السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الحداء، وهو إنشاد الأبيات بصوت ملحن، كان موجودًا في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنه كان يستعمل في أوقات محددة، وعلى فترات متباعدة، ولم يكن وسيلة لدعوة الناس، وترقيق قلوبهم، ووعظهم، بل كان يستخدم لقطع الطريق، والتسلية، والترويح عن النفس.
ولكن تطور هذا حين أدخل الصوفية ذلك في أورادهم وأذكارهم، وجعلوه وسيلة لترقيق القلوب، والوعظ، وحث النفوس على التوبة، ونحو ذلك من المقاصد الشرعية، فصار منافسا لكلام الله، وربما كانت عنايتهم به وغبتهم فيه أعظم من عنايتهم ورغبتهم بكتاب الله تعالى.
ولما كانت هذه الأناشيد ومقاطع الفيديو والصور بواقعها الحالي يشوبها شيء من الشبهة، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام))، وقال: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، ونظرًا لطبيعة الموقع العلمية، وهي سمته الغالبة عليه، فإننا في إدارة الموقع نتحرج من وضع ذلك، ونرى أنه يمكن للمشارك معنا إن أراد هذه الأناشيد أو المقاطع أن يجدها في مظانها من المواقع الأخرى، فلأجل ذلك قررنا عدم وضعها هنا.
والقرار الذي ذكر فيه المنع لم ينص على التحريم صراحة، ولكنه نبه إلى قضية التورع في هذه المسألة، ونحن لا نحمل الناس على الورع، ولكن نحمل الملتقى نفسه على الورع؛ لأننا مسؤولون عنه، وأما أفراده فيمكنهم البحث عما يريدون في غيره، وهو إنما يحرص على تقديم المادة العلمية، بضوابطها الشرعية المتفق عليها.
والله الموفق.
|