عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-08, 07:49 PM   #1
أم خولة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الحيلة فرص وغصص

[grade="00008b Ff6347 008000 4b0082"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة
فُرص وغُصص
للشيخ الفاضل
محمد بن عبدالله الإمام
دار الحديث بمعبر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أيها الأخوة: اعلموا حفظكم الله أن أشرف شيء بين يديك عمرك , ووقتك هذا الوقت هو أشرف شيء أعطاك الله عزّ وجلّ ولهذا قال بن الجوزي رحمه الله: الوقت أشرف شيء .
وضرب بعض العلماء مثلاً لشرف وقت الشخص قالوا: الشخص الذي يعيش دهراً في الذنوب والمعاصي ثم يكرمه الله بالتوبة ولو في ساعة قبل الموت ينال بها السعادة الأبدية فلولا تلك الساعة ما نال السعادة الأبدية فهذا يدلك على عظيم شرف وقتك الذي أنت فيه ، (الساعة التي أنت فيها ) وكذلك أيضاً لَمَّا كان الوقت بهذه المكانة وله هذا الشأن بَيَّنَ الرسول عليه الصلاة والسلام أهمية اغتنامه واستغلال فُرصة القدرة على ذلك، فقد جاء من حديث بن عباس عند الحاكم وغيره أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك ، وشبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك).هذا الحديث جمع بين أمرين اثنين بين بيان الفرص وبين بيان الغصص .
قال الشاعر:
إذا هبت رياحك فاغتنمها * * * فإن لكل خافقة سكون
وقال الوزير بن هبيرة الحافظ:
والوقت أعظم ما عليك بحفظه * * * وأراه أسهل ما عليك يضيع
الوقت يحتاج إلى استغلال أَيّما استغلال فمن استغل الوقت كما ينبغي وكما يراد بَلَغ كُل مبلغ من الخير، ومن لَم يعرف استغلال الوقت وقيمة الوقت وشرف الوقت فإنه سيخسر أعظم خسارة في الدنيا والآخرة .
هذا الحديث العظيم موعظة وأي موعظة لِمن كان عاقلاً متدبراً متأملاً، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "اغتنم خمساً قبل خمس الخمس"، هذه إذا لَم تُغْتَنَمْ ستأتي بعدها خمس (الخمس الأخر) إن لَم تُستغل الخمس الأول جَاءت الخمس الأخر لإكمال خسارة الشخص نعوذ بالله.
الرسول قال: "اغتنم خمساً قبل خمس" ثم وضحها قال: قال "شبابك قبل هرمك"
كيف يفهم الشباب عمرهم هذا الطيب، ووقتهم هذا النفيس، والحياة هذه التي هي زهرة العمر، كيف يفهمها؟ إلا مَن رحم الله، يفهم أنه الآن يلعب ويمشي حاله ويظن أنه بعد مُدة سيكون أقدر على أن يتعلم وعلى أن يعبد الله وعلى أن يفعل الخير وعلى وعلى ...
يظن أن هذا سيكون سهل عليه!! متى ؟
عندما يمشي عن مرحلة الشباب ! لا .
الرسول قال "شبابك قبل هرمك" الشخص كُلما كَبُر كُلما كثرت مشاغله وعلاقاته ومسؤولياته ومطالبه في هذه الحياة والعوائق تكثر عليه.
فالذي يفهم أنه سيكون بعد مرحلة الشباب مستغلاً للعمر والوقت أحسن منه في وقت الشباب هذالم يفهم الفهم السديد ولكن ضَيَّعَ فهمه السديد لهذا الحديث الكريم، قال الرسول "شبابك قبل هرمك" هذا إذا عِشت إلى أن تَهرم وإلا فكم من شباب يَموت في شبابه، قال "وصحتك قبل مرضك" ما تدري متى تَمرض ما تدري متى تَتغير أحوالك، لكن الساعة التي أنت فيها إن استغليتها ستحقق من أنواع الخير ما لم يكن في الحسبان فمن لم يستغل الشباب، الفراغ، الصحة، الحياة كذلك الغنى جاءته المنغصات، يأتي وقت الكبر في السن يريد أن يعبد الله ، يريد أن يعرف الله يريد يريد ... لكن لا يستطيع .
يتذكر أيام الشباب أين ذهبت تلك الأيام، لَمَّا ضيعتُ تلك الأيام أين عقلي في تلك الأيام، يا عباد الله يا معشر الشباب والطلاب الحياة غالية ليست الحياة لعباً تضيع كيفما كان قال العلامة بن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر، قال :( رأيت الناس يدفعون الزمان دفعاً عجيباً ) كلٌ يُحاول يتخلص من وقته هذا يتخلص منه بكثرة الضحك وهذا بكثرة النوم وهذا بكثرة اللعب وهذا بكثرة المزاح وهذا بكثرة الجلوس مع الغافلين لا يهمه أن يستغل هذا الوقت النفيس فيما يعود عليه بخير، هذه أحوال كثير من المسلمين ومن هنا انتظر الدواهي تأتي لِمن كان على هذه الحال، فهذا الحديث العظيم الذي سمعتموه "اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك" أنت إما في خسارة أو في سعادة إن استغليت الوقت الذي أنت فيه اليوم الذي أنت فيه، الليلة التي أنت فيها، الساعة التي أنت فيها، إن استغليتها فقد عرفت شَرف وقتك ووُفقت وهُديت وأُعنت ونُصرت على ما ينبغي أن تقوم به وأن تعمل قال بن القيم رحمه الله تعالى ( ضياع الوقت أشد من الموت) لو علمت أنك ستموت ماذا يكون موقفك، قال (لأن الموت يَقطعكَ عن الدنيا وضياع الوقت يقطعك عن الله )كَما أن الوقت أشرف شيء فضياعه أشر شيء، ضياع الوقت ضياع الشخص لعمره ولوقته أو لِجُزءٍ مِن عمره أو من وقته هو أضر شيء عليه.
أيها الأخوة هذا الأمر وهو أمر الفرص واستغلال الفرص أمر في غاية الأهمية، أن يتنبه لذلك المسلم، ربنا جل شأنه يقول في كتابه الكريم مُخبراً عن مَن لم يستغلوا أوقاتهم في مرضاته وطاعاته قال: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (56 الزمر)
أي فَرطتُ في حق الله وفي طاعة الله، كم مِن شخص تأتيه الطاعة فيحاول أن يتخلص منها كيف كان وأن يتأخر عنها بقدر الإمكان أو يتركها إن قدر على ذلك، انظر ماذا يفعل من خَذله الله سبحانه وتعالى .
قال بعض السلف عجباً لِمن يعلم أن الدنيا مولية عنه والآخرة مقبله عليه فيقبل على الدنيا المولية ويترك الإقبال على الآخرة المقبلة عليه .[/grade]



توقيع أم خولة
قال التستري : لا يعرف الريـــــــاء إلا مخلــــص ، ولا يعرف النفـــاق إلا مؤمن ، ولا يعرف الجهل إلا عالم ، ولا يعرف المعصية إلا مطيع .
(شعب البيهقي )



**&**&**&***


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له ,وسهام الإسلام ثلاثة الصوم والصلاة والصدقة, لا يتولى الله عبدا فيوليه غيره يوم القيامة , ولا يحب رجل قوما إلا جاء معهم يوم القيامة, والرابعة لو حلفت عليها لم أخف أن آثم لا يستر الله على عبده في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة ] . ( صحيح) السلسة الصحيحة :1387
أم خولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس