأرض بعد موتها وانبثاق النبت منها .و ظهور افتقار الموجودات إليه سبحانه و
تسخيرها على وفق اقتداره واختياره .قال بعد ذلك :
{بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ }
{الحق} الثابت الذي لا مراء فيه أي الموجود والقصر {هو الحق} دون غيره من معبوداتكم فإنها لا وجود لها { إن هي إلاّ أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم...}
فنبه سبحانه وتعالى بهذا على أن كل ما سواه وإن كان موجودا حقا فإنه لا حقيقة له من نفسه ; لأنه مسخر مصرف . والحق الحقيقي : هو الموجود المطلق الغني المطلق ; ولهذا قال في آخر السورة : " وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " [ الحج : 62 ] .
والحق هو :الموجود الثابت الذي لا يتغير ولا يزول , وهو الله تعالى . وقيل : ذو الحق على عباده . وقيل : الحق بمعنى في أفعاله . . المحقق لما سواه من الأشياء فهي من آثار ألوهيته . الحق الثابت أتم ثبات بحيث يقتضي ذلك أنه يكون كل ما يريد .
💢 لماذا أتى بالحق ولم يقُلْ الخالق؟؟؟
قالوا: لأن الخالق قد يخلق شيئاً ثم يتخلى عنه، أمّا الله سبحانه وتعالى فهو الخالق الحق،
والحق هو :الثابت الذي لا يتغير، كذلك عطاؤه لا يتغير، فسوف يظل سبحانه خالقاً يعطيك كل يوم؛ لأن عطاءه سبحانه دائم لا ينفد.
وإذا نظرتَ إلى الوجود كله لوجدته دورة مكررة، فالله عز وجل قد خلق الأرض وقدَّر فيها أقواتها، فمثلاً كمية الماء التي خلقها الله في الكون هي هي لم تَزِدْ ولم تنقص؛ لأن للماء دورة في الحياة، فالماء الذي تشربه طوال حياتك لا يُنقص في كمية الماء الموجود؛ لأنه سيخرج منك على صورة فضلات ليعود في دورة الماء في الكون من جديد.
وهكذا في الطعام الذي تأكله، وفي الوردة الجميلة الطرية التي نقطفها، كل ما في الوجود له دورة يدور فيها، وهذا معنى: {وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا..} [فصلت: 10].
فمعنى: {الحق..} [الحج: 6] هنا الثابت الذي لا يتغير في الخَلْق وفي العطاء. فلا تظن أن عطاء الله لك شيء جديد، إنما هو عطاء قديم يتكرر لك ولغيرك.

💤اذاً هو الحق المبين وذلك يستلزم إثبات صفات كماله وقدرته وإرادته وحياته وعلمه وحكمته ورحمته وأفعاله.

اذاً الحق سبحانه أوجد هذا الخلق بقدرته وعلمه وإرادته وشرع لهم أحكام وأوامر وتكاليف لحكمة فلم يُوجدهم ويكلفهم عبثاً ويخلقهم سدى يموتوا وينتهي كل شيء فهو الحق والعدل سبحانه لذلك لابد أن يعيد لهم حياة أخرى ولابد أن يجازيهم على ما كلفوا به لانه الحق والعدل لايساوي بين المحسن والمسيء فهذا ظلم وهو العدل سبحانه منزه عن الظلم لذلك هناك يوم لا ريب فيه يبعث فيه من في القبور . ويحاسبهم .لذلك قال :
(2){وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى}
أي ولتعلموا أن الذي قدر على هذه الأشياء البديعة لا يتعذر عليه أن يحيي الموتى بعد فنائها ودروسها فى التراب.فهو لا يمتنع عليه شىء أراده، فهو قادر على إيجاد جميع الممكنات، ومن ذلك إعادة الأجسام بعد موتها.
وخص - سبحانه - إحياء الموتى بالذكر ، مع أن من جملة الأشياء المقدور عليها . للتصريح بما هو محل النزاع وهو البعث ، ولدحض شبه المنكرين له وتقديمه لإبراز الاعتناء به .

(3) {وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
أي فإن القدرة التي جعل بها هذه الاشياء العجيبة لا يمتنع عليها شيء
فهو المتفرد بهذه الأمور، وأنها من شأنه لا يدعي غيره أنه يقدر على شيء منها فدل سبحانه بهذا على أنه الحق الحقيقي الغني المطلق، وأن وجود كل موجود مستفاد منه. { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }

(4) {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها} أي ولتعلموا أن الساعة وما تشمل عليه من حساب وثواب وعقاب والتي وعدكم أن يبعث فيها الموتى من قبورها آتية لا محالة، ولا شك فى حدوثها،في الوقت الذي يريده الله تعالى وليس لأحد أن يرتاب فيها.

الذي خلق الأحياء بعد أن لم تكن فيها حياةٌ يمكنه فعل الحياة فيها أو في بقيّة آثارها أو خلق أجسام مماثلة لها وإيداع أرواحها فيها بالأولى . وإذا كان كذلك علم أن ساعة فناء هذا العالم واقعة قياساً على انعدام المخلوقات بعد تكوينها ، وعُلم أن الله يعيدها قياساً على إيجاد النسل وانعدام أصله.

(5) {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} أي ولتوقنوا بأن الله حينئذ يبعث من فى القبور أحياء إلى مواقف الحساب.
⭕ومن شك فليراجع الدليلين السابقين في تدبر وتعقل فانه يسلم لله تعالى ما أخبر به عن نفسه في قوله ذلك { بأن الله هو الحق } الخ.

🌟خلاصة ذلك- أنكم إذا تأملتم فى خلق الحيوان والنبات أمكنكم أن تستدلوا بذلك على وجود الخالق وقدرته على إحياء الموتى وعلى غيرها من الممكنات، وأن الساعة آتية لا شك فيها، وأنه يبعث من فى القبور للحساب والجزاء، ولولا ذلك ما أوجد هذا العالم، لأن أفعاله تعالى مبنية على الحكم الباهرة، والغايات السامية.فلم يخلقهم ويوجدهم عبثاً .لانه هو الحق سبحانه.


🍀اللهم اجعل حبك احب الأشياء الينا , واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندنا واقطع عنا حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك , و اذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فاقرر أعيننا من عبادتك.🍀

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
مُزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس