عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-15, 12:28 AM   #7
فاطمة سالم
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية|
افتراضي

[frame="10 10"]
الـــدرس الســادس ✿


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فيقـول المصنف رحمه الله تعالى:
" ثــالثًا: أدب الطالب مع شيخه"
شـرع المصنف رحمه الله تعالى فـي الأدب الثــــالث بعــد فـــــراغه من أدب الطالب مع نفسه. وبعـد بيانه لبعض القـواعـــــد التي تتعلق بالتلقــي وطريقة الطلب. قـــــال:" رعـاية حرمة الشيخ"
حرمة الشيء : يعني الأمــور التي يحرم عليك ان تعتدي عليها وأن تنتهكها. الحرمة: المهابة والاحتـرام .


قال: (ليكن شيخك ومعلمك محل إجلال منك وتقدير وتلطف) ، وفي ذلك يقول الحكيــم:
إن المُعلِمَ والطبيبَ كـــــلاهما ** لا ينصحانِ إذا هما لم يُكـــرَما

فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه ** واقنع بجهلك إن جفوت مُعلِّمـا

قد يُقـــال على المعلم والطبيب ألا ينتظرا الإكرام!!
هذا صحيح.. لكن الكــــلام الآن موجه للطالب فيقال له: أكرم هؤلاء فإنهم بشر وأنت بحاجة إليهم ، وأما المعلم فيقــال له كـــلام آخر ليس هذا محله.
قـــال: (فتأدب في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال) السؤال قد يقع على وجه حسن وقد يكـــون على وجه مشين؛ فالزم الحسن.
قــــــال: (وحسن الســؤال والاستماع وحسن الأدب في تصفح الكتــــاب أمامه ومع الكتاب) يعني حسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه وكذلك حسن الأدب مع الكتاب نفسه، هذا كتاب علم لا يُمتهن. قــــال: (ولا تتقدم عليه بكلام أو مسير، أو إكثار الكــلام عنده، أو المداخلة أثناء حديثه ودرسه بكلام منك أو إلحاح عليه في جواب) هذا يقع كثيرا الله المستعان يعني يُقــــاطع باعتراضات ويُلقَّن الآيات والأحـاديث ليس هذا من باب الأدب.
قال رحمه الله: (متجنبًا الإكثــــار من السـؤال؛ خاصة مع كثــرة الناس؛ لئلا تفتر أنت ويمل هو)
في بعض الأوقات لا يكون السؤال مناسبا يكـــون وقت أكل أو مؤانسة، إذا تتابعت الأسئلة على الشيخ وهـــو واحــــد والأسئلة من العشرات تعِب وملَّ.
قال رحمه الله:( ولا تناده باسمه مجردًا بل قل يا شيخنا أو أستاذنا) كــــانوا يعني يعدون لفظة يا شيخ من الجفاء كـانوا يعدون هذا من الجفاء.
قـال: (ولا تناده من بعد من غيـــــر اضطرار، والتزم توقيـــر المجلس وإظهار السرور من الدرس والإفادة به، وإذا بدا لك خطأ من الشيخ فـــلا يسقطه ذلك من عينيك؛ فإنه سبب لحرمانك من علمه)
هذا صحيح، فالشيـــخ بشـر يعتريه مـا يعتري البشــر من الغضب والجـــــــوع والإرهاق والمرض والسهو والخطأ فإذا اطلعت على عيب وهذا غالبا يكون من الشيطان فلا يكون ذلك سببا لسقوطه هذا سد باب الانتفاع.
قــــال رحمه الله: (واحذر من امتحــــان الشيخ على القــدرة العلمية والتحمل؛ فـــإن هذا يضجره) الله المستعان، هذا موجود وهذا الصنف رأيناهم كثيرا يفعلون هذا ورأيناهم فيما بعد ضاعوا وابتلوا، يعني يضع نفسه في مأزقٍ وهو في غنىً عن ذلك!! مَالَكَ ومَالِ هذا العبد الذي اختاره الله لنشر دينه تُضجِرُهُ.
قال: (وإذا أردت الانتقــال إلى شيخ آخــر فاستأذنه بذلك وأعلمه لأنه بقـدر رعـــــاية حرمته يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت يكون الإخفاق) يعني وبقدر ما يفوته من هذه الآداب ومن رعاية حرمة المعلم يكون الإخفاق يعني الخيبة.
قــــال: (رأس مالك أيها الطــالب من شيخك: القدوة بصالح أخــلاقه وكريم شمائله) ولذلك كان السلف يتعلمون الهدي والسمت والأخلاق ويأخذونه من مشايخهم كما يأخذون العلم وأما الآن فكثير من الطلبة يقصد علم الشيخ فقط دون خُلُقِه وهذا له أسباب كثيرة ليس هذا مجال مُباحثتها.
قـال: (فإذا أحببته فلا يدفعك حبه أن تقلده بصوت، أو نغمة أو مشية أو حركة أو هيئة) لأن هذا غيــر مقصـود ولا مراد المراد تعلم الأخــلاق والهدي والعلم لا تقليـده بصوته ونغمته ومشيته وفي الحقيقة قلَّ من لم يقع في هذا ومنهم مُحَدِثُكُم فقد كنت أُقلد شيخي في حركاته ونغماته وكان السبب صغر سني وشدة محبتي له، هذا يقع كثيرا حتى زملائي فقلَّ من سَلِم من هذا.
قال: (إلا إذا كانت مشيته تشبه مشية النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس أن تقلده فيها فإن ذلك من الاتبــاع) لأن الأمر رجع إلى الاتبــاع فأنت في الحقيقة تُقلِد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم قــال رحمه الله:( نشـــــاط الشيخ في درسه: ويكون على قدر مدارك الطــالب في استماعه، وجمع نفسه) قوله "مدارك الطـــالب" يعني حواس الطالب وانتباهه، يقول "وجمع نفسه" يعنـي التركيــز وعـدم التشتت. قــــــال: "وتفــاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه" تفاعـــل الأحاسيس مثل النظر إليه وسؤاله عما أشكل عليه وتأمل عباراته والتفاعل معه ونحو ذلك بخلاف المتبلد.
قـــــال: (فلا تكن وسيلة قطع لعلمه بالكسل والفتور والاتكاء وانصراف الذهن وفتوره) جمل المصنف دقيقة وجميلة فهــو أديب رحمه الله، يقول: كسل الطالب وفتوره وظهــور عــلامة الملل والاتكــاء وانصراف الذهن هـذه كلها تقطع عليك تدفق معلومـــات الشيـخ فيصاب الشيخ بالكسل كذلك وتفتر همته، هذا أمر مُجرب ومُشــاهد؛ قِلةٌ من المعلمين من يستوى عندهم المنتبه والكسول . ثم قال رحمه الله: (الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة: وهي تختلف من شيخ إلى آخر) نعم هذا صحيح هناك شيوخ كلامهم كالإملاء بمعنى أنه حضَّر ما سيقـــــوله وحرره ثم ألقاه بعد ضبطه للألفاظ فكأنه يقرأ على طلبته تأليفا من تآليفه، ومن هذا الصنف من المعـــاصرين الشيــــخ محمد بن محمد بن مختـــار الشنقيطي -عضو هيئة كبــــــار العلماء حفظه الله-، ومنهم كذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، هذا من المعاصرين. وكذلك الشيخ الشثري حفظه الله. وممن قبلنا من كان يُملي كأهل الحديث ومثل شرح ابن دقيق على عمدة الأحكام فقد كان إملاءً كأنه يكتب يُملي والطالب يكتب. بعض العلماء كلامه تقرير ومناقشة ومباحثة وردود وفوائد وعلوم كثيرة واستطـرادات كالشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله، قلَّ نظيره عمـــلا وعلمــا. المهم أن طريقة الكتــــابة بحسب الشيخ فبعضهم تكتب عنه كل لفظة لدقته، وبعضهم تكتب بعض كلامه لاستطراده.
قال رحمه الله: (وهي تختلف من شيخ إلى آخــــر، ولها آداب وشروط.. أمــا الآداب فينبغي لك أن تُعلِمَ شيخك أنك ستكتب أو كتبت ما سمعته مذاكرة) نعم إن كــان قبل الكتــــــابة فتستأذنه بالكتابة، وإن كان بعد الدرس والكتـــابة فتُخبره أنك كتبت عنه وتستأذنه فإن أَذِن لك وإلا تركتها، هذا من الأدب. ولا يحــــل لك أن تنشر ما لم يأذن لك به. وأين هذا من الذين يُسجِّلون أصوات من يفتونهم بــدون إذنهم وينشرونه، قـد يكــــون الكــــلام خاصا ، هذا ليس من الأدب في شيء.
قــــــال رحمه الله: (أما الشرط فتشيـــــر إلى أنك كتبته من سماعه من درسه) حتى يعلم القارئ أو السـامع أن هذا من السمـاع يعني ليس من تحريــر قلم الشيخ؛ هنــــــــاك فرق بين جملة خرجت وليدة لحظة وبين جملة كُتبت بعــــد تأمل وتحليـــل؛ فالمأخـــوذ من السماع يُتساهل فيه قـد يكــــون فيه سبق لسان بل يكثـر ذلك بخــلاف المكتوب المحرر باليد.
ثم قـــــال رحمه الله: (التلقي من المبتدع)
المبتدع هو الذي يُحدث البدعة ويدعــــو إليها، والبِدع نوعــــــان: بِدع مُكفِرة وبِدع غير مُكفِرة.
قـــــال رحمه الله: (احذر [أبا جهل]) .
هكذا في المطبوع هذه الصيــــــاغة لست جيدة ليست حسنة وفـــي الأصل المختصر منه:
[احـذر أبا الجهل] يعني صاحب الجهل هذا أفضل. قال: (احذر أبا الجهل المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة) الزيغ: الميل عن الاستقامة والصواب إلى الباطل.
قـــــــال: (وغشيته سحب الخــــرافة)
الخـــرافة: أحـــــاديث الكذب الموضوعة مما يُذكر أحيانا في الليل فمَثَّل الشيخ هذا المبتدع برجل تغشته سحابة من هذه الصفة فصار صاحب خرافة ودجل.
قــــــال: (يحكم الهوى ويسميه العقل) يعني يجعل هواه وما يرغبه هو الحكم ولا ينقــــاد للنص ثم يسمي هذا الهوى عقلا. والعاقل حقيقةً من أطاع الله العليم الخبير الحكيم وقدَّم النص على عقله وهـــــواه ولا تعـــارض بين العقل السليم والنص الصحيح أصلا لكن الجاهل قد يظن الهــــوى عقلا.
قـــــال: (ويعـدل عن النص) يعني ينصرف عن النص ويميل عنه. قـــال: (ويستمسك بالضعيــف، ويبعـــد عن الصحيح، هذه من صفـات المبتدع ولقـد بلغ السلف مبلغا في التحذيـــر من المبتدعة فكــــــانوا رحمهم الله يحتسبـون الاستخفـــــاف بهم وتحقيــرهم ورفض المبتدع وبدعته) يحتسبون يعنـــي يقومون به احتسابا للأجر وتعبدا لله، فالاستخفاف بالمبتدع لزجره وتوبيخه صيانةً للدين، هـذا الأمــــــر ليس على إطــــلاقه له ضـوابط لكن لا يتسع المقـــــام لذكرها.
ثم قـــــــال رحمه الله: (بل يحذرون من مخـــالطهتم ومشــــاورتهم ومؤاكلتهم، وكــــان منهم من لا يصلــي على جنــــــازة مبتدع فينصرف) يعنـي لأجل ردع غيــــــره وزجره.
قــــــال: (ومنهم من ينهى عن الصـــــلاة خلفهم وينهى عن حكاية بدعهم؛ لأن القلــوب ضعيفة والشبه خطافة) يعني كثيرة الخطف والخطف الأخذ بسرعة واختــــــلاس، فالشُبه تخطف القلـــوب عـن طريــــــق الحـق والصواب فينبغي لنا ألا ننشغل بالباطل، لا لأنه قوي لكن لضعفنا نحن، ففي البداية نتحصن.
قال: (بل كانوا يطرودنهم من مجالسهم كما في قصة الإمام مالك مع من سأله عن كيفية الاستـــواء). هـذا الأسلــــــوب أي الطرد قـــد يكون نافعا أحيــانا لكن ليس غالبا هذا قليل فهــو استثناء فأحيانا تركه أنسب لعله ينتفع ويتـــوب.
ثم قـــــــال رحمه الله: (وأخبـــــار السلف متكـــــــاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم؛ حذرًا من شـرهم وتحجيمًا لانتشــــــــار بدعهم وكســـــــــرًا لنفوسهم؛ حتى تضعف عن نشر الشـــــــر)، إذن العلة والمقصــود ردهم عن هذا الشر وعن نشره فالأمر يدور مع هذا. قال: (ولأن معــــــــاشرة السني للمبتدع تزكية له لـدى المبتدئ والعـــــــــامي) يرونك جــــالسا عنـده وتأخذ منه العلم فيظنونه ثقةً لأنك ائتمنته على دينك هذه تزكيةٌ منك.
قــــال: (وقـد كــان ابن المبارك رحمه الله يسمي المبتدعة [الأصاغر]، ويقــال لهم أيضًا: أهل الشبهات وأهل الأهواء. قال: فإن كنت في السعة والاختيــــار فــلا تأخذ عن مبتدع) السعة والاختيــــار يعني عندك مجـال للاختيــــار ولسـت مضطرا. قال: (رافضي، أو خارجي) الرافضي هـم الذين يسبـون الصحـــــــابة من غـــــلاة الشيعة بل يُكفِّـرون الصحــــابة هؤلاء شر الطوائف، والخـــارجي هم الذين يُكفِّرون المسلمين ويستبيحون دمائهم ويخرجون على الأمراء ســـواء بالسيف أو حتى بتأليب النـــــاس وتهييجهم. قـــال:( أو مرجىء)، هم الذين يُخرِجون العمل من مسمى الإيمان. وقـــال: (أو قدري) يعني ممن يُنكر القدر. قــــال: (أو قبوري) يعني الذين يتوسلون بالقبـــــور ويدعون الأموات ويستغيثـون بهم، هؤلاء الفِرق أقسام وأنواع كثيرة.
قــــال: (فإنك لن تبلغ مبلغ الرجــــال صحيح العقد في الدين ، متين الاتصـــــال بالله صحيح النظر تقفو الأثر- إلا بهجر المبتدعة وبدعهم) صحيح النظر يقصد بالنظـر النظر في نصوص الشرع، تقفو الأثر يعني تتبع الأثر والنص والدليل.
قـــــال: (إلا بهجر المبتدعة وبدعهم؛ وأمـــــا إن كنت في دراسة نظـــــامية)، يقصد بها الجامعات والمدارس.
قال: (لا خيـار لك فاحذر منه) يعني إن كنت في مدارس وجامعات نظامية ليس عندك اختيــار ولا تستطيع أن تختار معلمك وشيخك بل هو يُفرض عليك من الجامعة جبرا.
قـــــال: (وأمــــــا إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك فاحذر منه)، سيُدَرِّسك حينئذٍ فماذا تفعل؟ قال: (فاحذر منه مع الاستعـــاذة من شره باليقظة من دسائسه) يعني احذر من المبتدع هــذا بالانتباه والدعــاء لأنه مجبور عليك.
قــــــال: (على حد قولهم: «اجن الثمار وألق الخشب في النار») يعني خذ النـــافع منه وشبَّه هذا النافع بالثمار وألق غير النافع من كلامه أو تصرفاته، وشبَّه غير النـــافع هنا بالخشب، قال ألقه في النار يعني لا تأبه به. قــــال: (والأمر في هجر المبتدع يبنى على مراعاة المصالح وتكثيرها، ودفع المفــاسد وتقليلها، وعلى هذا تتنزل المشروعية كما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مــــواضع). إذن ليس الهجر دائما هو الأنسب هناك تفصيل وضوابط، إن كان الهجــر يردع شره ويردعه وإلا فيُنظر في الوسيلة التي ترده وترد شره، قـد يكــــــون في مداراته أو في نصحه أو في الإتيــان ببعض أهل العلم إليه أو في إكرامه أو ..........الخ من الصور التي يذكرها أهل العلم.

والله تعالى أعلـــــم وصلى الله وسلم على سيـــــدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيـــن والحمدلله رب العالميــــــــن.
[/frame]


الملفات المرفقة
نوع الملف: docx تفريغ الدرس السادس من مادة الحلية.docx‏ (319.8 كيلوبايت, المشاهدات 484)



توقيع فاطمة سالم



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة سالم ; 13-04-15 الساعة 08:19 PM
فاطمة سالم غير متواجد حالياً