عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-07, 03:52 PM   #1
اختكم فى الله
~صديقة الملتقى~
f2 خوف السلف من النار

لقد علم السلف ـ رحمهم الله ـ أن الله سبحانه يخوَّف بالنار عباده ، ويحب منهم أن يخافوه بخوفها ، وأن يخشوه بخشية الوقوع فيها ، وأن يحذروه بالحذر منها . فالخوف من النار في الحقيقة خوف من الله ، والخائف منها خائف من الله ، متبع لما فيه محبته ورضاه.


وقد عَرَفَ السلف حقيقة النار ، وما أعدَّ الله فيها من ألوان العذاب وصنوف الهوان ، فاشتد خوفُهم ، وعَظُم فَرَقُهم ، فكانوا إذا مروا بآية من ذكر النار بكوا فرقاً ، كأن زفير جهنم في آذانهم ، وكأن الآخرة نصب أعينهم ، وها هي أقوالهم وأحوالهم تنبؤنا عن درجة هذا الخوف ، لعلنا نخاف منها كما خافوا ، ونحذر الوقوع فيها كما كانوا يحذرون .


يقول عمر رضي الله عنه : (( لو نادى منادٍ من السماء : أيها الناس ، إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلاً واحداً لخفت أن أكون أنا هو )) .


وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال : (( لو أني بين الجنة والنار ، ولا أدري إلى أيتهما يُؤمر بي ؛ لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير )) .


ويقول الحسن البصري رحمه الله : (( لا يدخل الجنة إلا من يرجوها ، ولا يسلم من النار إلا من يخافها )) .


لقد أطار ذكر جهنم النوم عن أعين السلف ، يقول أسد بن وداعة : كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى فيقول : اللهم إن ذكر جهنم لا يدعني أنام ، فيقوم إلى الصلاة .


وكان طاوس يفترش فراشه ثم يضطجع عليه ، فيتقبل القبلة حتى الصباح ، ويقول : طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين .


وقالت ابنة الربيع بن خثيم لأبيها : يا أبت ، مالك لا تنام والناس ينامون ؟ فقال : إن النار لا تدع أباكِ ينام .


وكان عامر بن عبد الله يقول : ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ، وما رأيت مثل النار نام هاربها . وكان إذا جاء النهار قال : أذهب حرُّ النار النوم . فما ينام حتى يُمسي . وإذا جاء الليل قال : من خاف أدلج ، وعند الصباح يحمد القوم السُّرى .


يقول ابن المبارك رحمه الله :


إذا ما الليل أظلم كابدوه **** فيسفر عنهمُ وهم ركوعُ
أطار الخوفُ نومهم فقاموا **** وأهل الأمن في الدنيا هجوعُ

ومن السلف من منعه الخوف من النار من الضحك ، قيل لسعيد بن جبير : بلغنا أنك لم تضحك قط . قال : كيف أضحك وجهنم قد سُعِّرت ، والأغلال قد نُصبت ، والزبانية قد أُعدت ؟!


ومن السلف من إذا رأى نار الدنيا اضطرب وتغيَّر حاله ، فعن عطاء الخراساني قال : كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ، ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط .


وقال الحسن : كان عمر رضي الله عنه ربما توقد له النار ، ثم يدني يديه منها ثم يقول : يا ابن الخطاب ، هل لك على هذا صبر ؟!
وكان علي بن فضيل يوماً سفيان بن عيينة ، فحدَّث سفيان بحديث فيه ذكر النار ، وفي يد عليٍّ قرطاس في شيء مربوط ، فشهق شهقة ، ووقع ورمى بالقرطاس أو وقع من يده ، فالتفت إليه سفيان فقال : لو علمت أنك هاهنا ما حديث به .


ومن السلف من حدث له من خوفه من النار مرضٌ ، ومنهم من مات من ذلك ، سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور ، فلما بلغ قوله تعالى : ﴿ إَن عذاب ربك لواقع مالهُ من دافع ﴾ ، قال عمر : قسم ورب الكعبة حق ، ثم رجع إلى منزله فمرض شهراً يعوده الناس ، لا يدرون ما مرضه .


وروي أن على بن الفضيل مات من سماع قراءة هذه الآية : ﴿ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ .





توقيع اختكم فى الله
[IMG]http://www.up99.com/giffiles/nn686987.gif[/IMG]


[CENTER][SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]

[COLOR="DarkOrange"][CENTER]قال الحسن البصرى"ياابن ادم انما انت ايام....
اذا ذهب يومك ذهب بعضك....[/CENTER][/COLOR]
اختكم فى الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس