عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-07, 08:02 PM   #3
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي

-الطريقة المعدلة(النص الأدبي):

وهي احدث الطرق الثلاث من جهة الترتيب التاريخي،وقد نشأت نتيجة تعديل في طريقة التدريس السابقة؛ وهي تقوم على تدريس القواعد النحوية في خلال الأساليب المتصلة،لا أساليب المنقطعة،ويراد بالأساليب المتصلة قطعة من القراءة في موضوع واحد،أو نص من النصوص،يقرؤه الطلاب ويفهمون معناه،ثم يشار
إلى الجمل وما فيها من الخصائص،ويعقب ذلك استنباط القاعدة منها،وأخيرا تأتي مرحلة التطبيق.
ومن الصور التي أخذتها هذه الطريقة معالجة بعض أبواب منهج النحو بطريقة التطبيق العمل دون حاجة إلى شرح قواعدها،أما ما عداها من الأبواب فيجب أن يدرس على الطريقة الاستنباطية،ولكن ليس في ظل هذه الأمثلة المتكلفة المبتور التي تنتزع من أدوية مختلفة لا يجمع شتاتها جامع،ولا تمثل معنى يشعر الطال انه في حاجة إليه،بل يجب أن تدرس في ظلال اللغة والأدب خلال عبارات قيمة كتبت في موضوع حيوي يهم الطلبة تختار من كتبهم في المطالعة،أو من دروسهم في التاريخ،أو غيره من مواد الدراسة،أو من صحف اليوم ومجلات الأسبوع مما يتصل بالحوادث الجارية بين سمعهم وبصرهم.
ولقد رئي لن تعليم القواعد وفق هذه الطريقة إنما يجاري تعليم اللغة نفسها؛إذ أن من الثابت الذي لا جدال فيه أن تعليم اللغة إنما يجئ عن طريق معالجة اللغة نفسها ومزاولة عباراتها،فليكن تعليم القواعد إذن على هذا النهج الذي ترتكز فيه على اللغة الصحيحة ومعالجتها وعرضها على الأسماع والأنظار وتمرين الألسنة والأقلام على استخدامها.
وقد تبنت المناهج في البلاد العربية هذه الطريقة؛إذ أبانت أن الغرض من تدريس القواعد هو أن يكون وسيلة تعين الدارس على تقويم لسانه وعصمة أسلوبه من اللحن والخطأ،وان الطريق لتحقيق هذه الغاية هو أن تدرس القواعد في ظل اللغة،وذلك بان تختار أمثلتها وتمريناتها من النصوص الأدبية السهلة التي تسمو بأساليب التلاميذ،وتزيد في ثقافتهم،وتوسع دائرة معارفهم،بالإضافة إلى ما نوضحه من القواعد اللغوية،وان تربط المادة اللغوية التي تختار لشرح القواعد أو التطبيق عليها بميولهم،ومصادر اهتمامهم،ونواحي نشاطهم في هذه المرحلة.
أما الطريقة المعدلة فان أنصارها يرون أنها الطريقة الفضلى في تحقيق الأهداف المرسومة للقواعد النحوية؛
لأنه يتم عن طريقها مزج القواعد بالتراكيب وبالتعبير الصحيح المؤدي إلى رسوخ اللغة وأساليبها رسوخا مقرونا بخصائصها الإعرابية))ولا يخالجنا الشك في أن تعليم القواعد على هذه الطريقة– وفي ثنايا القراءة والنصوص- أجدى وانفع،فقد ظللنا السنين الطوال ندرسها تدريسا مستقلا،ونسلك إلى ذلك الطرق السليمة والمستقيمة، فلم يغن كل هذا في الوصول إلى الغاية،ولا يزال كثير من التلاميذ الذين استقامت أساليبهم،وسمت عباراتهم، ونمت مقدراتهم البيانية،يخطئون في أسهل القواعد النحوية،على مابذلوا من وقت وجهد في درسها واستذكارها))وأنهم يجدون أيضا أن المطالعة طريق طبيعي سهل في تعليم القواعد النحوية بغية جعل العبارات الصحيحة أساسا لطبع خصائص اللغة في الأذهان؛لان ذلك يكسب مرانا مستمدا من الاستعمال الصحيح للغة،هذه الطريقة هي المثلى في تعليم القواعد؛لأنها تعتمد أول ما تعتمد على المران المستمد من هذا الاستعمال الصحيح للغة من كافة مجالاتها الحيوية،وسائر أحوالها في مجرى الاستعمال الواقعي.
بيد أن خصوم هذه الطريقة يرون أنها تعمل على إضعاف الطلبة باللغة العربية وجهلهم لأبسط قواعدها؛لان مبدأ التقديم بنص يناقشه المدرس مع تلاميذه،ثم يستخرج منه الأمثلة التي تعينه على استنباط القاعدة التي يراد تدريسها،إنما هو ضياع للوقت؛لان الموضوع لا علاقة له بالقواعد النحوية التي هي موضوع الدرس الحقيقي،وان الكتاب الذي تضمن هذه الموضوعات إنما هو كتاب نحو،ويجب قبل كل شيء أن يعلم الطالب كيف يقرأ قراءة صحيحة،وهذه الطريقة تشغل الطال بموضوع الإنشاء فتصرفه عن قاعدة النحو المراد شرحها؛لان ذاك يقوم على افتراض أن المعنى أصل والنحو عرض كما أن النصوص التي يقدم بها للقاعدة في الكتب المدرسية إنما تدور حول المسائل القومية والوطنية وذكر الفضائل وتاريخ عظماء العرب،فينبغي أن يكون لهذا كاه موضع في القراءة والنصوص،وان يكون للنحو كتاب خاص،أما أن يكون كتاب نحو مشتملا على ذلك فانه يصرف الطالب على القاعدة التي تفهم المعنى،ثم أن هذه الطريقة جعلت الكتاب عجيبا.



توقيع أم هشام
من العجائب ، أن البركات التي تنزل على العلم ، تنزل على المجتهد حتى الذي اجتهد في تقليب صفحات الكتاب !!

******************************************
إذا حدّثت ففتش ، وإذا كتبت فقمِّش
******************************************
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس