عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-08, 01:18 PM   #2
مفكرة إسلامية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

وانظرن -رعاكن الله- مدى تسامح الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى-:

سمعت إسحاق بن أحمد القطان البغدادي بتستر يقول : كان لنا جار ببغداد كنا نسميه طبيب القراء وكان يتفقد الصالحين ويتعاهدهم ..
فقال لي : دخلت يومًا على أحمد بن حنبل فإذا هو مغموم مكروب ...
-فقلت : ما لك يا أبا عبد الله؟
-قال خير
-قلت : وما الخير؟
-قال : امتحنت بتلك المحنة حتى ضربت ثم عالجوني وبرأت إلا أنه بقى في صلبي موضع يوجعني هو أشد علي من ذلك الضرب
-قال : قلت : اكشف لي عن صلبك .
قال: فكشف لي فلم أر فيه إلا أثر الضرب فقط فقلت ليس لي بذي معرفة ولكن سأستخبر عن هذا
قال : فخرجت من عنده حتى أتيت صاحب الحبس وكان بيني وبينه فضل معرفة...
-فقلت له : أدخل الحبس في حاجة
-قال : ادخل.
فدخلت وجمعت فتيانهم وكان معي دريهمات فرقتها عليهم وجعلت أحدثهم حتى أنسوا بي ثم قلت : من منكم ضرب أكثر ؟
قال : فأخذوا يتفاخرون حتى اتفقوا على واحد منهم أنه أكثرهم ضربا وأشدهم صبرًا , قال :
- فقلت له : أسألك عن شىء ؟
-فقال : هات
-فقلت : شيخ ضعيف ليس صناعته كصناعتكم ضرب على الجوع للقتل سياطًا يسيرة إلا أنه لم يمت وعالجوه وبرأ إلا أن موضعًا في صلبه يوجعه وجعًا ليس له عليه صبر ...
-قال : فضحك
- فقلت : مالك ؟
-قال : الذي عالجه كان حائكًا
-قلت : إيش الخبر ؟
-قال : ترك في صلبه قطعة لحم ميتة لم يقلعها
-قلت : فما الحيلة؟
-قال : يبط صلبه وتؤخذ تلك القطعة ويرمى بها وإن تركت بلغت إلى فؤاده فقتلته
-قال : فخرجت من الحبس فدخلت على أحمد ابن حنبل فوجدته على حالته فقصصت عليه القصة, قال : ومن يبطه ؟
-قلت : أنا
- قال : أو تفعل ؟
-قلت : نعم
- قال : فقام فدخل البيت ثم خرج وبيده مخدتان وعلى كتفه فوطة فوضع إحداهما لي والأخرى له ثم قعد عليها وقال : استخر الله ...
فكشفت الفوطة عن صلبه وقلت : أرني موضع الوجع .
-فقال : ضع إصبعك عليه فإني أخبرك به.
فوضعت إصبعي وقلت : ها هنا موضع الوجع ؟
-قال : ههنا أحمد الله على العافية .
-فقلت : ها هنا ؟
-قال هاهنا أحمد الله على العافية .
-فقلت هاهنا ؟
-قال هاهنا أسأل الله العافية .
-قال: فعلمت أنه موضع الوجع قال : فوضعت المبضع عليه فلما أحس بحرارة المبضع وضع يده على رأسه وجعل يقول : "اللهم اغفر للمعتصم " حتى بططته فأخذت القطعه الميتة ورميت بها وشددت العصابة عليه وهو لا يزيد على قوله "اللهم اغفر للمعتصم" .
- قال: ثم هدأ وسكن ثم قال : كأني كنت معلقًا فأصدرت
- قلت : يا أبا عبد الله إن الناس إذا امتحنوا محنة دعوا على من ظلمهم ورأيتك تدعو للمعتصم !؟
- قال : إني أفكرت فيما تقول وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرهت أن آتي يوم القيامة وبيني وبين أحد من قرابته خصومة هو مني في حل .
من كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء للإمام ابن حبان
http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?t=64228



توقيع مفكرة إسلامية
نرجو من الجميع الإطلاع عليها , والالتزام بها -بارك الله فيكن-
وَأَرْجُوهُ رَجَاءً لا يَخِيْبُ ~
مفكرة إسلامية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس