عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-12, 01:47 AM   #16
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي


وكـان الفـاروق ـ رضي الله عنه ـ فـي حالتـه تلـك يثعـب ـ يجـري ـ جرحـه دمًـا ، كمـا روى المسـور
ـ رضي الله عنه ـ : أن عمـر لمـا طُعـن جعـل يغمـى عليـه ، فقيـل : إنكـم لـن تفزعـوه بشـيء مثـل الصـلاة إن كانـت بـه حيـاة ، فقـال ابـن عبـاس : الصـلاة يـا أميـر المؤمنيـن ، الصـلاةُ قـد صُليـت ، فانتبـه ، فقـال : نعـم الصـلاة ، ولا حـظ فـي الإسـلام لمـن تـرك الصـلاة ، فصلـى والجــرح يثعـبُ دمًـا .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 377 .
ويقـول عثمـان بـن عفـان ـ رضي الله عنه ـ : أنـا آخركـم عهـدًا " بعمـر " ، دخلـتُ عليـه ، ورأسـه فـي حجـر ابنـه عبـد الله بـن عمـر فقـال لـه : ضـع خـدي بالأرض . قـال : فهـل فخـذي والأرض إلا سـواءٌ ؟ ! . قـال : ضـع خـدي بالأرض لا أم لـك ، فـي الثانيـة أو فـي الثالثـة ، ثـم شـبك بيـن رجليـه ، فسـمعته يقـول : ويلـي ، وويـلُ أمـي إن لـم يغفـر اللهُ لـي ، حتـى فاضـت روحـه .
وفـي لفـظ آخـر ، قـال عثمـان ـ رضي الله عنه ـ :
آخـر كلمـة قالهـا عمـر حتـى قضـى : ويلـي وويـل أمـي إن لـم يغفـر الله لـي ، ويلـي وويـل أمـي إن لـم يغفـر الله لـي ، ويلـي وويـل أمـي إنْ لـم يغفـر الله لـي .
خبر صحيح . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب. / ص : 383 .
يقـول جريـر بـن عبـد الله :
كنـتُ عنـد معاويـة بـن أبـي سـفيان ، فقـال : توفـي النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة ، وتوفـي أبـو بكـر ، وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة ، وقُتـل عمـر وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة .
[ حديث صحيح أخرجه البخاري في التاريخ الصغير ( 1 / 30 ) ] .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 386 .
ـ طُعـن " عمـر بـن الخطـاب " ـ رضي الله عنه ـ ..... يـوم الأربعـاء لأربـع بقيـن مـن ذي الحجـة ، سـنة ثـلاث وعشـرين ، ودُفـن يـوم الأحـد صبـاح هـلال المحـرم سـنة أربـع وعشـرين .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 385 .

هـذا هـو الخـوف الإيجابـي الـذي يعيـن المـرء علـى المزيـد مـن طاعـة الله ، فليـس الخائـف مـن يبكـي وتسـيل دموعـه علـى خديـه ، ثـم يمضـي قُدمـًا فـي معاصـي الله ، وإنمـا الخائـف هـو مَـنْ يتـرك مـا يخـاف منـه ابتغـاء مرضـاة الله .

وهــذه نمــاذج مضيئــة علـى طريــق الجنــة :
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس