عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-13, 10:09 AM   #9
ام خليل وسميه
|طالبة في المستوى الثاني 2|
دورة ورش (3)
افتراضي تلخيص الدرس الثاني من توحيد العبادة 1 \ قديم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكن الله أخواتي
هذا تفريغ الدرس الثاني من التوحيد
بما أنني كنت متغيبة و كان لابد لي من تلخيصه
فأنا أضعه الآن بين أيديكن للرجوع إليه والاستفادة منه
ومن اكتشفت منكن خطأ فلتصححه
ونسأل الله أن يتجاوز عنا بسبب أي خطأ


تلخيص الدرس الثاني من التوحيد
مقدمة:كتاب التوحيد رغم أنه من كتب المتأخرين فإنه سار على نهج المتقدمين وهو أصل في باب التوحيد.تكلمنا في مسائل تأصيلية ثم ندخل الآن في شرح الكتاب.
قال الله تعالى(و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) في هذه الآية لطائف كثيرة وهذه آية عظيمة تبين الحكمة العظيمة و العلة الجسيمة التي خلق الله من أجلها الخلق
جاء في الإسرائليات ما هو قريب من هذا. قال صلى الله عليه وسلم :" حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج " وبين صلى الله عليه وسلم بأن لا نصدق أو نكذب ما جاءت به الإسرائليات إلا إذا جاء في الشرع ما يصدق ذلك فإننا نأخذ به استئناسا.
'يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك الرزق فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وقلبك وكنت عندي محمودا وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا تأخذ إلا ما قسم لك' ولذلك ابن القيم استأنس بهذا و قال : إن الله خلق الخلق كله من أجلك أنت وأنت يعني المكلف وأنت خلقت من أجل أشرف شيء فانشغل بما خلقت له ولا تنشغل بما خلق لك'
خلق الله الإنسان للعبادة والإنسان حرصا منه على الرزق يقدمه على العبادة أو أن يقدم أي شيء على العبادة فهو مغبون مفتون لأنه قدم الفرع على الأصل.
ففي مصر هذا مثل عظيما عند الناس - العمل عبادة - وهذا خطأ بين فغطوا به على التأصيل فقد قدموا الفرع جدا على الاصل ولذلك قال الله تعالى مطمئنا القلوب على أن الرزق مكفول (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) وقال كذلك (وما من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) (وفي السماء رزقكم وما توعدون)
ولذلك قال الحسن البصري عندما باع بيعا فقالوا له: استربح قال: لا , إني علمت أن رزقي بيد ربي فاطمأن قلبي قال تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون).
قال بعض الأعراب من حمل الجبار على القسم في قوله فورب السماء والأرض إنه لحق
في الآية عندنا أسلوب حصر-ما و إلا - أي حصرا وقصرا خلق الله الخلق فقط ليعبدوه
ومن أسلوب الحصر تعريف المبتدأ وكذلك تعريف الخبر وتقديم ما حقه التأخير وتأخير ما حقه التقديم.كما في الفاتحة : إياك نعبد وإياك نستعين
قال ابن عباس ليعبدوه =ليوحدوه
وقال معاذ كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ قلت الله ورسوله أعلم قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا"
وقال صلى الله عليه وسلم :"أمرت أن أقاتل الناس حتى يوحدوا الله جل في علاه"
ما الفرق بين الكون وبين المكلف؟
المكلف مخير أن يعبد أو لا يعبد أن يقبل التوحيد أو لا يقبل ويرد ذلك وهذه هي الحكمة الشرعية وليست حكمة كونية
كما قال تعالى : {فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون} {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}
النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمه فقال له " قل لا إله إلا الله أضمن لك الجنة أو قال قل كلمة أحاج لك بها عند الله يوم القيامة"فلم يقل فهو مخير بين ذلك واستحب الكفر على الإيمان واستحق أن يكون في الدرك الأسفل من النار ولولا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فهو على نعلين من نار
أما باقي الكون فأجبروا على عبادة الله تعالى كما قال:{ونادى السماوات والأرض اتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين}
لماذا ساق المؤلف الآية؟
ليبين أن أول واجب على العباد هو العبادة وهذا فرق بين أهل السنة والجماعة والمبتدعة من الأشاعرة فهم يقولون اول واجب على العباد هو معرفة الله بالأدلة والنتائج فهو يبدأ بالشك أولا ثم يتتبع النتائج والدلائل حتى يتعرف على الله لذلك هم يحرمون التقليد على الإنسان في الأصول وهذا خطأ بين و إلا الله قد قال:{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}
رجل أتى النبي فقال والله إني لا أتقن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال صلى الله عليه وسلم "حولها ندندن"
أهل السنة يرون بأن الإنسان خلق للعبادة ويمكن أن يقلد وأن أول واجب عليه هو أن يوحد الله تعالى بخلاف الأشاعرة
صفة الله المذكورة في الآية:
هي صفة الخلق والمقصود به إيجاد الشيء من العدم .قال تعالى :{هو الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن} ما كان شيء كان الله ولم يكن شيء فخلقها الله وأوجدها من عدم فأصل الخلق المنسوب لله هو الإيجاد من العدم . الله وصف عباده كذلك بالخلق والله حكم عدل لم يبخس الناس أشياءهم فالناس وصنعوا واخترعوا أشياء سماه الله خلقا ونسبه لهم وهذا يعطينا قاعدة في الأسماء والصفات من أعظم القواعد وهي أن قد تشترك صفة الله مع العبد . قال تعالى :{هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} فهنا اشتراك في أصل صفتي السمع البصر. السمع أي أنه يسمع الخلق لكن هل يمكننا القول بأن سمع الله كسمع العبد حاشا لله من شبه الله بخلقه فقد كفر أصل الصفة مشتركة هنا ومعنى الخلق المنسوب للعباد من صورة إلى صورة أخرى كالخشب يحوله النجار بابا
قال تعالى :{ فتبارك الله أحسن الخالقين}
الجن مخلوق كالإنس:
فيها إذلال للجن فهومخلوق وأصله من إبليس وهو الذي كانت بينه حرب بينه وآدم عندما أمره الله بالسجود لآدم وكان من أعلم الملائكة لكن لما حسد آدم لم يسجد قال تعالى :{أرأيتك هذا الذي كرمت علي لإن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا }
يجب الإيمان بوجود الجن وبتأثيره على الإنس وهذا فيه رد على أهل البدع والضلالة بأن الجن له تأثير على الإنس وإلا قد قال صلى الله عليه وسلم بأنه يجري من الإنس مجرى الدم في العروق يضيقه الصوت فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما مر على امرأة عندها طفل صغير فيه جن ففغر له فاه وتفل فيه و قال " أخرج عدو الله أنا رسول الله"
والله خلق الجن كذلك لعلة عظيمة و مهمة جسيمة وهي العبادة لأن الاشتراك في العطف اشتراك في الحكم .
تعريف العبادة:
العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة و الباطنة .امتثال أوامر الله التي جاءت بها الرسل واجتناب النواهي والمحرمات
ماذا يمكن أن نستنبط من قول ابن تيمية لكل ما يحبه الله ويرضاه ؟ فيها الأمر بمحضية اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لأن ما يحبه الله نحن لا نعلمه ولا يمكن أن نعلمه إلا عن طريق الوحي إذن المعنى أننا سنقوم بجميع الأقوال الظاهرة والباطنة بما جاء الشرع به
فالعبادة لا تكون إلا بمحضية الإتباع للنبي .فهذا توحيد اتباع للنبي المرسل صلى الله عليه وسلم.
تقسيمات العبادة :
عبادة ظاهرة وعبادة باطنة وبعضهم قسم أيضا تقسيما آخر وكلها تقسيمات فيها تيسير لطالب العالم
قالوا العبادات : عبادات بدنية(الصلاة- الصوم)-عبادات مالية(الزكاة-الصدقة) - عبادات بدنية مالية (الحج)- عبادات قلبية (التوكل- الخشية –الإنابة ....)
العلماء قالوا أن العبادات المالية مقدمة على العبادات البدنية لأن النفع المتعدي أعظم من النفع الذاتي لكن عند التفصيل الصلاة أعظم من جميع العبادات على الإطلاق.
أعظمها العبادات القلبية لأنها الأصل الأصيل المحرك الاساسي للجوارح" إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وفي رواية إلى أعمالكم"المعنى أن مدار الأمر على القلوب ومدار الاصطفاء والاجتباء على القلب
فاصطفاء الناس يكون على صفاء ونقاء القلب وتقواه قال تعالى {إن الله يصطفي رسله من الملائكة ومن الناس} وهذا رد على الفلاسفة الذين يقولون أن النبوة مكتسبة بل هي هبة واجتباء من الله .و اصطفاء قال ابن مسعود مفسرا ذلك :'نظر الله إلى قلوب العباد فوجد أصفاها وأتقاها وأنقاها قلب محمد صلى الله عليه وسلم فاصطفاه لرسالته ثم نظر في قلوب العباد فوجد أصفاها و أتقاها وأنقاها قلوب أصحابه فاصطفاهم الله لصحبة نبيه ولنصرة أمته ونشر دعوته
فالقلب أهم ما يهتم به المرء ومدار السرعة و السبق ودخول الجنة من أول وهلة القلوب كما قال عبد الرحمن بن عوف يروونه مرفوعا خطأ وهو موقوف على عبد الرحمن بن عوف
:'ما سبق أبو بكر الناس بكثير صلاة ولا صيام ولكن سبقهم بشيء وقر في قلبه '
في حديث سبعون ألفا من أمتي,الأعمال كلها قلبية الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون محل ذلك كله في القلب
تكفير الذنوب يقف على القلوب وإن عصى المرء وتجرأ وتعدى من ذا الذي لم يزل قط
الدليل على ذلك المرء قد يأتي بحسنات قليلة مع جبال من المعاصي لكن بصدق القلب قصة البغية التي دخلت الجنة في كلب سقته وقصة الرجل الذي قتل مئة نفس وتاب الله عليه
أسوأ القلوب من يحمل على طلبة وأهل العلم فما بالك بالذي يحمل على الأنبياء فالقلب الذي يحمل على المسلمين شيئا فهذا ليس بتقي والقلب الحاسد أبعد القلوب عن الله
فوائد من الآية:
+ ذكر صفة الخلق لله وهي صفة ثبوتية فعلية
+ الجن مكلفون وهم ينقسمون للكافرين وللمؤمنين وكل ما كلفنا به كلفهم الله به
+الفرق بين الحكمة الشرعية والحكمة الكونية والآية تدل على الحكمة الشرعية
ضابط التفريق بينهما:
1-الحكمة الشرعية قد تقع وقد لا تقع-ففي الآية فلم نرى كل الجن قد عبدوا الله وكذلك الإنس.أما الحكمة الكونية فلابد حتما أن تقع قال تعالى :{لا يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد} إذا قضى الله موت أحد انتهى , فلا راد لقضائه سبحانه جل في علاه
2-الشرعية خاصة فيما يحبه الله جل وعلا أما الكونية فقد تكون فيما يحب وفيما لا يحبه عز وجل
الآية اجتمع فيها الضابطان فيها حكمة شرعية قد تقع وقد لا تقع وليعبدون اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه .
الحكمة الشرعية والكونية يتفقان في المطيع أتى بما يحبه الله من التوحيد والعبادة وأيضا كونا أراد الله أن يجعله مسلما مؤمنا
ويفترقان في العاصي يحب الله فيه الإيمان فدعاه لذلك فلم يستجب له.

فضلا أخياتي من كان لديها أي تفريغ لدروس الشيخ التي ألقاها علينا أو مجرد تلخيص لا تبخل به علينا
كي تعم الفائدة والنفع مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم
"وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ"
جزاكن الله خيرا وبارك الله في جهود شيخنا ومشرفاتنا وكل القائمين على هذا الملتقى المبارك

التعديل الأخير تم بواسطة محبة كتاب الله ; 12-01-14 الساعة 11:11 PM
ام خليل وسميه غير متواجد حالياً