[لؤلؤة الدعوة]

السّلام عليكُم ورحمةُ الله وبركاته ،



فصـــل الشتـــــــــــاء





نشتاق إلى لياليه وننتظر أيامه ..
معاني جميلة تلك التي ترتبط بقدوم هذا الفصل الجميل

الليالي الباردة ...




صوت قطرآت المطر على زجاج النافذة ..





جلسات السمر العائلية




ملابس الشتاء الجميلة الدافئة ..


المشروبات الدافئة وكوب القهوة الدافئ ..




كل تلك الأشياء تجعلني أعشق هذا الفصل !


لا ننسى مراسم استقبال هذا الفصل
نستعد له بشراء كل واقٍ من لسعات برده من ملابس وجوارب
وأحذية وأجهزة ..


الشتاء برد ومطر وملابس وسهرات .....




لكن !!



شتان بين وصفنا للشتاء ووصفهم .
شتان بين استقبالنا له وبين استقبالهم .


بينما نقول نحن عن أيامه أنها قصيرة وهذه الأيام القصيرة نقضيها فيما لاينفع
يقول عنها صلى الله عليه وسلم..
الغنيمـــة البــاردة ..
« الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة »
فرق كبير بين أمانينا وأمانيهم


قال عمر رضي الله عنه :
[ الشتاء غنيمة العابدين ]
وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
[ مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة , ويطول فيه الليل للقيام , ويقصر فيه النهار للصيام ]
وقال الحسن رحمه الله :
[ نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه , ونهاره قصير يصومه ]


أين نحن منهم ؟!!
كم نحن محرومون ؟!!
وكم سبقونا هــؤلاء الأفاضل ؟!!


فرحوا بالشتاء على طريقتهم
ونحن نفرح به على طريقتنا :
سبحان الله .. شتان بين الفرحتين ..


قاموا الليالي وصاموا الأيام
هجرنا قيام الليالي وتركنا صيام الأيام
عكفوا على العبادات والطاعات
وعكفنا على المعاصي والملذات
كم شتاء مضى علينا ؟!!
وكم شتاء سوف يمضي ؟!!
ما أكثر أيامنا وليالينا التي ذهبت سدى
لا قيام ولاصيام


ترى ماحالنا يوم تكون شاهداً علينا ؟!!
ألا يحرك فينا هذا الحديث ساكناً ؟!!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا وَقَالَتْ: أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نَفَسَيْنِ، نَفَسًا فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسًا فِي الصَّيْفِ، فَأَمَّا نَفَسُهَا فِي الشِّتَاءِ فَزَمْهَرِيرٌ، وَأَمَّا نَفَسُهَا فِي الصَّيْفِ فَسَمُومٌ "

ألم يحن الوقت لنجعل هذا الشتاء مختلفاً ؟!!
عبادة .. وطاعة
قيام ليل .. وصيام نهار
ألم يحن الوقت بعد ؟!!

أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه
أسوة حسنة ؟!!
شتاء يذهب .. وشتاء يأتي
ومازلنا نفرِّط ....!!

الأمر يحتاج منا إلى مراجعة أنفسنا .. وعزم على التغيير!

اللهم أعنا على ذكر وشكرك وحسن عبادتك..
اللهم انا نسألك صلاح الأمر في الدنيا والآخرة لنا ولجميع المسلمين ..




أما إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها فشتاؤهم مختلف !!!

دمرت المنازل في سوريا وغزة وقد بات من كانوا فيها مشردين في العراء

وأما عن اللاجئين في الخارج فحدث ولا حرج .. خيام لا تقي حر الشمس ولا برد الشتاء

أسأل الله أن يكون في عونهم ، وأن يطعم جائعهم ويكسوّ عاريَهم ويؤوي مشردهم وأن يعجل بنصرهم على أعدائهم .