عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-15, 05:46 PM   #2
أخت الشهيد سندس
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

الدجال لا يدخل مكة والمدينة

وذلك صيانة لهما وتعظيما لحرمتهما، ودلالة على صحة دين المسلمين، وإظهاراً لعجز الدجال وإبطالا لكفره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( على أنقاب المدينة – مداخلها - ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ) متفق عليه. وفي حديث فاطمة بنت قيس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تميم الداري - رضي الله عنه – أن الدجال قال له: ( فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرّمتان علي كلتاهما ) رواه مسلم .

ولا يقتصر الأمر على منع دخول الدجال فحسب بل لا يدخلها حتى رعبه، فعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، ولها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ) رواه البخاري .

ويخرج للدجال حين نزوله قرب المدينة رجل من مؤمنيها؛ ليبطل دعواه ويظهر دجله وكذبه، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الدجال وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول: الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلّط عليه ) رواه البخاري .

أما منافقو أهل المدينة وكفارها فترجف بهم المدينة فيخرجون إليه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يجيء الدجال حتى ينزل في ناحية المدينة، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق ) متفق عليه .

ومما يَحرُم على الدجال دخوله أيضاً المسجد الأقصى ومسجد الطور، لقوله عليه الصلاة والسلام: ( لا يقرب – أي الدجال - أربعة مساجد مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، ومسجد الأقصى ) قال الهيثمي في المجمع:" رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ".

خوارق الدجال

لا تكمن فتنة الدجال في شكله ولا في لفظه، وإنما فيما يجري على يديه من خوارق وعجائب تفتن الناس وتدفعهم إلى تصديقه واتباعه، فمن عجائبه وخوارقه أن معه ماءً وناراً يخيل للناس أن ماءه يروي، وناره تحرق، بينما الأمر في حقيقته على خلاف ذلك، فماؤه نار، وناره ماء بارد، فعن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الدجال: ( إن معه ماءً وناراً فناره ماء بارد، وماؤه نار ) رواه البخاري . وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما - رأي العين - ماء أبيض، والآخر - رأي العين - نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد ) رواه مسلم .

ومن خوارقه وعجائبه أن معه جبالاً من الخبر، وأنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، ويأمر الأرض أن تخرج كنوزها فتخرج، فقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه: ( يسير معه جبال الخبز، وانهار الماء ) رواه أحمد . وعن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - أن النبي ذكر من فتنة الدجال أنه: ( يأتي القوم فيدعوهم فيكذبونه ويردون عليه قوله، فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم، ويصبحون ليس بأيديهم شيء، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ويصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم – ماشيتهم - كأطول ما كانت ذُرَاً – جمع ذروة وهي أعالي الأسنمة - وأمده خواصر، وأدره ضروعاً، ثم يأتي الخرِبة – الأرض الخربة - فيقول لها: أخرجي كنوزك – مدفونك من المعادن - فينصرف منها فيتبعه كيعاسيب النحل – أي كما يتبع النحل اليعسوب، وهو أمير النحل-، ثم يدعو رجلاً شاباً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين – قطعتين -، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك ) رواه مسلم . ولا شك أنها فتنة عظيمة يسقط في حبائلها كل من لم يتبصّر أمر الدجال وشأنه، أما من قرأ أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن بها فهو أشد ثباتاً، وشأن الدجال عنده سيكون أجلى من الشمس في رابعة النهار .

مدة مكثه

من تخفيف الله على عباده أن قصّر مدة بقاء الدجال، فهو لا يبقى إلا مدة يسيرة، جاء في الحديث ( أنه يمكث في الأرض أربعين صباحاً ) قال الهيثمي في المجمع: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " ، وهذه الأيام ليست سواء وإنما تختلف في مدتها، فقد سأل الصحابة النبي عن مدة لبث الدجال ؟ فقال: ( أربعين يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم . قلنا: يا رسول الله أرأيت اليوم الذي كالسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال: لا، ولكن اقدروا له . قلنا: يا رسول الله فما سرعته في الأرض ؟ قال كالغيث استدبرته الريح ) رواه مسلم . فالحديث دليل على سرعة انقضاء زمن الدجال وسرعة اضمحلال فتنته فما على المسلم إلا أن يصبر فما هو إلا وقت قصير وينقضي، وهذا من رحمة الله بعباده؛ إذ لو طالت مدة الدجال لدخل العنت والمشقة على العباد، ولاستهوى بدعوته الكثير حتى ممن ثبت في بدايتها؛ فإن لطول الزمن أثر بين في تثبيت كثير من الدعاوى الباطلة .


يتبع ،،



توقيع أخت الشهيد سندس
# مالك
إِن الفراق بِ طبعـه ، مـرُّ المـذاقِ كَــ الإكتواء 3/>
أخت الشهيد سندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس