عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-17, 09:00 AM   #1
مريم بنت خالد
معلمة بمعهد خديجة
مشرفة التفسير
Hr "طلبت العلم منذ سنوات، ولا أشعر بفائدة!"






سألَ سائلٌ فقال :
طلبتُ العلمَ عدة سنواتٍ ومع ذلك لا تثبتُ لديَ المعلوماتُ ولا أشعرُ بالفائدة،
فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيرًا



فكانَ الجوابُ:
لا تقلْ: لم أشعر بالفائدةِ؛
لأن طالبَ العلم في عبادةٍ، والمقصودُ من طلب العلمِ رضاءُ اللهِ -جلَ وعلا- على العبدِ،
وتعلمون الرجلَ الذي جاء تائبًا وقد {أتاهُ مَلَكُ الموتِ فاختصمتْ فيه ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ،
فقالت ملائكةُ الرحمة: جاء تائـبًا مُقْبِلاً بقلبه إلى الله تعالـى، وقالت ملائكةُ العذابِ: إنه لم يعملْ خيرًا قطُ،
فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدَمِيٍ فجعلوه بينهم -أي: حكمًا-
فقال:
قيسوا ما بين الأرضَيْنِ فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوَجدوه أدنى إلى الأرضِ التي أراد، فقبضَتْهُ ملائكةُ الرحمة
}



غُفر لهذا الرجلِ التائبِ؛ لأن حركته حُسبت له،
فحركةُ طالب العلم في العلم عبادةٌ، كحركةِ التائبِ المهاجر إلى أرضِ الخير.



وطلبُ العلم خيرٌ لك من نوافل الصلاة، أو من بعض نوافل العبادات.
ولا بدّ من النية الصادقة ..



ثم الفائدةُ متبعِضَةٌ،
وليس المقصودُ إما أن تكونَ عالمًا، وإما أن لا تكونَ طالبَ علمٍ أصلاً!
إنما المقصودُ من طلبك للعلم
* أن ترفعَ الجهلَ عن نفسِك، * وأن تعبدَ الله -جلَ وعلا- بعباداتٍ صحيحةٍ،
* وأن تكون عقيدتُك صالحةً،
* وأن تُقْبِلَ على الله -جلَ وعلا- وأنت سليمٌ من الشبهة، سليمٌ من حبِ الشهرة

قال الله -جل وعلا-: ﴿ يوم لا ينفعُ مال ولا بنون ۝ إلا من أتى الله بقلب سليم ‏﴾،
وقال -جل وعلا- : ﴿ إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نُضيعُ أجر من أحسن عملًا ‏﴾



ولو لم تنفعْ إلاَ نفسَك وعيالَك لكان في هذا خيرٌ كبير.


[الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس
العلمية لـ د.صالح آل شيخ]






رابط الكتيب للتحميل



توقيع مريم بنت خالد
لا تسألوني عن حياتي فهي أسرار الحياة،
هي منحة .. هي محنة .. هي عالمٌ من أمنيات،
قد بعتها لله ثمّ مضيت في ركب الهداة () *
مريم بنت خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس