[حياتي بالقرآن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسر الله امر الأخت المستشيرة ويسر أمر كل الأخوات
بداية أختي انصحك بعدم الإلتفات لما قالته لك الراقية فكثيرا ما تلتبس الحالات النفسية بالمس والعين فيرجى عدم التوسع في هذه المسائل لعدم وجود ضابط يضبطها ولااعراض واضحة في الكتاب والسنة بل هي خاضعة للتجربة وكل راقي يذكر الأعراض التي اعتادها في مرضاه ثم يتناقلها الرقاة بينهم ثم العوام وتنتشر ولكن لا يمكن أن يقطع بشيئ لاسيما وقد تتداخل هذه الأمور كثيرا مع الأعراض النفسية فلهذا أنصحك أختي أن تنسي تماما ما قالته الراقية ولاتلتفتي إليه بالمرة ولتعلمي أختي ان غاية ما يمكن للراقي معرفته هو ان الأمر له علاقة بالمس والسحر أو لا لكن ان يقال مرشوش او كذا وكذا مما لاقرينة صريحة تدل عليه فهذا اقرب للتكهن والتخمين منه إلى التشخيص الصحيح المبني على أصوله العلمية لما تقرا عليك من ترقيك وفقط لما تقرا ستظهر لها بعض الأعراض التي تحدد هل الأمر نفسي او حقا مس أو سحر او عين هذا مع مراعاة ان هناك شيء اسمه قابلية الإيحاء والتقمص فلعل المريض من كثرة مشاهدة مثل هذه الأمور كأن يكون حوله بعض من اصيب بهذا او من كثر القراءة والتعمق يبتلى بتوهم الإصابة ويتقبل الأعراض تماما كالمسوس وهذا يعالج بحكمة بحسب الملابسات ولايتسرع في شانه فالأمر ليس بالسهولة التي يتصورها بعض من يمارس الرقية فقد يهدم حياة شخص باكمله بسبب سوء تشخيص او تسرع باخبار المريض ان ما أصابه هو نفسي فقد يحصل له مضاعفات خلاصة القول ارجو ان لا تسترسلي مع هذه الأفكار ولا شيء اسمه طريق مسدود مع الله اقبلي بصدق على الله تعالى واسأليه سؤال مضطر مفتقر لا يرى سواه معينا ويمي وجهك اليه في لهفة فهو القائل : أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ و قال الله عزو جل : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هذا والله أعلم وهو الموفق هذا ما تيسر لي ايراده في هذه العجالة وللحديث بقية ولعله يكون لي عودة ان يسر الله لي