السرحان في الصلاة...

[سحابة ود]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

شيخنا الفاضل عندي مشكلة وهي السرحان في الصلاة و انشغال الفكر ولا أعلم كيف أتخلص منه لأنني

أحس إن صلاتي لاتقبل بسبب كثر السرحان فجزاك الله خيراً ورزقك الجنان أعطني الحل لهذا السرحان

وكيف أتخلص منه في صلاتي؟.

فتح الله عليك ويسر أمورك

لاتنسونا من صالح دعواتكم

[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
هذه أهم الخطوات العملية للتخلص من السرحان في الصلاة:
أولا: استشعر عظمة من تقف بين يديه، وتأمل حالك وأنت تقف بين يدي مديرك، أو الأمير، وبين وقوفك بين يدي الله، وسوف تستحي والله من نفسك، ومن إعراضك عن الله، وإقبالك على مخلوق مثلك.
ثانيًا: تأمل في كل كلمة تقولها، من التكبير إلى التسليم.
ثالثًا: ليقع في قلبك أن الله قريب منك، وأنه قد رفع الحجاب بينك وبينه، وأنه يرد عليك في قراءة الفاتحة، كما جاء في الحديث الصحيح القدسي، أن الله تعالى قال: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فإذاقال: الحمد لله رب العالمين: قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله: هذه بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذه لعبدي، ولعبدي ما سأل)).
رابعًا: لا تطول في الصلاة كثيرًا، وأقتصر على الواجبات وبعض المستحبات، فإن تطويل الصلاة قد يدخل المصلي في السرحان، فعن أبي رجاء العطاردي قال: قلت للزبير بن العوام: ما لي اراكم يا أصحاب محمد من أخف الناس صلاة؟ قال: نبادر الوسواس.
هذا مع أن التطويل مستحب في الأصل، ولكن عند وجود ما يعارضه من السرحان والوسواس فإنه يكون غير مستحب، بل الواجب هو المحافظة على الخشوع وحضور القلب، ولو مع قصر الصلاة.
خامسًا: أقطع التفكير من أول ما يرد إليك، ولا تستمر معه، وهكذا كلما ورد عليك، ومع أن هذا قد يكون شديدًا، لكن لا بد من مجاهدة؛ فإن إبليس أهم ما عليه أن يفسد عليك صلاتك.

وعسى الله أن يعينك على الإحسان في صلاتك.
والله أعلم.