[بشرى التائبة]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,
أختي الحبيبة,الحمد لله من قبل ومن بعد,وله المنة والفضل,ان وفقني للتخفيف عنك ولو باليسير,
حبيبتي,انا أدرك ان ما تمرين به عصيب,ولا أكتمك حديثا,لقد أهمني كثيرا ما تعانين,لذلك,وبعد الاستعانة بالله,حرصت على أن اناقش وأبحث مشكلتك,مع بعض أخواتي الكريمات,فكما قيل {قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر}وبالفعل,وجدت عندهن بعض ما يمكنه أن يهدأ روعك ,وتستبشرين به ان شاء الله بالفرج القريب,ومن ذلك أن منهن من ذكرت لي مشاكل اكبر مما تلاقين من{ القهر} أضعاف ما تعانين,وقد ذهلت لقوة صبرهن ,وتحملهن,وكيف ضربن مثالا يحتدى به في الدفاع عن كيان الاسرة,ورد كيد الشيطان في نحره.وكيف أن احداهن ذكرت فيما تحدثت به,أنها ما ملت القيام في جوف الليل ,تدعو الله وتتضرع اليه ولسان حالها يقول{اللهم اهدي لي زوجي ورده اليك ردا جميلا,في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة}وكيف أنها حرصت على ابقاء صورة الزوج كريمة معززة بين أولاده,فما علموا الى الآن ما قاسته مع والدهم,وكيف كانت تاخذ بيده وهو العائد متثاقلا قبيل الفجر,الى الغرفة كي لا يراه الأولاد في تلك الحالة,ودائما وأبدا,تصنع من زوجها أمام اعينهم,وبحديثها معهم القدوة المثلى,والمفخرة التي يجب أن يعتزوا بها,وأن له الامر والنهي في البيت,وما الى ذلك,من التصرفات التي اعيت بقمة طيبوبتها,وحكمتها مقاومة الزوج,وعناده واصراره,باذن الله,...
انظري حبيبتي الى مثل هؤلاء النسوة,ما استسلمن في أول تحد,ولا سقطن في أول امتحان,بل,توكلن على الله,وايقن أن قلوب العباد بين يديه وهو القادر سبحانه على أن يهديها ان شاء,وفي المقابل,ما تركن سببا يعينهن على استرجاع الزوج الى حصن الأسرة الا واخذن به,وقلبهن كلما امتلأ هما,زاد يقينا أن ذلك من علامات اقتراب الفرج,كالحبل اذا ما شد بقوة انقطع.وكذلك ان شاء الله حبل همومك ,عما قريب.
يا غالية,هوني عليك,ولا تيأسي ,وتمسكي بحبل الله المتين,وتذكري أنه{أن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم}أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
اصبري واحتسبي,وأحسني الظن بالله,وان شاء الله لن يخيب ظنك به,و تفائلي برحمة الله,وبفرج منه قريب,وتذكري أن الله مجيب قريب{واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان}لكن ما لم تستعجلي يا غالية.
دعواتي لك خالصة من القلب أن تقر عينك باهلك أجمعين,وأن يجمعك الله المنان معهم في عليين,مع الأنبياء والصدقين,يوم الدين,انه ولي ذلك والقادر عليه,آمين.
موفقة يا حبيبة...