************* العائق الثامن : دنــو الهـمة - نرى بين صفوف العلم أناساً يمتلكون مواهب جليلة ، وقدرات هائلة ، تؤهلهم للزعامة العلمية ، إلا أن دنو همتهم يمحق مواهبهم ، ويزيل بهاء نبوغهم ، فتجدهم يقنعون بيسير المعلومات ،ويأنفون من القراءة والمطالعة ، ويتشاغلون عن الطلب والتحصيل .وهؤلاء سرعان ما تنـزع ملكية قدراتهم ، وتسلب بركة اوقاتهم . ذلك بأن كفر النعمة مؤذن برحيلها ، كما أن شكرها مؤذن بمزيدها . - قال الفراء – رحمه الله تعالى – لا أرحم أحداً كرحمتي لرجلين : رجل يطلب العلم ولا فهم له . ورجل يفهم ولا يطلبه . وإني لأعجب ممن في وسعه أن يطلب العلم ولا يتعلم . [(( جامع بيان العلم وفضله )) ( 1/103 )] - وقال أبو الفرج ابن الجوزي – رحمه الله – تعليقاً على قول أبي الطيب المتنبي : ولم أر في عيوب الناس عيباً ****** كنقص القادرين على التمام وينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه فلو كان يتصور للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض . - فيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلاً ، ولا تشغل بسواه أبداً ، فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك ، وأعظم أجرالمسلمين فيك ، ما اشد خسارتك وأعظم مصيبتك . - وإن من أنفع الأمور التي تعين على علو الهمة:النظر في سير السلف.رضى الله عنهم.فإن أحوالهم غاية الكمال علماً وعملاً فإذا ما رآها الطالب ازدرى نفسه وقل عمله في عينه، فسعى للحوق بالقوم،والتشبه بهم،ومن تشبه بقوم فهو منهم . **************************