عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-11, 08:38 AM   #2
عادل باريان
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 18-02-2011
المشاركات: 914
عادل باريان is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
- لا أستطيع أن أقول لك ( نعم ) أو ( لا) في هذه القضية بعينها ولكن أرشدك إلى ما أرشد به محمد صلى الله عليه وسلم في اختيار الزوج ومعيار ذلك وضابطه الدين والخلق .
- أوصيك أختي الكريمة بالأخذ بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأخذ بصاحب الدين والخلق .
فمعايير اختيار شريك الحياة , أو الزوج كثيرة جمعها رسول الهدى محمد المجتبى محمد صلى الله عليه وسلم في وصفين اثنين فقط الوصف الأول :تنسكه وتمسكه بدينه , الوصف الثاني : تحليه بالأخلاق الفاضلة , فينبغي الحرص على صاحب الدين وإن كان فقيراً ز فقد أخرج البخاري من حديث أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:" مَرَّ رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرجلٍ عنده جالس ما رأيك في هذا ؟\فقال : رجلٌ من أشرافِ الناس هذا والله حريٌ إن خطب أن يُنكحَ وإن شفعَ أن يُشفع.فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مرَّ رجلٌ آخرُ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيك في هذا ؟.فقال : يا رسول الله هذا رجلٌ من فقراء المسلمين هذا حريٌ إن خطب ألا يُنكح وإن شفع ألا يُشفع وإن قال لا يُسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مثل هذا ".
ولا بأس بأن أذكر لكِ هذه القصة حتى يعلم أنَّ الميزان الحقيقي هو تقوى الله، وحسن الخلق : فهاهو ثابت بن إبراهيم يمر على بستان من البساتين وكان قد جاع حتى أعياه الجوع فوجد تفاحة ساقطة منه فأكل منها النصف ثم تذكر أنها لا تحل له إذ ليست من حقه، فدخل البستان فوجد رجلاً جالساً.فقال : أكلت نصف تفاحة فسامحني فيما أكلت وخذ النصف الآخر.فقال الرجل : أما إني لا أملك العفو ولكن أذهب إلي سيدي فالبستان ملك له.فقال : أين هو ؟، قال : بينك وبينه مسيرة يوم وليلة.فقال : لأذهبن إليه مهما كان الطريق بعيداً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كل لحم نبت من سُحت فالنار أولى به ".حتى وصل إلى صاحب البستان فلما دخل عليه وقصَّ عليه القصص قال صاحب البستان:والله لا أسامحك إلا بشرط واحد فقال ثابت : خذ لنفسك ما رضيت من الشروط\فقال : تتزوج ابنتي ولكن هي :
صماء
عمياء
بكماء
مُقعدة
فقال ثابت : قبلت خِطبتها وسأتاجر فيها مع ربي ثم أقوم بخدمتها وتم عقد الزواج.فدخل ثابت لا يعلم هل يُلقي السلام عليها أم يسكت لكنه آثر إلقاء السلام لترد عليه الملائكة فلما ألقى السلام وجدها ترد السلام عليه بل وقفت وسلمت عليه بيدها فعلم أنها ليست كما قال الأب فسألها فقالت: إن أبي أخبرك بأني عمياء فأنا :
عمياء عن الحرام فلا تنظر عيني إلى ما حرم الله.
صماء من كل ما لا يرضي الله.
بكماء لأن لساني لا يتحرك إلا بذكر الله.
مُقعدة لأن قدمي لم تحملني إلى ما يُغضب الله.
ونظر ثابت إلى وجهها فكأنه القمر ليلة التمام، ودخل بها وأنجب منها مولوداً ملأ طباق الأرض علماً إنه الفقيه أبو حنيفة النعمان.. فمن نسل الورع جاء الفقيه.
وهذه الصفات لا بد من توافرها في الزوج حتى يستقيم حال البيت الأسري والحياة الزوجية على أتم حال وأكمل مآل .
- فإذا وجدتِ من يخطبكِ وكان ذا دين وخلق فتمسكي به ولا تفرطي بصاحب الدين والخلق لأتفه الأسباب .
- بإمكانكِ أن تسألي عنه جيداً .. ومن الخطأ الذي وقعتي فيه أنكِ قمتي بسؤاله هوَ عن نفسه.. فإنَّ الإنسان يُتهم بشهادته بأقربائه فكيفَ بشهادة الإنسان عن نفسه؟.
- عليك بصلاة الاستخارة ودعاء الرب تبارك وتعالى أن ييسر لك الخير حيث كان .
- احذري من طلب الكمال في الخاطب ، فإنَّ هذا متعذر في نفسكِ .. فغيركِ كذلكَ.. وكونكِ على قدرٍ من المثالية والترقي بدرجات العلو والكمال لا يعني التكلف في الاختيار وطلب المستحيل من الصفات .. كما تفعل بعض الفتيات فيتأخر سنُها ويبتعد عنها الخُطَّاب.
- لا تضخمي ما سمعتيه من قصص ومآسٍ لكثيرٍ من البيوتات .. وابتعدي عن النساء اللاتي يهولنَّ ويضخمنَّ الأمور فوقَ ما هي عليه في أرض الواقع.
- وفي الختام : أوصيك بالتضرع إلى الله بأن ييسر لك الزوج الذي تسعدين به في الدنيا والآخره فربنا سبحانه وتعالى قريب مجيب الدعوات قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة : 186].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه:
عادل بن عبدالله باريان
عادل باريان غير متواجد حالياً