عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-14, 06:24 PM   #23
رقية
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

المقرر السابع :
أقسم تعالى بالقرآن المجيد وسيع المعاني وعظيمها والذي حوى علوم الأولين والآخرين وحوى من الفصاحة أكملها ومن الألفاظ أجزلها ومن المعاني أعمها وأحسنها ، فأنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي مبين ، وهذا موجب على جميع المسلمين القادرين على تعلم لغة القرآن حتى يصلوا إلى الفهم السليم للقرآن الكريم والتطبيق الصحيح لأحكامه وشرائعه ، وموجب كذلك على المسلمين القادرين على تعليم لغتهم ونشرها وبثها بين الناس سواء بين العرب أم العجم ، ليفهم المسلمون دين ربهم حق الفهم وتصح عبادتهم وتستقيم أحوالهم ، وهذا الأمر يغفل عنه الكثيرون بينما هو غاية في الأهمية ، فبينما يحارب الأعداء لغة القرآن ويسعون لدفنها ووأدها – ومحال أن يتمكنوا من ذلك لحفظ لغة القرآن بحفظ الله لكتابه – بينما هو يبذلون أقصى طاقاتهم في ذلك ، نساعدهم نحن على ذلك ونهجر لغتنا ونستبدلها بلغة أعجمية مقطوعة النسب ، ورحم الله الشاعر حين قال :
وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات .
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتحديد أسماء لمخترعات .
أيهجرني قومي عفا الله عنهم إلى لغة لم تتصل برواة .
ذكر تعالى عناد المكذبين وتكذيبهم بالبعث ، واستدل عليهم بأن من أنشأهم النشأة الأولى قادر على إعادتهم وإحياءهم بعد موتهم من باب أولى ، وهذا أسلوب رباني في محاجة الكافرين وهو استعمال الدليل العقلي ، وهو من سمات القرآن المكي ، حيث يخاطب قوما بلغوا من الكفر والعناد مبلغا عظيما ، فيكون الخطاب قويا حتى يكون مؤثرا فيهم ، وهذا أصل للقاعدة البلاغية : لكل مقام مقال ، ولتعريف لعلم المعاني بأنه مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته وجزالته .
أخبر تعالى عن المكذبين بأنهم لما كذبوا الحق ، صاروا على أمر مشتبه مختلط فلا يثبتون على شيء ولا يقر لهم قرار فتارة يقولون عن محمد صلى الله عليه وسلم شاعر وتارة يقولون ساحر وتارة كاهن وتارة مجنون ، وهكذا كل من كذب بالحق ، واتخذ الكذب شعارا فنجد أن أقواله وأفعاله متناقضة مختلفة ، أما من اتبع الحق وصدق به فنرى أمره مستقيموفعله متناسق مع قوله ومصدق له ، ولا غرابة في ذلك فإن الحق واحد بينما الباطل طرق كثيرة كلها تؤدي إلى الهلاك والخسران – والعياذ بالله - .
قال تعالى :"وأن هذا صراطي مستقينما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ".
رقية غير متواجد حالياً