الجواب: أنه اختُلف في ذلك على أقوال منها:
1- قيل: ينبغي أن يغلِّب الإنسان جانب الخوف؛ ليحمله ذلك على فعل الطاعة وترك المعصية.
2- وقيل: يغلِّب جانب الرجاء؛ ليكون متفائلاً والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الفأل.
3- وقيل: في فعل الطاعة يغلب الرجاء؛ لينبعـث إلى العمل؛ فالذي منَّ عليه بالطاعة سَيَمُنُّ عليه بالقبول، ولهذا قال بعض السلف: إذا وفقك الله للدعاء فانتظر الإجابة؛ لأنه يقول : (
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [غافر: 60].
وفي فعل المعصية يغلب جانب الخوف؛ لأجل أن يمنعه ذلك من فعل المعصية قال - تعالى - : (
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الأنعام: 15].
وهذا قريب ولكن ليس بالقرب الكامل، إذ قد يُعْتَرض عليه بقوله - تعالى - : (
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) [المؤمنون: 60].
4- وقيل: يغلب جانب الخوف في الصحة، وجانب الرجاء في المرض.
5- وقيل: هما كجناحي الطائر، فالمؤمن يسير إلى الله بجناحين هما الرجاء والخوف، فإذا استويا تم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت.
6- وقيل يختلف من شخص إلى شخص، ومن حال إلى حال، والله أعلم.
" الخوف الواجب والخوف المستحب "
الخوف الواجب هو ما يحمل على فعل الواجبات وترك المحرمات.
والخوف المستحب هو ما يحمل على فعل المستحبات، وترك المكروهات.
المصدر : موقع دعوة الإسلام
من كتاب توحيد الألوهية للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد
الرابط