عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-11, 11:09 PM   #4
أم عبيدة السلفية
| طالبة في المستوى الثاني 1 |
 
تاريخ التسجيل: 19-09-2010
الدولة: مصر - الاسكندرية
المشاركات: 784
أم عبيدة السلفية is on a distinguished road
افتراضي

الباب الثاني من اداب طالب العلم مع نفسه

سنتحدث عن الخصلة الجامعة لخيري الدنيا و الاخرة وهي محبة الله ورسوله
الحب : هو حب الله ورسوله فالله لا يقبل حبه الا في اتباعه النبي
أركان العبادة : قمة الذل مع الحب
وشروطها : الاخلاص والمتابعه

اذا علمتِ ان حب الله عباده وحب الرسول صلى الله عليه و سلم عباده تتقربي بها الى الله ،، هذا هو الهدف :أن نحب ربنا

فلنتعرف على أساليب هذا الحب وما يعينك عليه :: تقربي الى الله بهذا الحب و تقربي الى الله بحبك للرسول صلى الله عليه و سلم واتباع سنته
كي نتحدث عن الحب يجب أن نعرفه : الحب هو ميل القلب لشيء محبوب إليه

نترجم :
ولله المثل الاعلى ،، تحبين عملك تحبين أبنائك، قلبك مع شغلك و مع أبنائك ، تحبين مالك فقلبك مع مالك ، تحبين الله فقلبك مع الله !!
=> إذا عبادة الله عبادة قلبية ! لماذا قلبيّة ؟؟
لأنّ القلب -سبحان الله- هو الذي فيه القصد ، القلب فيه الأمور التي توجّهُه لأن القلب هو الذي يتعاون مع الجوارح فهو مصدر الحياة العملية اذن هو مصدر الحياه الروحانية

قال النبي صلى الله عليه و سلم :{ إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب } ( متفق عليه)


ان كان في هذا القلب قصور القلب لن يستجيب لقال الله وقال الرسول ، واذا استجاب فقد احب الله والرسول ، فطالما أنا غير مستجيبة لقال الله قال الرسول فأعلم أن حبهم غير متمكن من قلبي ، ولابد ان نعلم ان حب الله ورسوله هي احدى منازل : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِين } كما في الفاتحة
المفروض أن هذه المنزلة يتشمر اليها العاملون المتسابقون ، فحب الله ورسوله هو قوت القلوب وغذاء الارواح ، والّذي يُحرَم من هذه النعمة هو من الأموات

كما قال الشيخ رحمه الله في المتن :

وفقك الله لرشدك آمين.
الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ومحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم
وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفوا الأسر للمعصوم.
قال الله تعالى :
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبٌُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)


=> و بالجملة فهذا أصل

أخرج البخاري ومسلم.. عن أنس بن مالك:
{ سأل رجل رسول الله : متى الساعة يا رسول الله؟ قال: «ما أعددت لها؟»
قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله..
قال: «أنت مع مَنْ أحببت» }


ففرح الصحابة بهذا الأمر و هو أن المرء يحشر مع من يحب ،،
باختصار محبة الله و رسوله و متابعة الرسول هي الحلية التي يتحلى بها طالب العلم و يقعان منها موقع التاج من الحلية
فالتاج هو الشيء الجميل الذي يتزين به من يحمل التاج ، كذلك طالب العلم يتحلى بهذه الخصلة و هي حب الله و حب الرسول .
محبة الله ورسوله تقتضي أن تقدمي مراد الله علي مرادك- ومراد الرسول صلى الله عليه و سلم على مرادك-
إن كنتِ تحبين أحدا فأنت تحاولين أن ترضيه على حساب نفسك - ولله المثل الأعلي-
=> اذا أردتِ أن يرضى عنك الله أسهل من أن تبحثي عن رضا الناس
لأن الله لم يكلفنا الا بما نستطيع فعله ، قال تعالى :{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
و نحن نحاول ارضاء الناس و نتعب و ممكن أن نُهان و لن يرضوا عنا ،
و يطلبون المزيد !! بدليل أن هناك اشياء اصعب من الشرع تقومين بها و تتكلفي من الجهد
و تُهاني مقابل تحقيق رغباتهم و لا يرضون عنك فكل من تحبيه لغير الله يطلبك لذاته
اما حب الله فلا يزيد و لا ينقص في الله شيء

مقتضي حب الله ودليل صدق حب الله : أن نقدم كل أوامر الله حتى لو لم يوافق أهواءنا
القلب إذا أحب أحدا أكثر من ذكره و تعلق به و بطلباته و لا يفكر إلا فيه...
مقتضى حب الله أن تقدمي ما يحب الله و يرضاه على ما تحبي أنت

أخت تقول أنها سمعت أن الشيخ قال أن النوم على البطن يبغضه الله فانزعجت جدا...
برغم أن البغض مكروه و ليس حراما!!
فلو تحبين الله و رسوله ستجتنبي النواهي حتى و إن كانت مكروهة و ليست حرام
أما من يفعل الحلال و يترك الحرام فقط و يتهاون في المكروه و ووو فهذا ليس حبا

من مقتضيات حب الله و رسوله أن توالي من والى الله و أحبه و تبغضي من عادى الله و رسوله ، من الولاء و البراء أن أحب من أحب الله و أعادي من عادى الله فالأمر ليس شخصيا ،،
الولاء و البراء أصل من أصول الدين و هو دليل على حب الله و رسوله ، و من يحارب الله و رسوله و يساعد على نشر الرذيلة فيجب بغضه
ليست المسألة أن أحب من يحبني و هو لطيف معي و جميل و لا دخل لي إن كان يقيم شرع الله أم لا
فالمحبة ركن التوحيد محبة الله و رسوله تكمل التوحيد فالصلة بين المؤمن و بين الله هي صلة الحب ، الحب لله و الحب للرسول صلى الله عليه و سلم
لذلك العبد المؤمن في طريقه الى الله بين الخوف و الرجاء و الحب

:: الخوف و الرجاء جناح الطائر و رأسه المحبة ::

حب الله و رسوله يجعل العبد على الاستقامة ،، بالخوف تتقي الامور التي تؤدي الى غضب الجبار يوم القيامة ،، والرجاء يدفعك الى إرضاء الله عز وجل
فلا أخاف فقط كالجبرية و لا ارجو رحمة الله و أنا أعصيه كالمرجئة و لا أحب دون خوف ولا رجاء و أبتدع في عبادة الله كالصوفية
فالحب أساس الصلة و كمال التوحيد للرب ،، فحبك لله يكون نابعا منه و يلزمه حب الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فبزيادة حبك لله يزيد حب الرسول و العكس بالعكس

قال تعالى :{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ إِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ }
يقول ابن العثيمين رحمه الله : لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع و المنع
اذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول للمحبوب

مثال و لله المثل الأعلى : إذا رغبت في شراء شيء معين أو شخص ترغبين في أن يكون لك و تكونين له
زوجك مثلا تفعلين كل ما يقربك منه و تسعين غاية جهدك في اجتناب ما يكرهه و فعل ما يحب فهذا مع العبد و هو يستحيل ارضائه
ركنا العبادة تمام الحب و تمام الذل لله ،، اذا صرفت لغير الله ، ننكسر لغير الله و نذل ذلاّ ما بعده ذل ولا يرضى المحبوب
فان كنت تسعَيْن الى ارضاء الله أرضى عنك العباد و ان كنت تتجنبي كل ما يكره الله و يبغضه يقرب لك كل ما يرضيك في الدنيا و الآخرة
ذكر بن القيم في روضة المحبين أن كل الحركات مبنية على المحبة ،، فاذا صرفت احدى ركني العبادة لمخلوق من مخلوقات الله حتما ستنكسرين و تذلين
و لن يرضى المحبوب عنك اما ذلك لله ففيه الرفعة و الدرجات العلا و استجابة الدعوة و وضع القبول لك بين عباد الله

أي: كل عاقل يعلم ما يضره و ما ينفع فالعاقل يرجو ما ينفعه و يكره ما يضره لذلك العاقل يكون له ارادة في جذب ما ينفعه و ارادة في دفع ما يضره
:: حب الله هو سبيلك للجنة :: ما ينفعني في قبري و يثبتني على الصراط و يثقل ميزاني يوم القيامة و يسهل حسابي و يجعلني في ظله يوم القيامة ؟؟ هو حب الله

قصة: جاء ميت في رؤيا لأحد أقاربه و هو يستغيث به و يقول له افعل لي اي شيء و أنقذني مما أرى...
يالله...و هو كان يحب التلفاز و كل ما يعرض فيه...فمات و هو يشاهد التلفاز!!!

ننتبه كيف نريد أن نقبض؟؟ على أي عمل؟
لا تشغفي بالأفلام و المسلسلات !!!

