عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-07, 10:50 AM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

الطاعة هي فعل الأوامر واجتناب المناهي.
أما العبادة: فهي غاية التذلل والخضوع والحب للمعبود، ومن لوازمها الطاعة، فلا يمكن أن تكون عبادة بلا طاعة، لكن الطاعة تكون بلا عبادة.

فالله يعبد، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فيطاع ولا يعبد، كما قال أبو بكر: "من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، قال تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقبتم على أعقابكم؟؟!!!}".
وكذا من دون الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمراء، والمدراء، والآباء والأمهات، يطاعون فيما هو من طاعة الله، ولكن لا يعبدون.

فالعبادة هي التي تشتمل على هذين الركنين:
الأول: غاية الخضوع والتذلل، فلا يكفي أن يكون خاضعًا أي خضوع، فالواحد منا يخضع لوالديه، ويخضع لشيخه، ولكنه لا يعطيه غاية الخضوع ومنتهاه، بل يعطيه ما يناسب قدره.
الثاني: غاية الحب ومنتهاه، بحيث لا يكون غيره أحب إليه منه، ومقتضى هذه المحبة تقديم محبوبات الله وأوامره على محبوبات غيره وأوامره، فليس الحب قولا نقوله بألسنتنا، ولكنه ممارسات عمليه تقوم بها حياتنا، كما قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}
والله أعلم.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً