عرض مشاركة واحدة
قديم 21-08-16, 06:32 PM   #1
مريم بنت خالد
معلمة بمعهد خديجة
مشرفة التفسير
t "فأولى لهم طاعةٌ وقول معروف فإذا عزم الأمرُ فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم"




قال العلّامة السّعدي -رحمه الله- في تفسيره:

"وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا" استعجالًا ومبادرة للأوامر الشاقة: "لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ" أي: فيها الأمر بالقتال.
"فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ" أي: ملزم العمل بها، "وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ" الذي هو أشق شيء على النفوس؛ لم يثبت ضعفاء الإيمان على امتثال هذه الأوامر،
ولهذا قال: "
رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ" من كراهتهم لذلك، وشدّته عليهم.

ثم ندبهم -تعالى-إلى ما هو الأليق بحالهم، فقال: "
فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ"
أي: فأولى لهم أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم، ويجمعوا عليه هممهم،
ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم، وليفرحوا بعافية الله -تعالى- وعفوه.
"
فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ" أي: جاءهم أمر جد، وأمر محتم؛
ففي هذه الحال لو صدقوا الله بالاستعانة به وبذل الجهد في امتثاله "
لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ" من حالهم الأولى،

وذلك من وجوه:
منها:
أن العبد ناقصٌ من كلّ وجه، لا قدرة له إلا إن أعانه الله؛ فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده.

ومنها:
أنه إذا تعلقت نفسه بالمستقبل، ضعف عن العمل بوظيفة وقته، وبوظيفة المستقبل،
أما الحال؛ فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره، والعمل تبع للهمة.
وأما المستقبل؛ فإنه لا يجيء حتى تفتر الهمة عن نشاطها فلا يُعان عليه.

ومنها:
أن العبد المؤمِّل للآمال المستقبلة مع كسله عن عمل الوقت الحاضر، شبيهٌ بالمتألّي الذي يجزم بقدرته على ما يستقبل من أمور؛
فأحرى به أن يخذل ولا يقوم بما همّ به ووطن نفسه عليه.

فالذي ينبغي
أن يجمع العبد همَّه وفكرته ونشاطه على وقته الحاضر، ويؤدي وظيفته بحسب قدرته،
ثم كلّما جاء وقتٌ استقبله بنشاط وهمّة عالية مجتمعة غير متفرقة،
مستعينًا بربّه في ذلك، فهذا حريٌّ بالتوفيق والتسديد في جميع أموره.



ا.ه بحذفٍ يسير




توقيع مريم بنت خالد
لا تسألوني عن حياتي فهي أسرار الحياة،
هي منحة .. هي محنة .. هي عالمٌ من أمنيات،
قد بعتها لله ثمّ مضيت في ركب الهداة () *
مريم بنت خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس