عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-15, 07:54 PM   #21
محمد العويد
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 31-12-2011
المشاركات: 2,757
محمد العويد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء ناجي مشاهدة المشاركة
قال صلى الله عليه وسلم ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم
الذين لا يسترقون ولا يتطيرون , ولا يكتوون , وعلى ربهم يتوكلون ) رواه
مسلم
ماذا يستفاد من هذا الحديث الجليل وهل هو صحيح..وجزاكم الله خيرا
الحديث صحيح وقد رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ" فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: "سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَة".
والحديث فيه مسائل كثيرة، منها:
المسألة الأولى: أن الحديث في صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وهم أكثر بفضل من الله تعالى، وقد ثبت عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَلَا عَذَابٍ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا وَثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم.
المسألة الثانية: صفة التوكل من أهم الصفات التي يتصف بها أولئك، وهم الذين جمعوا في قلوبهم ترك التشاؤم مهما أغلقت في وجوههم الأبواب، ومهما اشتدت بهم الكرب.
المسألة الثالثة: من اتصف بالتوكل فقد علق قلبه بالله تعالى، وجرده من عوالق الدنيا، وصار همه رضا الله والدار الآخرة، والقلب لا يصفو إلا بحسن التوكل على الله تعالى.
المسألة الثالثة: في قوله "لا يسترقون": إثبات أنهم يرقون أنفسهم بأنفسهم، ولا يعتمدون على رقية غيرهم، والسؤال المطروح، هل كل حالة يسترقى فيها تعتبر مخالفة للتوكل؟
الأظهر أنه ليست كل حالة يقل فيها التوكل، وبالذات إذا اشتد الكرب وقلة الحيلة، وقد ثبت عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَخْبَرَتْهُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ" متفق عليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتمد على رقية عائشة رضي الله عنها لما اشتد به المرض، وهو إمام المتوكلين صلى الله عليه وسلم.
ومن تأمل الحديث وجد فيه مسائل كثيرة تحتاج إلى تأمل ومدارسة.
محمد العويد غير متواجد حالياً