[أمة الله المغربية]

بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الجاثية سورة مكية,وكجميع القرآن المكي,فهي تدور حول مسألة تقرير توحيد الألوهية.
في بديتها تنوه بهذا القرآن العظيم وأنه منزل من عند الله تبارك وتعالى,وأنه يجب على الإنسان النظر فيه وتدبره والإنتفاع بما فيه من العظات والعبر.
يشير الله سبحانه وتعالى في بداية الآية إلى الآيات التي خلقها للناس جميعا,ويدعوهم إلى تأملها:
تأمل الإنسان نفسه بنفسه,ثم التأمل في الدواب أي كل ما يدب فوق الأرض,التفكر في اختلاف الليل والنهار,كيف يتعاقبان بدون انقطاع هذا بظلامه وهذا بضياءه,وماينزل منالسماء من غيث ينتفع به أهل الأرض بل هو من أسباب عيشهم,وسماه الله رزقا لأن به يحصل الرزق.وكيف أن الله سخر لنا البحر لننتفع به ,وكيف بنى السماوات وما فيها من أجرام وكواكب.
يدعوا الله سبحانه وتعالى إلى تدبر كل نعمه على خلقه,وقدرته العظيمة جل وعلا,لماذا؟
لينتفع بها أهل الإيمان ويزدادوا إيمانا وخشوعا وخشية وذلا لله سبحانه وتعالى.
على الإنسان أن يستخدم عقله في التفكر في خلق الله وقدرته جل وعلا,فكلما أدرك الإنسان عظمة الخالق كلما زادت خشيته له,وبالتالي يرتقي من حال شريف إلى ما هو أشرف,ويزيد من الطاعات والعبادات لله سبحانه وتعالى.
وبالتدبر ينتقل الإنسان من درجة الإيمان إلى درجة اليقين.
ثم بعد ذلك يتوعد الله كل من صد عن آياته وكذب بها وأدرك خلق الله وعظمته ثم تكبر بعد ذلك,فجزاءه الإهانة يوم القيامة:
فكما تكبر في الدنيا فإن الله سيهينه ويذله بعذاب مهين في الآخرة,ويوم ذاك لا ينفعه مال ولا بنون ولا آلهته التي كان يعبد من دون الله.