قال تعالى :{ إِلَّا مَـنْ أَتَى اللّــه بِقلـبٍ سَليـم }
و من مات و في قلبه شبهة أو شهوة تحبسه عن رضى الله .... - نسأل الله السلامة -
ان لم يكن في قلبك حب الله و رضاه فتشي عن قلب
و ابكي على حالك لان قلبك لم يعد يصلح ،
فَتَحت الأرض لن يغيثنا غير الله سبحانه و تعالى

املئي قلبك بحب الله حتى يكون لك على الصراط نورا فالمحبة هي القائد و السائق الى الله تقود الانسان لمرضاته سبحانه و تعالى
لذلك محبة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم فرض عين و هي كمال التوحيد ، ركن العبادة ، و هي واجبة على كل مسلم و لايتم الايمان الا بها
اذا وجدتِ في نفسكِ مشقّة في العبادات و ثقلا على جوارحك ،، اعلمي ان التعسير للطاعة و ثقلها من أنّ القلب خال من حب الله و نبيه صلى لله عليه سلم

قال تعالى :{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ }
فعلامة ايمانك هي شدة حبك لله كلما زاد حب الله في قلبك كلما زاد ايمانك و العكس بالعكس
نجد من يحب غير الله كمحبة الله... هنا يوجد شرك المحبة، أن قلبي الذي المفروض مئة بالمئة يحب الله نجده 99% لله و الباقي لزوجي و أولادي
إذن الله العزيز يأبى أن يكون قلب عبده فيه حب غيره ،،

الخليل ابراهيم ، يعلم الله أن قلبه يخلو من أي حب إلى قلب الله و لكن أراد أن يقيم عليه البينة ،
أنجب ابراهيم سيدنا اسماعيل و عمره يقارب المائة و لكن أمره بذبح ابنه
فسلّم هو و ابنه اسماعيل لأمر الله و قال اسماعيل لأبيه افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين...فهو يحب رب أبوه و ليس أباه فقط
{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَيَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْمَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءاللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَالرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَالَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)

وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَاالْمُؤْمِنِينَ (111) } [سورة الصافات].
نجح ابراهيم و ابنه في الامتحان ،،،

لما أسامة بن زيد جاء يشفع عند النبي صلى الله عليه و سلم غضب النبي و لم يكن يغضب لنفسه أبدا ،
قال له: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها...و لماذا فاطمة؟ لأنها أحب أبنائه إلى قلبه صلى الله عليه و سلم
اختبري حبك يا من تقبلين الاختلاط حتى لا يقال عنك متخلفة معقدة


عندنا حب فطري لله ، ندّعي الحب لله و ليس عندنا حب عبادة لله عزوجل
و هناك من يدعي حب الله كحب الناس و هذا شرك محبة ، المنتسبين الجدد للاسلام اليوم يحبون الأولياء و الشيوخ و نذهب لفلان و علان ، مثل الصوفيين
و قول بعضهم : المغفور له و القريب لمعية الله و ماشابه....كل هذا لا يجوز
=> يحبون أوليائهم و مشايخهم أكثر من الله
فلو اختلفت مع شخص و أقسمت بالله لا يصدقك و لو أقسمت بعزيز أو بشيء آخر يصدقك!!!
و هناك فتيات يلبسن الضيق و الشفاف و حين تقولين لها احتشمي تقول لك أنا محتشمة !!! عجبا !!!
هذه القلوب المنتكسة لو فتشنا فيها سنجدها مليئة بحب الدنيا ،،
فقد تجدينها تصلي و تصوم و تقرأ القرءان و همة في القراءة و الختم و الإجازة
و لكن تجدي تلك التي تحفظ القرءان لا تنتقب بعد ولا تلبس قفاز ولا تغطي قدميها و تلبس حجاب تبرج الى الان

بنيتي ، لا تقدمي حب الدنيا و حب هذا المتاع على حب الله ،،



يجب أن نقف أمام أنفسنا و نسألها: هل نحب الله و رسوله أم ندعي ذلك؟؟
فعلامة الحب أن نؤثر رضى الله على كل شيء في الدنيا، فلو أعطيت الله قلبك كله سيحبب فيك الناس و يرضيهم عنك
فلازم نبحث في أنفسنا هل نقدم مراد الله على غيره أم لا؟

الدليل حديث جبريل : يقول ربنا تبارك و تعالى :
يا جبريل إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل عليه السلام في أهل السماء


أنّ
الله يحب فلانا فأحبوه فيحبوه ثم يوضع له القبول في الأرض،

متى يأمر الله جبريل أن يحبك؟؟؟ لما تحبي ربنا 100%
الا اذا كان قلبك 100% لله عزوجل لا تحبين إلا فيه و لا تعادين إلا فيه و لا توالين إلا فيه ،
أول علامة من علامة حب الله تقديم مراده على مرادك
قال تعالى:
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ


قرأتِ كلام ربك و أُجِزتِ فيه و لم تسمعي:
{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ؟؟
الحب عبادة قلبية فاذا كان حبا لله صلحت الجوارج و اذا كان لغير الله تصرف الاعمال للناس و للظهور بينهم ،
أريدك هذا الأسبوع أن تنظري هل الله أشد حبا أم تحبين أشياء أخرى أكثر؟؟


لازم تشوفي نفسك و استعجلي !!


علامات الساعة قاربت و الموت منا قريب و لكننا مازلنا مقصرين نسأل الله السلامة

شوفي نفسك تحبي الله نفس حبك لهذا المتاع الزائل



قال تعالى:
{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ }


فأعظم أمر و اكثر شئ له وقع على قلبك هو أن تشعري أنك مرفوضة من الله و أنه سبحانه و تعالى غاضب عنك
لو أن قلبك صاح ستفضّلين الموت على أن يطردك أو يغضب منك و يستبدلك فإنك لن تعجزي الله أن يستبدل غيرك ،،
فنسأل الله القبول و أن لا يستبدلنا ،، اللهم اميــن

الحب في الله : المؤمن اخي في الله و إن كان بيني و بينه محيط ، أختي حبيبتي من يغتصبها اليهود ، فلازم أدعيلها بظهر الغيب !!

هناك بنات يغصبوهم أهلهم على الحجااب و البنت تقول لا لا لا احب الحجااب!! هو بالغصب !!
كيف لا تحبين الحجاب و النقاب كيف لا تحبين أمر الله و رسوله ؟؟ قولي لا أقوى عليه قولي أسأل الله أن يُيسره لي


حب الله و رسوله هي الخصلة الجامعة لخيري الدنيا و الاخرة


لو أمور الدنيــا أحب اليكم من الله و رسوله ،،،،، هذه مصيبة ،، من رزقنا هذه النعم كلهااااااااااا ؟؟؟
اذا كانت هذه النعم خير لك من الله و جهاد في سبيله
فتربصي يا أختي أن يأتي الله بأمره

من ملأ حب الدنيا قلبه و خرج عن طاعة الله لا يهديه الله
هل تعلمين ما مراد الله منك؟ ما دليل حب الله في قلبك فلكل قول دليل ، كلنا نقول نحب الله ،
ما دليل حب الله الذي ندعيه ؟
إن قلتِ أنا أحب الله ولم تلتزمي بما أمر به و لم تنتهي عما نهى عنه فقد كذبت و إن قلت لا فقد كفرت... فاسكتي خيرا لك ،،
قال بن القيم: أن النفس لا تترك محبوبا إلا لمحبوب أكثر منه

مثلا تحبين شيئين و تقدمين أحدهما عن الآخر مثلا زوجك و أمك ، و لظروف عمل زوجك عليك السفر بعيدا ،
ستتركين أمك و تسافري بعيد مع زوجك فأنت قدمتِ محبوبا على آخر ، قدمت زوجك على أمك ،، سبحان الله

** من عرف قدر مطلوبه و هو الجنة و رضى الله **
** هان عليه ما يُبذل في تحصيله **

الشيخ ابن العثيمين رحمه الله قسم المحبة الى قسمين و أراح النّاس :

القسم الاول : أ. محبة عبادة ،، ب. محبة في الله و لله
القسم الثاني : محبة مع الله


القسم الأول :
أ. محبة عبادة : التي توجب التذلل و التعظيم و أن يقوم بقلبك من إجلال المحبوب و تعظيمه ما يقتضي و يلزم أن تمتثلي لأمره و تجتنبي نهيه فمن صرف هذا لغير الله فقد أشرك شرك محبة
ب. المحبة لله و في الله : أن يكون الجالب لها المحبة في الله
أي أن المحبوب لله من الأشخاص مثل الانبياء و الشهداء و الصالحين ، و من الأعمال كالصلاة و الصدقة و البر ،،
أن يكون كل ما احبه من منطلق حبي لله و أتعبد به تقربا إليه سبحانه
نحب النبي صلى الله عليه و سلم لأنه رسول الله **
من تقضي حاجات المسلمين و تساعد الناس فأنا أحبها لله و أتقرب بحب الصالحين و الأنبياء و الصديقين لله و في الله

القسم الثاني: محبة اشفاق و رحمة ، محبة إجلال و تعظيم لا عبادة و محبة طبيعية

* محبة الإشفاق و الرحمة كمحبتك لابنك صغيرك ، للمريض للضعيف للمكسور....هذه اشفاق و رحمة أحبه قلبك لأنه ضعيف و مكسور و مظلوم
و هذا لا يتعارض مع ما جاء في سورة التوبة لأن محبة الشفقة لو قدميتها على محبة الله و قلت كيف يكون هذا الصغير عنده سرطان مثلا فهذا حرام...
فهذا أصبح ضد حبّ العبادة لأنك اتهمت الله بأنه غير رحيم بهذا الولد و أمه
محبتك لأولادك محبة فطرية ، تشفقين على الضّعيف و تقلقين على المسافر ..و محبة الانسان لمعلمه و شيخه و والديه و أصحاب الفضل عليه فهو يوقّرهم و يحبّهم و يجلّهم و لكن لا يعبدهم
فإياك أن تتذلي لهذا المحبوب و أن تتركيه يستغل الموقف الشهم معك و يأمرك بأوامر عكس أوامر الله فتقولين لا أستطيع أن أرفض له طلبا فهو صاحب جميل علي ..
فقد أصبح من أسدى لك معروفا تحبينه محبة عبودية و تتعارض مع محبة الله الخالصة فتكونين ممن توعده الله بالتربص في الدنيا و الآخرة
أما المحبة الطبيعية محبة الطعام و الشراب و النوم...الأمور المباحة ، كيف أصل بهذه الأمور المباحة إلى منزلة القسم الأول؟؟ فلا تعارض بين الإثنين
لذلك القسمان لا يتعارضان مع بعض ،،
طيب كيف أحب ابني و زوجي و أعظم المعلم و أحب الاكل و الشرب و لا يتعارض كل هذا مع محبة الله؟؟

يجب أن يكون حبك لابنك سببا في إصلاح ابنك و تربيته على قال الله و قال الرسول
و أن أجعله يكون ولدا يتباهي به النبي صلى الله عليه و سلم كما جاء في الحديث :
{ تكاثروا و تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة }
إذا كان حبك لابنك لا يصلحه و تتركينه على هواه فقد أصبح حبك لابنك ليس عبادة و لا تتقربين بها لله ،
فيجب أن أحث ابني و أجعل حبي الجبلي له يصلحه و يهديه لطريق الخير، فيكون الحب قربى لله عزوجل
فأنا أحسن لأمي و أبي لأني مأمورة بذلك فيخرج حبي لأمي من العادة للعبادة ..
فيجب أن يكون مصدر كل حب هو حب الله عزوجل ،فنحن نحب كل هؤلاء و لكن بشرط ألا نقدمهم على حب الله و حب رسوله كما ذكرنا موقف الخليل ابراهيم و محمد صلى الله عليه و سلم
ويجب ان نقدم مراد الله في كل شيء ، قال تعالى :{ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَفِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًامِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } النساء – آية 65

الأسباب التي تعين على حب الله:

*قراءة القرآن:
ستقولين أنا أقرأه ،، المطلوب هو قراءة التدبر والفهم و معرفة مراد الله ، تعلمي أن الكمّ غير مهم ،
اقرئي الصفحة بعينيك و اكتبي الآية التي أثرت فيك في دفتر، لما يصيبك الفتور و الكسل أحضري الدفتر و قفي عند الآية و أعيديها ليصحو قلبك

*دوام ذكر الله على كل حالك: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قرءانا يمشي

*تذكري ستر الله عليك و رفقه بك و رحمته و إمهاله اياك من العمر حتى التزمت وتعرفت على دينك ،و يمكننا ان نعرف رحمته بنا من أسمائه و صفاته فهو الرحيم الودود الرؤوف الغفور العفو,,,,

*اكسري قلبك لتحبيه

*اختلي به عندما ينزل الى السماء الدنيا و يقول :


هل من تائب؟
يا أصحاب ذنوب الخلوااااات !!!!


هل من مستغفر؟
هل هناك من يحتاج شيئأ ؟؟؟



ينادي و أنت مع صديقتك ،، ينادي وهناك اشخاص أمام النت24 ساعة ، أمام التلفاز و المسلسلات و الأغاني !!
ماذا ستفعلين لما ينتهي كل شيئ؟؟؟؟


ينزل ربنا و يتودد إلينا ،، يا كسوفنــااااا




أعطاك كل هذه النعم اعطاك اياها و تنشغلين بها عنه طيب و ربك؟ كل مشاكل الدنيا لاتنتهي و عمرك ينتهي ..

ما هي علامات حب الله للعبد؟

محبة الله للعبد من أَجَلّ النِّعَم فالأهمّ أن يحبنا الله ، و الأمر ليس أن أُحب بل أن يحبني الله ،،
لأنه أصعب شيء أن نحبّ من لا يحسّ بنا ، ولما نُحَب نكون في قمة السعادة
و لله المثل الأعلى: إذا أحبك الناس فأنت سعيدة جدا و لكن ان أنت أحببت أحدا و لم يبادلك الحب ،، هنا تتعبين كثيرا ..
فمن أعظم النِّعم أن يحبك الله عزوجل فينادي سبحانه و تعالى : يا جبريل إني أحب فلان فأحبّه ، فيحبه جبريل فينادي جبريل عليه السلام في أهل السماء أن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبوه ثم يوضع له القبول في الأرض
فتجد كل الناس و كل شيء يحبه... اللهم اجعلنا منهم .. إن الله إذا أحب عبده يسر له أسباب الفلاح
قال تعالى : { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى } [الضحى : 7 ].
كنتِ ضالّة و بعيدة ، كان عندك كل النعم و لست سعيدة فاصطفاك و قرّبك منه سبحانه { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } يسر لك الهدى و هون عليك كل عسير
كان من الصعب أن تجلس هذه الجلسة فسهّلها عليك ،أبغض إليك المعاصي و حبّب إليك فعل الخيرات
كنتِ من محبّي الأغاني و المسلسلات و الكافِيه و تركت كل هذا و التفتّي الى الخيرات ، قبل منك اليسير من العمل الخالص الّذي على الاتباع و السنة و غفر لك الكثير من الزّلل


قولي لي ماذا فعلت؟؟
في رمضان تجتهدين ووو ثم انتهى رمضان ماذا فعلت؟؟؟
شوال قارب على الإنتهاء،،
كم ختمت؟؟؟ كم أطعمت؟؟؟ كم قمت من الليل؟؟؟؟


إذا احب الله عبدا جعله عند البلاء يتقلب بين لطفه و عطفه فيلطف بالعبد بما جرت به المقادير و يهون عليه المصيبة فتجدها تنزل عليك بردا و سلاما
لذلك نقطة مهمة و هي الفيصل في حب الله و هي حب النبي صلى الله عليه و سلم و اتباع سنّته ، لذلك قال الشافعي: أجمع العلماء على أنمن استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد
اتباع النبي عليه الصلاة و السلام يوضح لك ان كنت على بدعة فتتوقف عنها مثل السّبوع بدل العقيقة و ترك الذبح على العتبة و رُفع لك علم السنة و قدمت كلام الله و رسوله على كل شيء ، هذا دليل على حب الله

فماهي إلا ساعة فيبعثر ما في القلوب و يحصل ما في الصدور فينكشف من كان يدعي حب الله و من كان يحب الله فعلا
هل تعلمين أن في تحقيق الحب و الاتباع تحقيق الشهادتين ؟

قام الاسلام على أصلين عظيمين : الاخلاص و المتابعة
الاتباع لان الحبيب يقلد محبوبه في كل صغير و كبير

جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا ، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ،فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ،وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

مثال: كمن أحضرت عاملا و أعطته كل شيء و أفهمته كل شيء و قالت له اعمل كذا في البيت الفلاني ففعل كل ما طلبت و لكن فعل غير ما طلب منه ، فهل سيعجبها عمله؟
كذلك المبتدع فهو يزيد و ينقص في المذهب و كما قال بن مسعود: { كم مريد للخير لا يبلغه }
قال رسول الله: { لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و نفسه و الناس أجمعين }

نختم بقول الله تعالى :{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبٌُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }

=> لمّا كثر المدّعون بالمحبة طُلب منهم الدليل، سميت هذه الآية آية المحنة



توقيع أم عبيدة السلفية
اطْلُبْ مِن العلومِ عِلمَاً ينْفَعُك ‏ يَنفي الأذَى والعَيْبَ ثمّ يرفَعُك
_ التَجَاربُ ليْسَت لهَا نِهايةٌ، والمرءُ مِنْها في زيَادَةٍ _
_ إذا غامَرْتَ في شرف مروم ‏ فلا تقنع بما دون النجوم ‏ _
أم عبيدة السلفية غير متواجد حالياً