العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة الدورات والمسابقات العلمية > المسابقات العلمية والأدبية

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-09, 09:46 PM   #1
فتاة التوحيد
~مشارِكة~
افتراضي

من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ :﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ(الأنبياء:30)
تشير هذه الآيةالكريمة إلى حقيقتين من حقائق هذا الكون ، تدلان على إلهية الله تعالى ووحدانيته ، وأنه لا مبدع ولا خالق سواه : الأولى منهما تتعلق بوحدة هذا الكون العجيب الصنع . والثانية تتعلق بسرِّ الحياة في هذا الكون الفسيح .
والخطاب في الآية الكريمة يراد به عموم الذين كفروا ، وإن كان في حقيقته موجهًا لليهود ؛ لأنهم المعنيون به ، فهم الذين كفروا بوجوده سبحانه وبقدرته وسرِّ صُنعه ؛ ولهذا أنكر الله عز وجل عليهمكفرهم بآياته ، في أول الآية بقوله تعالى :﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ ، ثم وبَّخَهم على كفرهم في آخرها بقوله تعالى :﴿أَفَلَا يُؤْمِنُونَ، فجاء آخر الآية مُطابقًا لأولها. أي: أفلا يكفِهم ذلكدليلاً على الإيمان!!
أما الحقيقة الأولى فيشير إليها الشِّقُّ الأول من الآية الكريمة ؛ وهو قوله تعالى :﴿ أََوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾.
أي: أولم يرَ هؤلاء أن السموات والأرض ، كانتا منضمتين إلى بعضهما . أي : ملتحمتين ، لا فضاء بينهما ، ففصلناهما عن بعضهما . أي : كانتا كرة واحدة ، ثم انفصلتا بإرادة الله وقدرته !
أخرج الطبري عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال :«كانتا ملتصقتين» . وعن عبيد بن سليمان ، قال :« سمعت الضَّحَّاك يقول في قوله تعالى :﴿ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ ، كان ابن عباس يقول :كانتا ملتزقتين ، ففتقهما الله » .
وقالالبَغَوِيُّ :« قال ابن عباس- رضي الله عنهما- وعطاء وقتادة : كانتا شيئًا واحدًا ملتزقتين ، ففصلنا بينهما بالهواء » .
والرَّتْقُ في اللغة : السَّدُّ . والفَتْقُ : الشَّقُّ . يقال منه : رَتَقَ فلان الفَتْقَ : إذا سَدَّه ، فهو يرتقه رَتْقًا ورُتًوقًا . ومن ذلك قيل للمرأة التي فرجُها ملتحمٌ : رَتْقَاءُ .
وقوله تعالى :﴿ أََوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾استفهام إنكاري ، الغرض منه : التنبيه ، أو التذكير . وكوْنُه كذلك يقتضي أن ما بعده قد وقع ، وعلم به الناس إما عن طريق المشاهدة ، أو عن طريق السماع ؛ كما في قوله تعالى :﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ( يس : 77 ) . فهذا تنبيه وتذكير للإنسان ، ممسوق لبيان بطلان إنكارهم البعث بعدما شاهدوا في أنفسهم ما يوجب التصديق به . وقيل في تفسير قوله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بٍأًصْحَابِ الْفِيلِ ( الفيل : 1 ) : الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو وإن لم يشهد تلك الوقعة ؛ لكن شاهد آثارها ، وسمع بالتواتر أخبارها ؛ فكأنه رآها .
وكذلك قوله تعالى :﴿ أََوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ يقتضي أن الذين كفروا رَأَوْا هذه الظاهرة العجيبة ؛ إما عن طريق المشاهدة . أو عن طريق السماع . ولو لم يكونوا شاهدوها حقًّا ، أو سمعوا بها ، لما جاز خطابهم بهذا الخطاب الذي يقتضي أن ما بعده قد وقع، وأنهم شاهدوه ، أو شاهدوا آثاره وسمعوا به . ويدلك على ذلك ما ذكره الفخر الرازي عند تفسير هذه الآية الكريمة من قوله :« اليهود، والنصارى كانوا عالمين بذلك ؛ فإنه جاء في التوراة : إن الله تعالىخلق جوهرة ، ثم نظر إليها بعين الهيبة ، فصارت ماء ، ثم خلق السموات والأرض منها ، وفتق بينهما . وكان بين عَبَدَةِ الأوثان ، وبين اليهود نوع صداقة بسبب الاشتراك في عداوةمحمد صلى الله عليه وسلم ، فاحتج الله تعالى عليهم بهذه الحجة بناء على أنهم يقبلونقول اليهود في ذلك » .
والخطاب في الآية الكريمة لم يكن مقتصرًا على الكفار في عصر النبوة من اليهود والنصارى ، وغيرهما ؛ لأن المراد به العموم ، فيشمل الكفار في كل زمان ومكان . فإن لم تكن الرؤية قد تحققت للكفار في العصور القديمة ، فقد تحققت لهم في عصرنا هذا ، فرأوا بأعينهم هذه الظاهرة العجيبة التي أخبر الله تعالى عنها منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة مضت .
ومذهب المفسرين أن الاستفهام في الآية الكريمة للتقرير ؛ ولهذا قال الزمخشري :« فإن قلت : متى رأوْهما رَتقًا ، حتى جاء تقريرهم بذلك ؟ قلت : فيه وجهان : أحدهما : أنه واردٌ في القرآن الذي هو معجزة في نفسه ، فقام مَقام المَرْئِيِّ المُشاهَد . والثاني : أن تلاصق الأرض والسماءوتباينهما ، كلاهما جائزٌ في العقل ؛ فلا بدَّ للتباين دون التلاصق من مخصِّص ، وهو القديم سبحانه » .
وحَمْلُ هذا الاستفهام على التقرير لا يستقيم مع المعنى المراد من الآية الكريمة ؛ لأن التقرير هو حَمْلُ المخاطب على أمر قد استقرَّ عنده ، وعلم به ثم جَحَدَه . وهؤلاء لم يَجْحَدوا ما علموا به ، ولم ينكروا ما رأوه ؛ ولكنهم بدلاً من أن يؤمنوا كفروا عنادًا واستكبارًا . وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى :﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ( البقرة : 89 ) .
وهذا ما أنكره الله تعالى عليهم بقوله :﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا.. ﴾ ؟ لأن المتوقع ممن شاهد آثار هذه الظاهرة الكونية ، و سمع بها أن يعترف بوحدانية الخالق جل وعلا وقدرته ، وأن يؤمن به ولا يشرك به أحدًا من خلقه ؛ ولهذا أنكر سبحانه وتعالى عليهم كفرهم به ، ثم وبخهم عليه في نهاية الآية بقوله :﴿أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ؟
ولهذا لا يجوز حمل هذا الاستفهام على استفهام التقرير ؛ لما ذكرنا من أن التقرير هو حمْل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد علمه واستقرَّ عنده ، ثم جحد به عنادًا واستكبارًا ، يبين ذلك قوله تعالى :﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ *وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً( النمل : 14 ) .
ويؤكِّد العلماء المعاصرون من الكفار خاصة في أبحاثهم على أن الكون كله كان شيئًا واحدًا متصلاً من غاز ، ثم انقسم إلى سَدائمَ ، وأن عالمَنا الشمسي كان نتيجة لتلك الانقسامات . والسَّدائمُ جمع سَديمٍ ، يراد به السحب ،ويطلق فَلَكِيًّا على مجموعة هائلة من النجوم .
ويؤيدون أقوالهم بأنهم استدلوا على أن الشمس تتألف من سبعة وستين عنصرًا من عناصر الأرض ، وأن عناصر الأرضتبلغ اثنين وتسعين عنصرًا ، وسيزيد المستدل عليه من العناصر في الشمس ، إذا ما ذللت الصعوبات التي تقوم في هذا الشأن . ومن هذه العناصر : الهيدروجين ، والهليوم، والكربون ، والآزوت ، والأوكسجين ، والفسفور ، والحديد .. الخ . وقد استدلوا على ذلك كله بالتحليل الطيفي ؛ وهو الذي يستدل به الكيمّاويون اليوم في معاملهم على ماتحتويه المواد الأرضية من عناصر ، يكشفون عن نوعها ومقدارها . فالعناصر التي فيالشمس هي عينها في الأرض ، والشمس نجم يتمثل فيه سائر النجوم . والنجوم هي الكون . وهذا يعني : أن العناصر التي بُنِيَ فيها الكون على اختلافها هي عناصر واحدة . هذامن جهة .ومن جهة أخرى ، فإن النيازك هي الأشياء الملموسة الوحيدة التي حصل عليهاالعلم من الفضاء الخارجي ، فقد لاحظ العلماء أن أكثر العناصر شيوعًا في الأرض هيالعناصر الشائعة في النيازك الحجرية .
وأما الحقيقة الثانية- وهي سِرُّ الحياة- فقد أشار إليها الشق الثاني من الآية الكريمة ؛ وهو قوله تعالى :﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ . أي : أوجدنا من الماء كل شيء حيٍّ ، وكوَّناه بقدرتنا .
وقال تعالى :﴿وَجَعَلْنَا ﴾ ، ولم يقل :﴿خَلَقْنَا ﴾ ؛ لأن جعل لفظ عام في الأفعال كلها . ولمَّا كان قوله تعالى:﴿ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ مرادًا به عموم المخلوقات ، ناسب التعبير عنهبفعل يدلُّ على العموم .
وقال تعالى هنا :﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ، وقال في سورة النور :﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء ﴾( النور : 45 ) ، فأتى بلفظ الماء في الأول معرفة ، وفي الثاني نكرة .
أما تعريفه في الأول فلأن المعنى : أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس الذي هو الماء ، فجاء ذِكْرُ الماءِ- هنا- معرَّفًا بأل الجنسية ؛ ليشمل أجناس المخلوقات المختلفةالأنواع .
وأما تنكيره في الثاني فلأن المعنى : أن الله سبحانه خلق كل دابة من نوع مخصوص من الماء ؛ وهو النطفة ، ثم خالف بين المخلوقات بحسب اختلاف نطفها : فمنهاهوامٌ ، ومنها ناسٌ ، ومنها بهائمٌ ؛ كما قال تعالى :﴿ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ﴾( النور : 45 ) .
وتحرير الفرق بين القولين : أن الغرض من الأولإظهار الآية بأن أشياء متفقة في جنس الحياة ، قد تكونت بالقدرة من جنس الماء المختلف الأنواع .
أما الغرض من الثاني فهو إظهار الآية بأن شيئًا واحدًا ، قد تكونت منه بالقدرةأشياء مختلفة .. فتأمل أسرار الله تعالى في خلقه ، وفي كلامه الذي سجد لبلاغته وفصاحته البلغاء والفصحاء .
فريق النــــــــــــــــقاء
محمد إسماعيل عتوك



توقيع فتاة التوحيد
[CENTER][FONT=System][SIZE=4][COLOR=black]قالوا التاخر والتخلف فى الحجاب[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[CENTER][COLOR=darkred][FONT=Times New Roman][SIZE=4]قالوا الرشاقة والتطور فى غياب ...نادوا بتحرير الفتاة والفوا فيه الكتاب[/SIZE][/FONT][/COLOR][/CENTER]
[CENTER][FONT=comic sans ms][FONT=times new roman][SIZE=4][COLOR=darkred][/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT] [/CENTER]
[CENTER][FONT=times new roman][FONT=times new roman][SIZE=4][COLOR=darkred]رسموا طريقا ً للتبرج لا يضيعه الشباب ...يا اختنا هذا نباح الحافظين من الذئاب[/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=#8b0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [/CENTER]
[CENTER][FONT=times new roman][FONT=comic sans ms][COLOR=darkred][SIZE=4][FONT=times new roman]يا اختنا صبرا تذوب ببحره كل[/FONT][FONT=times new roman] الصعاب...يا اختنا انت ِ العفيفة والمصونة بالحجاب[/FONT][/SIZE][/COLOR][/FONT][/FONT][/CENTER]
[CENTER][SIZE=4][/SIZE] [/CENTER]
[CENTER][FONT=times new roman][SIZE=4][COLOR=darkred]فليقولوا ما يقولوا فليس هناك شيء يحفظ للمرأة كرامتها وعرضها وعزتها [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=times new roman][COLOR=darkred][SIZE=4]مثل [COLOR=black]الحجاب[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/FONT][/CENTER]
فتاة التوحيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حملة إجازة صيفية مفيدة .. رقية مبارك بوداني النشرات الدعوية 18 20-06-13 08:14 PM
-::[ ألوان × ألوان ]::- جرافيكسـ قسم التصميم 24 20-02-08 01:31 AM


الساعة الآن 11:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .