عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-11, 01:27 PM   #43
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


تابع رسائلي الرمضانيّة

رسالة الأخوة في الله .....

أن مما يعمق معاني الأخوة في الله أمور منها
إخبار من أحببته في الله بذلك لما أخرجه أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ)
طلب الدعاء منه بظهر الغيب
فعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لِي وَقَالَ(لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ)
فَقَالَ كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا
التلطف والابتسام في وجه الأخ لقوله صلى الله عليه وسلم
(لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أَخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ وَإِنْ اشْتَرَيْتَ لَحْمًا أَوْ طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ وَاغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ)
أن يكثر من زيارة أخيه بلا إثقال وإنما حسب ماتتهيئ الظروف المناسبة لحديث
(وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ)
تهنئته عند المناسبات السارة وإظهار الفرح والسرور وتعزيته في حال نزول البلايا به والمصائب والوقوف معه،أيها الأحبة في الله إن التفريط في تحقيق معاني الأخوة في الله أدى إلى تفكك المجتمعات وبالتالي ضعفت الأمة بأسرها فاسعوا إلى تحقيق عزة أمتكم من خلال تحقيق معاني الأخوة في الله ليس بينكم وبين من يعيش معكم في قطركم فقط بل لا بد من تحقيقها على مستوى الأمة ككل
المتحابون في الله تغفر ذنوبهم كلما التقوا خرج الطبراني عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال
(إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ذنوبهما ولو كانت مثل زبد البحر)
المتحابون في الله وعدهم الله بظل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله ففي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي)

*******
رسالتي إلى أرباب البيوت

يا معشر الرجال المسلمين ما نصيبكم من خلق الرجولة
الرجولة تعني صفات غاية في الرفعة والمكانة إنها الشجاعة والمروءة والكرم والحلم والنجدة والرعاية والحماية والوفاء ... وبمثل هذه الصفات يتفاضل المسلمون ويعطون من الاحترام والتقدير والثناء الحسن والأحسن أن تنبعث هذه الصفات من معين تقوى الله وحبه وإرضائه ، والأولى أن يحظى أفراد عائلة الرجل بالنصيب الأوفر من هذه الصفات .
ما أجمل أن تكون - أيها الرجل - في بيتك شجاعاً يتلمس أفراد عائلتك الشجاعة بأنواعها في مواقف حياتية مختلفة تمر على العائلة ففي أحد المواقف أنت شجاع الرأي وفي موقف آخر أنت رابط الجأش لا تزلزلك المحن ، وفي موقف آخر أنت تصد ظلماً قد يقع على آخرمستضعف ، ولكن الشجاعة عند بعضهم - مع الأسف - تعني إظهار القوة والعنف للزوجة والأولاد ، وهذا ليس من الرجولة في شيء فكل من يتجبر على الأطفال والزوجة مريض النفس دنيء الطوية منبوذ من القلوب يتمنى من حوله غيابه ، ويستجيرون بالله من حضوره ، ويظهر التأذي منه أكثر في شهر رمضان حيث تزداد إساءته ويسوء خلقه وهو من حكمة الصيام بعيد وعن اكتساب الأجر يحيد
ما جاء الصيام إلا ليجعلنا أتقياء أنقياء نحرص فيه على الثواب ، ونحفظه بسياج الخلق الحسن فإن شهد أهل الرجل أنه في شهر رمضان المبارك أوسع صدراً وأطول بالاً وأكثر استيعاباً للهفوات فإنه يكون قد أدرك الحكمة من الصيام ، وجاهد نفسه ليعدل من سلوكه ، ولذا ينبغي للرجال مراجعة حساباتهم الإيمانية ، فمن ظلم زوجته بتعنيف في الكلام أو ضرب يتناول الوجه والأبدان فليعلم أنه لن يشم رائحة الجنة فهو بعيد كل البعد بسلوكه الذي يستخدمه وبكلامه الذي ينثره كقذائف مدمرة وبنظراته التي تلقي في القلب الرعب
أهكذا تكون الرعاية ؟ أغرك أيها الغافل أنك قوي البنية لديك مال ومركز اجتماعي محترم ألم تعلم أن الله يسمع ويرى ويمهل ولا يهمل ، وغرّك أن أهل بيتك لن يحدثوا بقبيح فعلك فاستأسدت عليهم ... أتحرم زوجتك من الطعام وتأكل منه خارج البيت ما لذ وطاب أنسيت المعروف والفضل بينكما كل هذه السنوات ، وغدوت تبدي الكره والعنف وترتاح وأنت ترى هذه المستضعفة تتحطم نفسياً أمام ناظريك ، دموعها لا تكف ، ونفسها تعف عن الشكوى عليك لكنها على - ما أظن - تشكوك لواحد أحد يرى حالها وغني عن سؤالها فهو الجبار المنتقم الذي للمظلوم ينتصرf'] أما رأيت أن جرثومة صغيرة قد قضت على عتاة قبلك وفتكت بهم فلمَ تتعالى بما وهبك الله على الضعفاء من حولك ؟
يا أرباب البيوت ويامن تفرطون بما وضعكم الله عليه أمناء تعلموا من حياة المسلم الحق الهين اللين في أهله الذي يدخل عليهم والسرورعلى مُحياه والعطف بين جنباته ، والرحمة تكلله ، والسماحة تصاحبه والكلمة الطيبة ترفعه ، وما ذاك إلا لأنه أمين على ما استأمنه الله متابع لسنة نبي الله عليه الصلاة والسلام ، يقدم لحياته الآخرة ويأمل أن يبقى ذكره الحسن حين تُذكر مواقفه بعد مماته فيترحم عليه الناس ويدعون له .

*******
رسالتي الرمضانية إلى ربات البيوت

لله دركنّ من أمهات لهنّ الجنّات - بإذن الله - تحملن بين جوانحكنّ قلباً حيّاً نابضاً بذكر الله ، وعقيدة سليمة تجعل النفس موقنة أن كل شيء بأمر الله يجري ، وبحكمه يسري ، وأن ربنا إله يعبد لما يغزونا به من نعم ، ولأنه أهل للثناء ، وإليه تتوجهن بالدعاء ، قد علمتنّ أن طاعة الزوج من أحسن القربات بعد الخمس من الصلوات المفروضات وصيام شهر القربات ووجدتن أن عليكنّ الكثير من الواجبات والتبعات فتقبلتنّ ذلك بقلوب محبة وجهد دؤوب يشمل العناية بالزوج والأولاد على كافة الأصعدة والمستويات مع القدرة على الصبر والمصابرة لأن الحياة لا تخلو من المنغصات والابتلاءات .
ولكن إذا فقدت النساء هذه المعاني ، وأصبح همهنّ 0 ( الشات ) والأغاني والمسلسلات وعادات تجعلهن أقرب إلى التصابي والتجافي عندها يكون بيتهنّ اقرب إلى الضياع ، وأولادهنّ وإن أطعمتهنّ جياع لافتقارهم إلى الرعاية والقدوة الحسنة .
أيتها الأمهات لا تجعلن عيشكن كداً وجهدكنّ هباء منثوراً ، بل اتخذن من هذه المسؤوليات مطية للجنان والقرب من الرحمن ، ولا تنسين أنفسكن وأنتنّ في غمار الواجبات ، فأعطين انفسكن من خير الدنيا والآخرة ، انتبهن إلى الغذاء الجيد والنوم الكافي والبعد عن القيل والقال وعليكن بحفظ اللسان كي تبقى الحسنات في موازين اعمالكن
انهضن بأحوالكن وارتقين بعقولكن وهذبن أنفسكن وبمثل هذا يرتقي من هم حولكن وبرعايتكن

*******
رسالتي الرمضانيّة إلى المعلم والمعلمة

سلام مني إلى من قام بالتعليم ، وتأمل فيما ينتظره من خير عميم ، ذلك أن من يبغي الخير في التعليم تصلي عليه ملائكة السماء ، وتدعو له الحيتان بالبحر ، ولا ينسى فضله البشر
انت أيّها المعلم تغدو كل يوم في الصباح الباكر وتعود بعيد منتصف النهار وقد قابلت اعداداً كثيرة من الطلبة وزملاء المهنة ، وقد كنت محط الأنظار ومثار الاهتمام والانتباه ، وأعطيت دروساً نطقت بها الكلمات والمواقف وجميع التصرفات ، فأي زاد يجب عليك أن تحمله حتى يستفيد منك الآخرون ؟
أهم تزود هو زادك الروحي ، فحتى تنهض بأحوال من تلقاه ، وترشده إلى الصواب ويصغي إليك بقلبه وعقله فإنك تحتاج إلى طاقة روحية مصدرها علاقتك بربك وتقربك منه والتزامك بأوامره وابتغاء رضاه وسلوكك الذي يطابق كلامك ومعتقدك
ثمّ يلي ذلك نيّك في أن يتخرج على يديك شباب صالحون ، و بالأمة ينهضون ، وللأوطان يخلصون ، وعلى دينهم يحافظون ، وبذلك سينتابك شعور بالرضى والسعادة
والعلم في هذه الأيام مصادره عديدة ، والوصول إلى المعلومة بات يسيراً ، ودورك يقوم على تحفيز المتعلم ، وتزويده بطريقة البحث ، وتعميق حب العلم ، وكيفية التركيز والمذاكرة بعد شرح المادة المقرر بلغة بسيطة وطرق عديدة مشوقة
قد تقول إن ما يصرف الطلبة عن العلم أصبحت وسائلة كثيرة ، والملهيات عديدة وجذابة ، ولكننا نأمل منك أن تكون للنفوس مطمئناً وللعقول منيراً وللهمم محفزاً ، وللمهارات مكتشفاً ، وللمثبطات مزيلاً ، وللأمل غارساً .
ورمضان شهر تكون في النفوس اقدر على التغيير ، والتغيير نحو الأحسن هو الأبقى والأثبت ، فاغتنم هذه الفرصة وكن كالوالد للطلاب رحمة بهم ورأفة وعطاء ، ولعلي ألمس في نفسك تأسفاً لأن وقتك في رمضان ضيّق مع التدريس والتحضير والدوام ، وحسبك أنك على ثغرة من ثغرات الأمة تنشر العلم وتقود الجيل إلى الصلاح والفلاح ، وباستحضار هذه النية ، والعمل على تحقيقها تكون كعابد في محرابه متبتل إلى الله لكن العابد في محرابه يرتقي بنفسه ويكسب ثواب عبادته بإذن الله إلا أنك في مدرستك تفيد العديد ، ويصبح كل عمل رشيد من أعمال طلابك في موازين حسناتك بإذن الله .
فاستحضر أيها المعلم هذا الفضل وامض في عملك راجياً الأجر فلعله يكون في كل خطوةس أو حركةٍ أو سكنةٍ الأجرُ الوفير والزاد النافع .

*******
رسالتي الرمضانية إلى حسُنت خاتمته

يأتي الأجل بلا موعد ولا وجل يأتي أحياناً على عجل وقد يسبقه نذير من مرض أو عجز أو زعل فيدرك المصاب أن الأجل على الأبواب فيراجع حساباته ويستدرك ما فاته وللأيام وللأعمال مع الآجال ارتباط ، فالوفاة في رمضان تعني أنها ساعات رحمة ومغفرة ، والموت ليلة الجمعة أو يومها ثوابه له دليل من الأثر
وحال المتوفى حين وفاته يدل على أمل ، فمن توفي صائماً ، أو في الصلاة قائماً أو ساجداً تناله الغبطة ممن حوله ويستبشر بهذا أهله
ومن توفي محرماً معتمراً أو حاجاً يعطي الأمل لأهله بحسن الختام ، كل هذا بشارات بشارات في آخر الحياة تنبئ عن القبول ، ويؤكدها حسن السيرة والسريرة
إضافة إلى أن بعض من يتوفاهم الله يكون في كلامه ما يحمل البشارة بحسن خاتمته فتسكن نفوس أهله وتطمئن
إن فراق هؤلاء مؤلم لأن من حولهم كانوا ينعمون برفقتهم وبعلمهم أو بعطائهم ، ويمكنك من خلال ساعة وداع الميت أن تستقرئ مدى ألمهم للفراق ، وإذا أصخت السمع تستطيع أن تعلم من خلال العبارات كم كانت للميت في قلوب ذويه ومعارفه من مكانة
ولعل الارتباط العائلي يلعب دوراً في التأثر بهذا الفراق ، فإذا رافقه ارتباط وجداني إيماني لاحظت عمق التأثر والرغبة في متابعة المسيرعلى نهجه وضبط السلوك بما يتناسب مع سيرته
إنني أستطيع أن أسجل عبارات قالها أقرباء من توفوا على الصلاح أحدهم ومثال ذلك : توفي أحدهم وسارت جنازته فقيل إن كثيراً ممن رأى الجنازة أثناء سيرها في الشارع كان يقف ويرفع كفيه بالدعاء ، ومن أنزله إلى القبر كان يقول : إن كان الموت هكذا فيا مرحباً بالموت
مثل هذه المواقف والأقوال تجعل أهل الميت مطمئني البال مستبشرين بحسن المآل .
وقد يتكلم من يحتضر بعبارات أشبه بوصايا كما قالت لي إحدى السيدات التي فقدت والدها منذ اسبوعين أنها كانت تتحدث حديثاً عادياً مع من حولها فقال لهن وهو في سكرات الموت لو ترين ما أرى ما تحرك لسانكن إلا بذكر الله ، وكانت في موته علامات من حسن الختام يؤيدها ما ذكرته قريباته من أعمال صالحة .
ومسلم آخر توفي من يومين كان قد بنى منزلاً ومسجداً واسعاً وكان يهتم بشؤون هذا المسجد كما يهتم بأعماله وقد صلى العصر مع الإمام وبعد التسليم فاضت روحه ورفع إصبعه متشهداً ، فكان كما ذكر الإمام أول مكلف يصلى عليه في مسجده مات وهو صائم مصل حضر الصلاة عليه كل أولاده وبناته وأحفاده وأقرباؤه فكانت دموعهم وعباراتهم تنبئ عن مدى محبتهم وافتقادهم له
والخلق ألسنة الحق تنطق بما رأت وسمعت والملائكة تسجل هذه الشهادات علماً بأن من أحسن العمل لا ينتظر أن يقول الناس عنه بل يكون أمله معلقاً بقبول الله له
ما أروع أن يودع بعضنا بعضاً وقد ترك من الأعمال الحسن ، وترك في النفوس عميق الأثر والتأثير وحسن الختام والمصير .

*******
رسالتي الرمضانية إلى من تصلي في بيوت الله

ما أجمل أن تيمم المرأة صوب بيت الله تبتغي رحمته وفضله ، تضع نصب عينيها أن المزور سيكرم زائره وثواب الجماعة وثواب قيام الليل وحضور مجلس العلم
وأجمل من ذلك أن تنتبه إلى الأمور التي تنقص الأجور أو تنقضها ففي ذهاب المرأة إلى المسجد يلاحظ أمور ينبغي التنبيه إليها منها : عدم الانتباه إلى الاحتشام في اللباس وعدم الحرص على الالتزام باللباس الساتر أو عدم الاكتراث بما تضعه من روائح عطرية أو المشي إلى المسجد دون الانتباه إلى الصوت المرتفع والضحك أحياناً والمرور من طرق تجمع المصلين ، وأما داخل المسجد فلا تفرق بعضهن بين الزيارة العادية وزيارة بين الله فتتحدث مع صويحباتها بما خطر في بالها من كلام وقد ترتفع الأصوات ، وأحياناً الضحكات ، بل أحياناً تتطور الأمور إلى منازعات لسبب أو آخر وأقرب مثال تبريد المسجد وتكييفه فبعض الأجسام تبرد بسرعة وبعضها تشعر بالحر بسرعة ، وبعضهن تأتي بالأطفال الذين لا يدركون معنى حرمة المسجد ، والأسوء من تجعل جوالها على نغمة تصدح بين فينة وأخرى لتعطل على المصليات الخشوع وتثير في أنفسهن الاستياء
لقد بين الله ورسوله أهمية ارتياد بيوت الله ، وآداب هذه الزيارة وعلينا أن نستشعر أهمية هذا المكان وحرمته ، وخاصة حين يصادف زماناً شريفاً كيوم الجمعة أو شهر رمضان المبارك مع التركيز على الهدف من الخروج من البيت
إن فرصاً كبيرة ننال خيرها إذا قصدنا بيت الله ، فبيت في الجنة بالغدو والرواح ، ووعد من الله بإكرام من يتطهر في بيته ويزوره في بيته ، وفضل في زيادة الثواب في صلاة الفرد عنه في صلاة الجماعة بسبع وعشرين ضعفاً وأجر كبير في صلاة الجمعة ومغنم لا يفرط فيه بشروط مخصوصة يعدل عبادة سنة صيامها وقيامها بشرط التغسيل والغسل والمشي إلى المسجد والتبكير قبل أن يقوم الإمام خطيباً وعدم اللغو والإنصات للإمام ، ما أسهلها من شروط وما أعظمها من أجور !
واما ثواب الحجة والعمرة بتأدية صلاة الفجر جماعة والجلوس مع ذكر الله إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين فهو فضل لا ينبغي التفريط في
إن شرف الزمان والمكان والعمل واستثمارهم مغنم وذخر فلا تغفلن عنه واحرصن عليه وشجعن غيركم عليه حتى تجمعوا إلى ثوابكم ثواب من اتبعكم واستنار بقولكم .


*******
رسالتي الرمضانية إلى المحسنين والمحسنات

سلام عليكم يا أصحاب الأيادي البيضاء ، يا من تمسحون دموع الباكين ، وتسدون جوعة الجائعين ، وتكسون الفقراء بين حين وحين ، وتدخلون الفرحة على القلوب الحزينة ، وتكفّون المحتاج عن سؤال البخلاء واللئيمين ، وتسهلون درب التعلم والمتعلمين .


يا لوجوهكم البيضاء ما الذي بيضها ؟ ! إنكم بعيونكم نظرتم إلى حال الفقير ، وبأذنيكم سمعتم منه الشكوى والأنين ، وبألسنتكم طيبتم الخواطر فقدمتم الخير الوفير .

هل كان دافعكم إلى الإحسان آيات الذكر الحكيم التي تثني على من أنفق ماله فغدت حسناته سنابل تتضاعف ؟ أم أخذتم عبرة من قصة أصحاب الجنّة في القرآن الكريم حين منعوا العطاء عن المساكين فخسروا دنيا ودين فما كان منكم إلا أنكم حصنتم أموالكم بالصدقات ؟ أم أنكم خشيتم على أعراضكم فعلمتم أن الصدقة تحفظها وتصونها فقدمتموها لله خالصة ، أم خفتم من غضب الله فقدمت الصدقات إسراراً ، أم أن الأخوة بالدين دفعتكم إلى مد يد العون للقريبين والبعيدين ؟ .

أيها المحسنون ... أنتم تجار ماهرون تعلمون مصادر الربح ، وأن الصدقات لا تنقص المال بل تزيده ، وأن ما أنفقتم في الصدقات هو ذخر لكم في الحياة وفيما بعد الممات ، لقد وجدتم العمر قصيراً ، والعمل قاصراً أن يوفي شكر الله على نعمه ، فأحدثتم مشاريع تضمن لكم جريان ثواب العمل وإن قطع حياتكم الأجل ، فهناك يسرتم حفر بئر ، وهنا علمتم جاهلاً ، وفي ذاك المكان أنفقتم على يتيم فكففتم عنه مذلة السؤال ، وهنا نشرتم العلم وبنيتم مؤسساته ، وهناك ساهمتم بعلاج مريض أوشك الألم أن يذهب به .
أيها المحسنون : منكم نتعلم كيف يكون المال أداة لسعادة الإنسان ، فالغني الشاكر بالمال يسعد ويُسعد المحروم ، لقد رسا في وجدانكم أن هذا المال لله أودعه في أيديكم ليعلم كيف أنتم به فاعلون ؟

لقد اجتهدتم أن يكون مالكم حلالاً حتى يقبل الله صدقاتكم ، وأنفقتموه على عيالكم فوسعتم النفقات بقدر ما وسع الله عليكم ورأيتم أن شكركم لله على ذلك لا يكون إلا بالإنفاق فبدأتم بمن تعولون ، وأحصيتم من الفقراء الأقرباء مَن تعرفون فكان وصالكم لهم بالمال بعد زيارتهم شكراً للمنعم وبالشكر تدوم النعم وتدفع النقم .

إنكم لم تعيشوا لأنفسكم بل تعدت اهتماماتكم إلىى أبناء وطنكم فتحسستم حاجاتهم ، وأمددتموهم بما تستطيعون ، وأنتم الآن تفرحون ، ففي كل عام نصيب الفقراء من الزكاة تزيد نسبته من أموالكم ، وهذا يعني نماء في أموالكم وصحة في ابدانكم وسعادة في قلوبكم .

أنتم – أيها المحسنون - أكثر الناس تنعماً وفرحة بالعيد لأن أكفّ من أحسنتم إليهم وألسنتهم تلهج بالدعاء لكم أن يسعدكم الله كما أدخلتم السرور عليهم وأن يزيدكم من فضله .

بشرى لكم هذه الحسنات التي تزيد قلوبكم رقة وتفكيركم دقة فتزيد الهمة وتدفع النقمة وتقربكم إلى الله والناس محبة .

*******
رسالتي في وداع شهر رمضان

كما أتى رمضان بالبشرى و بالفرحة يودعنا تاركاً لنا فرحة العيد

أتى رمضان وفي أزمنته وفرة من العطايا كالمغفرة ومضاعفة الثواب لمن أطاع وأناب ، أيقظ الغافلين ونبه الشاردين وآنس قلوب الطائعين ، وشد من الهمم ورفعها إلى القمم

غيّر رمضان الكثير من نفوسنا فقد جلا صدأ قلوبنا ، وفك أغلال نفوسنا ، ومسح مسحة الحزن - على اختلاف مسبباته - بفرحة ينالها الصائم عند فطره ويأمل بأخرى عند لقاء ربه

غيّر رمضان العديد من عاداتنا فغدت تبعاً لما جاء به الدين وما فعله سيد المرسلين ، وكانت من قبل تحكمها أهواء شخصية أو أعراف اجتماعية

غيّر رمضان سلوكنا مبيناً أن تغيير السلوك ممكن فكل صائم اتجه في معاملاته مع الآخرين صوب اللين والرفق خوفاً على ثواب الصيام من الضياع وكان من قبل الصيام فظاً غليظ الطباع

غيّر رمضان ترتيب حياتنا من حيث اليقظة الطعام والمنام ، فغدا بعضنا يقول قد كنت مفرّطاً في النوم عن صلاة الفجر وآخر يقول : كيف لا أكرم نفسي بقيادتها نحو ما ينفعها من تحصيل الثواب ؟

عاش بعضنا تجارب في التعامل مع نفسه حيث تأملها وعرضها على ما تلا من الآيات فسلك بها سبيل الرشاد ، وجرب التعامل مع الناس بالحسنى والإحسان فارتاح خاطره واطمأن قلبه

جرّب كل منا أن يكون قريباً من الله بالتسبيح تارة وبتلاوة القرآن الكريم تارة أخرى ، ثم بمد يد العون للآخرين فغدا مبتعداً عن ثقل الأبدان ، ولمس طهارة الأرواح ، وأنس بمن حوله وهم يؤدون ما يؤدي ويحرصون على ما يحرص

وفي الوقت نفسه شعر بالاغتراب من حرم نفسه من هذه الخيرات .

ومما ساعد على هذا التغيير جهود العلماء والدعاة الذين تنوعت منابتهم واتحدت عقيدتهم ، ونوعوا من أساليبهم لتناسب كل الفئات والأذواق والاهتمامات

وكما يودع الحبيب حبيبه نودعك إلى آخر لحظة ، نبكي لفراقك ، نجدد العهد على متابعة المسير ، ونعيش أملاً في لقاء قادم تأتي إلينا فيه كعادتك بالبشر والفرحة والأمل ، وسنردد ذكرياتك المحببة إلى نفوسنا ، وسنحتفظ بمكتسباتنا التي جنيناها في أيامك المشرقة ولياليك المنورة ، نخجل أن تعود إلينا وترانا قد فقدنا هذه المكتسبات ، وقادتنا أنفسنا إلى المهلكات ، نخجل أن تعود فلا ترى أثراً لعمارة الأرض من جد أيدينا وعرق جبيننا ، نخجل أن تعود لترانا قد وقع بيننا وبين من حولنا خصام بعد أن علمتنا سبل الوئام .

سنستقبل العيد بفرحة الطائعين وأمل المذنبين بالعفو يوم الدين فرحة مجردة لا دخل لها بظروفنا ، وجوائزنا تنتظرنا في طريقنا لصلاة العيد من الملائكة المطهرين ، ستزداد فرحتنا وتتضاعف برؤية الفرحين في هذا اليوم من مصلين وأطفال أسعدتهم ملابسهم وما جمعوه من مال وما نعموا به من رعاية أسرية وبرؤية المساكين الذين شعروا بالأخوة والتضامن وسنتعلم أن الفرح لا يأتي إلا بعد طاعة وأن الفرحة يعبر عنها بأعمال تخلو من المعاصي .

وكل عام والأمة الإسلامية بخير

المصدر: شبكة مشكاة













توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً