عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-14, 12:29 AM   #36
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي





فوائـد مِن حديث
[ كعب بن مالِك ] في قصة تخلُّفِه عن غزةِ تبـوك :

1- أنَّ الإنسانَ لا ينبغي له أنْ يتأخَّرَ عن فِعل الخير ، بل لا بُدَّ أنْ يتقدَّمَ ولا يتهاون أو يتكاسل .

2- أنَّ المُنافِقين يلمِزون المُؤمنين .

3- أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى قد يَمُنَّ على العبد ، فيعصمه مِن المَعصيةِ إذا علِمَ مِن قلبه حُسْنَ النِّيَّة .

4- أنَّ الإنسانَ إذا قَدِمَ بلدَه أنْ يَعمدَ إلى المسجد قبل أنْ يدخلَ إلى بيته فيُصلِّي فيه ركعتين ، لأنَّ هذه سُنَّة الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام القولية والفِعلية .

5- أنَّ كعبَ بنَ مالِك رجلٌ قوىّ الحُجَّة فصيح ، ولكنْ لتقواه وخوفه مِن الله امتنع أنْ يكذبَ ، وأخبرَ النبىَّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - بالحق .

6- أنَّ الإنسانَ المُغضَب قد يبتسِم .
فإذا قال قائل : كيف أعرف أنَّ هذا تبسُّم رِضا أو تبسُّم سَخَط ؟
قُلنا : إنَّ هذا يُعرَفُ بالقرائِن ؛ كتلُّون الوجه وتغيُّره . فالإنسانُ يعرفُ أنَّ هذا الرجلَ تبسَّم تبسُّمَ رِضا بما صَنَعَ أو سخطًا عليه .

7- أنَّه لا يجوزُ للإنسانِ أنْ يُسَلِّم قائِمًا على القاعِد ، لأنَّ كعبًا سلَّم وهو قائِم ، فقال له النبىُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام : ‹‹ تعال ›› .

8- أنَّ الكلامَ عن قُربٍ أبلغ مِن الكلام عن بُعد .

9- كمالُ يقين كعب بن مالِك رضى اللهُ عنه ، حيث أنَّه قال : إنَّني أستطيعُ أنْ أخرجُ بعُذرٍ مِن الرسول ، ولكنْ لا يُمكنُ أنْ أخرجَ منه بعُذر يعذرني فيه اليوم ثُمَّ يغضبُ علىَّ فيه غدًا .

10- إنَّ اللهَ يعلمُ السِّرَ وأخفَى .

11- شِـدَّةُ امتثال الصحابةِ لأمر النبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ودليلُ ذلك : ما جَرى لأبي قَتادةَ مع كعب .

12- أنَّه يجبُ التحرُّز مِن أصحاب الشَّر وأهل السُّوء الذين ينتهزون الضعف في الإنسان والفُرصَ في إضاعتِه وهلاكه .

13- قُـوَّةُ كعب بن مالِك في دين الله ، وأنَّه مِن المُؤمنين الخُلَّص ، وليس مِمَّن قال اللهُ فيهم : (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِىَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ )) العنكبوت/10 .. مِن الناس مَن يقولُ آمنَّا باللهِ ، ولكنْ إيمانُه ضعيف ، إذا أوذِىَ في الله ارتَدّ والعياذُ بالله وفَسَقَ وتركَ الطاعة .

14- شِـدَّةُ هجر النبىِّ - عليه الصَّلاةُ والسَّلام - لهؤلاء الثلاثة ، حتى أنَّه أمرهم أن يعتزلوا نساءهم ، والتفريقُ بين الرجل وامرأته أمرٌ عظيم .

15- وفيه قولُ الرجل لامرأته : الحقي بأهلِكِ ، ليس بطلاق ، لأنَّ كعبًا فرَّق بين قوله : الحقي بأهلك وبين الطلاق . فإذا قال الرجلُ لامرأته : الحقي بأهلكِ ، ولم ينوِ الطلاق ، فليس بطلاق .. أمَّا إذا نَوَى الطلاق ، فإنَّ النبىَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : (( إنَّما الأعمالُ بالنيَّات ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نَوَى )) الحديث . فإذا ما نَوَى بهذه الكلمةِ وأمثالها الطلاق فله ما نَوَى .

16- شِـدَّةُ امتثال الصحابةِ لأمر النبىِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أنَّه رضى اللهُ عنه ما تردَّد ولا قال : لَعلِّي أراجعُ الرسولَ عليه الصلاةُ والسَّلام ، أو قال للرسول الذي أرسله النبىُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ارجع إليه لَعلَّه يسمح ، بل وافق بكُلِّ شئ .

17- أنَّ النبىَّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - كان رحيمًا بأمَّته ، فإنَّه بعد أنْ أمره باعتزال النساء لَهُنَّ ، رَخَّصَ لهِلال بن أمَيَّة لأنه يحتاجُ لخِدمة امرأته .

18- جوازُ حِكايةِ الحال عند الاستفتاء أو الشهادة أو ما أشبه ذلك ، وإنْ كان المَحْكِىُّ عنه قد لا يُحِبُّ أنْ يطَّلعَ عليه الناس ، لأنَّ امرأة هِلال بن أمَيَّة ذكرت مِن حاله أنَّه ليس له حاجةٌ إلى شئٍ مِن النساء .

19- أنَّ الإنسانَ إذا حصل له مِثلُ هذه الحال وهجره الناس وصار يتأذَّى مِن مُشاهدتهم ولا يتحمَّل ، فإنَّه له أنْ يتخلَّفَ عن صلاةِ الجماعة ، وأنَّ هذا عُذر ؛ لأنَّه لو جاء إلى المسجد في هذه الحال سوف يكونُ مُتشوِّشًا غيرَ مُطمئنٍّ في صلاتِه ، ولهذا صلَّى كعبُ بن مالِك صلاةَ الفجر على ظهر بيتٍ مِن بيوتِه .

20- حِرصُ الصحابة على التَّسابُق إلى البُشرى ، لأنَّ البُشرى فيها إدخالُ السرور على المُسلم ، وإدخالُ السرور على المُسلم مِمَّا يُقرِّبُ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لأنَّه إحسانٌ ، واللهُ سُبحانه يُحِبُّ المُحسنين ولا يُضيعُ أجرهم .
فلذلك ينبغي لكَ إذا رأيتَ مِن أخيك شيئًا يَسُرُّه - كأنْ يكونَ خبرًا سارًا أو رؤيا سارّة أو ما أشبه ذلك - أنْ تُبَشِّره بذلك ، لأنَّك تُدخِل السرورَ عليه .

21- أنَّه ينبغي مُكافأة مَن بَشَّركَ بهديةٍ تكونُ مُناسِبَةً للحال .
والمُهم : أنَّ مَن بَشَّركَ بشئٍ فأقلُ الأحوال أنْ تدعوا له بالبِشارة أو تُهدىَ له ما تَيَسَّر ، وكُلُّ إنسانٍ بقدر حاله .

22- مِن السُّنَّةِ إذا أتى الإنسانَ ما يَسُرُّه أنْ يهنأ به ويُبَشَّرَ به ، سواء كان خيرَ دين أو خيرَ دُنيا .

23- لا بأسَ بالقيام إلى الرجل لمُصافحته وتهنئته بما يَسُرُّه ، والقيامُ إلى الرجل لا بأسَ به قد جاءت به السُّنَّة ، وكذلك القيامُ للرجل وأنتَ باقٍ في مكانِك لا تتحرَّك إليه ، فهذا أيضًا لا بأسَ به إذا اعتاد الناس ؛ لأنَّه لم يرد النهى عنه ، وإنَّما النهىُ والتحذيرُ مِن الذي يُقامُ له لا مِن القائِم ، فإنَّه مَن يُقامُ له قال فيه النبىُّ عليه الصلاةُ والسَّلام : (( مَن أَحَبَّ أنْ يتمثَّلَ له الناسُ قِيامًا فليتبوأ مقعده مِن النار )) .
قال أهلُ العِلم : والقِيامُ ثلاثة أقسـام :
الأول : قيامٌ إلى الرجل .. فالقِيامُ إلى الرجل لا بأسَ به ، وقد جاءت به السُّنَّةُ أمرًا وإقرارًا وفِعلاً .

الثاني : قيامٌ للرجل .. هذا لا بأسَ به ، لا سيَّما إذا اعتاد الناسُ ذلك ، وصار الداخلُ إذا لم تَقُم له يُعَدُّ ذلك امتهانًا له ، فإنَّ ذلك لا بأسَ به ، وإنْ كان الأَوْلَى تركُه كما في السُّنَّة ، لكنْ إذا اعتاده فلا حَرجَ فيه .

الثالث : قيامٌ على الرجل .. كأنْ يكون جالِسًا ويقومُ واحِدٌ على رأسه تعظيمًا له ، فهذا مَنهىٌّ عنه . قال الرسولُ عليه الصلاةُ والسَّلام : (( لا تقوموا كما تقومُ الأعاجِمُ يُعَظِّمُ بعضُهم بعضًا )) ، حتى إنَّه في الصلاةِ إذا صار الإمامُ لا يستطيعُ القِيامَ وصلَّى جالِسًا ، فإنَّ المأمومين يُصلُّون جلوسًا ولو كانوا يقدرون على القِيام ، لئلا يُشبِهوا الأعاجِمَ الذين يقومون على ملوكهم .

24- أنَّ مَن أنعمَ اللهُ عليه بنعمة ، فإنَّ مِن السُّنَّةِ أنْ يتصدَّقَ بشئٍ مِن ماله ، فإنَّ النبىَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أقرَّ كعبَ بنَ مالِك على أنْ يتصدَّقَ بشئٍ مِن مالهِ توبةً إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا حَصَلَ له مِن هذا الأمر العظيم الذي كان فخرًا له يومَ القيامة .





توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس