العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أقسام معهد العلوم الشرعية الدراسية ๑¤๑ > || المستوى الأول || > حلية طالب العلم > أرشيف الفصول السابقة

الملاحظات


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-09, 02:09 AM   #1
أم بسملة المصرية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي تفريغ مقرر الاختبار السادس للحلية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حيا الله طالبات العلم

تفريغ مقرر الاختبار السادس

الشريط التاسع
وجزء من الشريط العاشر



التحلي بالعمل


يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :


44- من علامات العلم النافع:


تساءل مع نفسك عن حظك من علامات العلم النافع، وهي:


1- العمل به.


2- كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق.


3- تكاثر تواضعك كلما ازددت علما.


4- الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا.


5- هجر دعوى العلم.


6- إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس، تنزها عن الوقوع بهم.



شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :


هذه من علامات العلم النافع:


أولا: العمل به: وهذا بعد الإيمان, أن تؤمن بما علمت ثم تعمل, إذ لا يمكن عمل إلا بالإيمان, فإن لم يوفق الإنسان لذلك بأن كان يعلم الأشياء ولكن لا يعمل بها, فعلمه غير نافع, لكن هل هو ضار أم لا نافع ولا ضار ؟ بل هو ضار, لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "القرآن حجة لك أو عليك" , ولم يقل: لا لك ولا عليك, فالعلم إما نافع وإما ضار.



والثاني: يقول " كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق ": وهذا ابتلي به بعض الناس, فيزكي نفسه, ويرى أن ما قاله هو الصواب, وأن غيره إذا خالفه فهو مخطئ, وما أشبه ذلك. كذلك يحب المدح, تجده يسأل: ماذا قالوا لما تحدثوا عني؟, وإذا قالوا أنهم مدحوك انتفخ وزاد انتفاخه, حتى يعجز جلده عن تحمل بدنه, كذلك التكبر على الخلق, بعض الناس _والعياذ بالله_ إذا أتاه الله علما تكبر, الغني بالمال ربما يتكبر, ولهذا جعل النبي _ صلى الله عليه وسلم_ العائل المستكبر من الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم , لأنه ليس عنده مال يوجب الكبرياء, لكن العالم لا ينبغي أن يكون كالغني, كلما ازداد علما ازداد تكبرا, بل ينبغي العكس, كلما ازداد علما ازداد تواضعا, لأن من العلوم التي يقرؤها أخلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وأخلاقه كلها تواضع للحق وتواضع للخلق, لكن على كل حال إذا تعارض التواضع للخلق أو للحق, أيهما يقدم؟ يعني: بمعنى أنك تتواضع لإنسان يسب الحق ويصرح بمعاداة من يعمل به, فهنا لا تتواضع له, تواضع للحق, وجادل هذا الرجل, حتى وإن أهانك أو تكلم فيك فلا تهتم به, لابد من نصرة الحق.



ثالثا: تكاثر تواضعك كلما ازددت علما: وهذا في الحقيقة فرع من الثاني, يعني تكره التكبر على الخلق, وينبغي كلما ازددت علما أن تزداد تواضعا.



رابعا: الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا: هذه أيضا قد تكون متفرعة على كراهية التزكية والمدح. يعني: لا تحاول أن تكون رئيسا لأجل علمك, لا تحاول أن تجعل علمك مطية إلى نيل الدنيا, فإن هذا يعني أنك جعلت الوسيلة غاية, والغاية وسيلة. ولكن هل يعني ذلك لو أنك كنت تجادل شخصا لإثبات الحق, هل ينبغي أن تعتبر نفسك فوقه أو دونه؟ هل أنتم فاهمين؟ إنسان يجادلني, أنا أريد إثبات الحق, وهو يريد إثبات الباطل, هل الأفضل أن تشعر بأنك دونه أو بأنك فوقه؟ فوقه , لأنك إذا شعرت بأنك دونه ما استطعت أن تجادله, لكن إذا شعرت أنك فوقه من أجل أن الحق معك, فإنك حينئذ تستطيع أن تسيطر عليه.



خامسا: هجر دعوى العلم: يعني معناه ألا يدعي العلم, ألا يقول: أنا عالم.


أنا ابن جلا و طلاع الثنايا ............................ متى أضع العمامة تعرفوني


كلما كان في مجلس تصدر المجلس, وإذا أراد أحد أن يتكلم قال: اسكت أنا أعلم منك , هذا لا ينبغي, واعلم أن من ادعى العلم فهو جاهل, وربما يفشل ويخزى في مكان يحب أن يكون فيه عزيزا.



سادسا: إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس: أن أسيء الظن بنفسي, لأنها ربما تغره, وتأمره بالسوء, فلا يحسن الظن بالنفس, وكل ما أملت عليه أخذ به.


أما قوله "إحسانه بالناس" فهذا يحتاج إلى تفصيل, الأصل إحسان الظن بالناس, وإنك متى وجدت محملا حسنا لكلام غيرك فاحمله عليه, ولا تسيء الظن, لكن إذا علم عن شخص من الناس أنه محل لإساءة الظن, فهنا لا حرج أن تسيء الظن من أجل أن تحترز منه, لأنك لو أحسنت الظن به لأفضت إليه كل ما في صدرك, ولكن ليس الأمر كذلك. ولعل قوله "تنزها عن الوقوع بهم" أنه أراد بقوله "إحسانه بالناس" ألا يأخذ الناس بالتهمة والظن فيتكلم فيهم بما لا يثبت عنده. على كل حال ربما يقال أيضا: وينبغي للعالم أن يكون كريما سخيا في علمه, يبذله كلما احتاج الناس إليه, ولا يقل: أخشى أن أكون ثقيلا على الناس. مدام الناس محتاجين إلى بيان العلم فبين, وإذا علم الله من نيتك أنك تريد نشر العلم وبيان ما قد يكون مشكلا على الناس, فإن الله يخفف كلامك على الناس ولا يستثقلونه.




أم بسملة المصرية غير متواجد حالياً  
قديم 03-05-10, 12:24 PM   #2
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
وقد كان عبد الله بن المبارك إذا ذُكر أخلاق من سلف ينشد:
لا تعرضنَّ بذكرنا مع ذكرهم ................... ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
صحيح.
45- زكاة العلم:
أدِ زكاة العلم, صادِعا بالحق، أمَّارا بالمعروف, نهَّاء عن المنكر، موازنا بين المصالح والمضار، ناشرا للعلم، وحب النفع، وبذل الجاه، والشفاعة الحسنة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي _ صلى الله عليه وسلم_ قال :"إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". رواه مسلم وغيره.
قال بعض أهل العلم: هذه الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه، فبذله صدقة ينتفع بها، والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه.
فاحرص على هذه الحلية، فهي رأس ثمرة علمك, ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق، وآفته الكتمان.
ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة ورفع لواء الرذيلة.
شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
هذه زكاة العلم, تكون بأمور:
الأمر الأول: نشر العلم, هذه من زكاته, كما يتصدق الإنسان بشيء من ماله, فهذا العالم يتصدق بشيء من علمه, وصدقة العلم أبقى, وأبقى دواما, وأقل كلفة ومئونة, أبقى دواما لأنه رُبَّ كلمة من عالم تسمع ينتفع بها أجيال من الناس, ومازلنا الآن ننتفع بأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه, ولم ننتفع بدرهم واحد من الخلفاء الذين كانوا في عهده, وكذلك العلماء ننتفع بكتبهم وعلومهم, فهذه زكاة, وأي زكاة, وهذه الزكاة لا تنقص العلم بل تزيده.
يزيد بكثرة الإنفاق منه ………………………….…. وينقص إن به كفًّا شددت
تزيده وتنميه, هذه من زكاة العلم.
ومن زكاة العلم أيضا: العمل به, لأن العمل به دعوة إليه بلا شك, وكثير من الناس يتأسون بالعالم في أخلاقه وأعماله, أكثر مما يتأسون بأقواله, وهذا لا شك زكاة, زكاة, وأي زكاة, لأن الناس يشربون منها ويردون إليها فينتفعون.
ومنها أيضا ما قاله المؤلف: أن يكون صداعا بالحق, وهذا من جملة النشر, لكن النشر قد يكون في حال السلامة وحال الأمن على النفس, وقد يكون في حال الخطر, فيكون صداعا بالحق.
ومنها _أي من تزكية العلم_ وهو الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا شك أنه من زكاة العلم, لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عارف بالمعروف وعارف بالمنكر, ثم قائم بما يجب عليه نحو هذه المعرفة, وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول _ رحمه الله وعفا عنه_: (أدِ زكاة العلم, صادِعا بالحق، أمَّارا بالمعروف, نهَّاء عن المنكر، موازنا بين المصالح والمضار) , ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أول من يُطالَب به هم أهل العلم, لأن الله تعالى حمَّلهم العلم, والعلم لابد له من زكاة. والمعروف: كل ما أمر الله به ورسوله. والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله. موازنا بين المصالح والمضار: أي مصالح الأمر ومضاره, لأنه قد يكون من الحكمة ألا تأمر, و قد يكون من الحكمة ألا تنهى, حسب ما تقتضيه المصلحة, فالإنسان ينظر إلى المصالح والمضار.
وقوله (ناشرا للعلم وحب النفع) يعني تنشر العلم بكل وسيلة للنشر, من قول باللسان, وكتابة بالبنان, وبكل طريق. وفي عصرنا هذا سهَّل الله سبحانه وتعالى الطرق لنشر العلم, فعليك أن تنتهز هذه الفرصة, من أجل أن تنشر العلم الذي أعطاك الله إياه, فإن الله تعالى أخذ على أهل العلم ميثاق أن يبينوه للناس ولا يكتمونه, ثم ساق المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الإنسان إذا مات "انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له", والشاهد من هذا الحديث قوله " أو علم ينتفع به ".
يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
قال بعض أهل العلم: هذه الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه، فبذله صدقة ينتفع بها، والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه.
شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
هذا قصور, والصواب خلاف ذلك, المراد بالصدقة الجارية صدقة المال, وأما صدقة العلم فذكرها بعدُ بقوله " أوعلم ينتفع به أو ولد صالح " المراد به الولد بالنسب, لا الولد بالتعليم. فحمل الحديث على أن المراد بذلك العالم يُعلم فيكون صدقة ويبقى علمه بعد موته فينتفع به ويكون طلابه أبناء له, فهذا لا شك أنه تقصير في تفسير الحديث. والصواب: أن الحديث دل على ثلاثة أجناس مما ينتفع به الإنسان بعد موته, وهي الصدقة الجارية المستمرة, لأن الصدقة إما جارية وإما مؤقتة, فإذا أعطيت فقيرا يشتري طعاما, فهذه صدقة لكنها مؤقتة, وإذا حفرت بئرا ينتفع به المسلمون بالشرب, فهذه صدقة جارية.
عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي غير متواجد حالياً  
قديم 03-05-10, 12:27 PM   #3
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
فاحرص على هذه الحلية، فهي رأس ثمرة علمك, ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق، وآفته الكتمان.
شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
الأولى أن يقال (ولبركة العلم) , فإن هذا أنسب لكونه يزيد بكثرة الإنفاق, فما وجه زيادته؟ وجه زيادته أن الإنسان إذا علَّم الناس مكث علمه في قلبه واستقر, وإذا غفل نسي. ثانيا أنه إذا علم الناس فلا يخلو هذا التعليم من فوائد كثيرة, في مناقشة أو سؤال, فيُنمي علمه ويزداد, وكم من إنسان تعلم من تلاميذه, قد يذكر التلميذ مسألة ما جرت على بال الأستاذ, وينتفع بها الأستاذ, فلهذا كان بذل العلم سببا لزيادته وكثرته.
يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت فهي فِعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة ورفع لواء الرذيلة.

شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
نعم, لا تيأس, ولا تقل: إن الناس غلب عليهم الفسق والمجون والغفلة, لا , ابذل النصيحة ما استطعت, ولا تيأس, لأنك إذا تقاعست واستحسرت فمن يفرح بذلك؟ الفساق والفجار, كما قيل:
خلا لك الجو فبيضي واصفري ...................... ونقري ما شئت أن تنقري
فلا تيأس, فكم من إنسان يئست من إصلاحه, ففتح الله عليه وصلح.
و لا تحملك دعوى فساد الزمان و غلبة الفساق و ضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء و البلاغ، فإن فعلت فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر ليتم لهم الخروج على الفضيلة و رفع لواء الرذيلة
لا تيأس و لا تقل إن الناس غلب عليهم الفسق و المجون و الغفلة، بل ابذل النصيحة ما استطعت لأنك إن تقاعست و استحسرت فإنما يفرح بذلك الفساق و الفجار، كما قيل:
خلا لكِ الجو فبيضي و اصفِري :: و نقّري ما شئت أن تنقِّري
فلا تيأس، فكم من إنسان يئست من صلاحه ففتح الله عليه و صلح
المتن :
46- عزة العلماء:
التحلي بعزة العلماء؛ صيانة العلم و تعظيمه و حماية جناب عزه و شرفه و بقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه و من العمل به، و بقدر ما تهدره يكون الفوت، و لا حول و لا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، و عليه فاحذر أن يتمندل بك الكبراء أو يمتطيك السفهاء، فتُلاين في فتوى أو قضاء أو بحث أو خطاب.
و لا تسعَ به إلى أهل الدنيا و لا تقف به على أعتابهم و لا تبذله إلى غير أهله و إن عظم قدره
شرح الشيخ رحمه الله:
هذا فيه شيء صواب و شيء فيه نظر؛ فصيانة العلم و تعظيمه وحماية جنابه لا شك أنه عز و شرف، فإن الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة و عن التطلع عما في أيدي الناس و عن بذل نفسه فهو أشرف له و أعز، لكن كون الإنسان لا يسعى به إلى أهل الدنيا و لا يقف على أعتابهم و لا يبذله إلى غير أهله و إن عظُم قدره، ففيه تفصيل، فيقال: إذا سعيت به إلى أهل الدنيا و كانوا ينتفعون بذلك فهذا خير، و هو داخل في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم و جعل يحدثهم موقف الساخر المتململ فلا ينبغي أن يهدي العالم لهؤلاء لأن هذه إهانة له و إهانة لعلمه، لنفرض أن رجلا دخل على أناس من هؤلاء المترفين و جلس و جعل يتحدث إليهم في أمور شرعية، و لكن شاهد أنهم يتململون و يتغامزون ووجوههم تتمعر، فهؤلاء لا ينبغي أن يحوم حولهم؛ لأن ذلك ذل له و لعلمه، أما إذا كان إن دخل على هؤلاء و جلس و تحدث وجد نفوسا تهش و أفئدة تطمئن ووجد منهم إقبالا، فهنا ينبغي أن يفعل. و لو دخل طالب علم صغير على مثل هؤلاء المترفين فربما يقفون معه موقف الاستهزاء و السخرية، لكن لو دخل عليهم من له وزن عندهم و عند غيرهم لكان الأمر بالعكس، فلكل مقام مقال. فإن رأيت من أهل الدنيا أنهم يقبلون على قولك و يطمئنون إليه و ينتفعون به فلا حرج أن تذهب إليهم و تدعوهم، و العكس بالعكس.
عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي غير متواجد حالياً  
قديم 03-05-10, 12:35 PM   #4
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

و متع بصرك و بصيرتك بقراءة التراجم و السير لأئمة مضوا، ترَ فيها بذل النفس في سبيل هذه الحماية، لا سيما من جمع مُثُلا في هذا، مثل كتاب ((من أخلاق العلماء)) لمحمد سليمان رحمه الله تعالى، و كتاب ((الإسلام بين العلماء و الحكام)) لعبد العزيز البدري رحمه الله تعالى، و كتاب ((مناهج العلماء في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)) لفاروق السامرائي. و أرجو أن ترى أضعاف ما ذكروه في كتاب ((عزة العلماء)) يسر الله إتمامه و طبعه. و قد كان العلماء يلقِّنون طلابهم حفظ قصيدة الجرجاني علي بن عبد العزيز (ت392هـ) رحمه الله، كما نجدها عند عدد من مترجميه، و مطلعها:
يقولون لي فيك انقباض و إنما :: رأوا رجلا عن موضع الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم :: و من أكرمته عزة النفس أكرما
و لو أن أهل العلم صانوه صانهم :: و لو عظموه في النفوس لعظما
شرح الشيخ رحمه الله :
هذا الضبط فيه نظر، و الظاهر: و لو عظموه في النفوس لعُظِّما؛ أي لكان عند الناس عظيما، لكنهم لم يعظموه في النفوس بل أهانوه و بذلوه بكل غالٍ و رخيص. و هذه مرت علي في البداية و النهاية لابن كثير في ترجمة الناظم الذي نظمها، و إن كانت توجد في غيرها.
المتـن:
47- صيانة العلم:
إذا بلغت منصبا فتذكر أن حبل الوصل إليه طلبك للعلم، فبفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية التعليم أو الفتيا أو القضاء... و هكذا فأعط العلم قدره و حظه من العلم به و إنزاله منزلته.
و احذر مسلك من لا يرجون لله وقارا؛ الذين يجعلون الأساس حفظ المنصب، فيطوون ألسنتهم عن قول الحق و يحملهم حب الولاية على المجاراة، فالزم -رحمك الله- المحافظة على قيمتك بحفظ دينك و علمك و شرف نفسك بحكمة و دراية و حسن سياسة، احفظ الله يحفظك، احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدة.
شرح الشيخ ـ رحمه الله ـ :
إذا أراد بهذا الحديث فليس هذا لفظه، بل لفظه ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)) و الجملة الثانية ((تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)). يريد بهذا الأدب أن الإنسان يصون علمه فلا يجعله متبذلا؛ بل يجعله محترما معظما، فلا يلين في جانب من يريد الحق بل يبقى طودا شامخا ثابت، أما أم يجعله الإنسان سبيلا إلى المداهنة و إلى المشي فوق بساط الملوك و ما أشبه ذلك فهذا أمر لا ينبغي، و لا يكون الإنسان صائنا لعلمه إذا سلك هذا المسلك. و الواجب قول الحق، لكن الحق قد يكون في مكان دون مكان، و الإنسان ينتهز الفرصة فلا يفوّتها و يحذر الزلة فلا يقع فيها، فقد يكون من المستحسن ألا أتكلم في هذا المكان بشيء و أتكلم في موضع آخر؛ لأني أعلم أن كلامي في الموضع الآخر أقرب إلى القبول و الاستجابة، فلكل مقام مقال؛ و لهذا يقول "بحكمة و دراية و حسن سياسة"؛ بحيث يتكلم إذا كان للكلام محل و يسكت إذا كان ليس للكلام محل، ز قوله -صلى الله عليه و سلم- ((احفظ الله يحفظك)) يعني احفظ حدود الله؛ كما قال الله تعالى: ((الحافظون لحدود الله)) -التوبة:112-؛ فلا ينتهكونها بفعل محرم و لا يضيعونها بترك واجب.
...وقوله ((يحفظك)) يعني في دينك ودنياك وفي أهلك ومالك فإن قال قائل إننا نرى بعض الحافظين لحدود الله يصيبهم ما يصيبهم فنقول : هذا زيادة تكفير سيئاتهم ورفعة درجاتهم ولا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ((أحفظ الله يحفظك .تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )) قوله "يعرفك " لا تظن أن الله تعالى لا يعرف الإنسان إذا لم يتعرف إليه لكن هذه معرفه خاصة فهي كالنظر الخاص المنفي عمن نفى عنه كما في قوله تعالى {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مع أن الله لا يغيب عن نظره شئ لكن النظر , نظران:نظر خاص , ونظر عام .كذلك المعرفة :معرفة خاصة ومعرفه عامه والمراد هنا المعرفة الخاصة .
بقي أن يقال إن المشهور عند أهل العلم أن الله تعالى لا يوصف بأنه عارف يقال عالم ولا يقال عارف وفرقوا بين العلم والمعرفة بأن المعرفة تكون للعلم اليقيني والظني وأنها -أي المعرفة- انكشاف بعد خفاء .وأما العلم فليس كذلك فنقول ليس المراد بالمعرفة هنا ما أرادوه الفقهاء أو الأصوليون إنما المراد بالمعرفة هنا : أن الله تعالى يزداد عناية لك ورحمه بك مع علمه بأحوالك عز وجل
وأن أصبحت عاطلاً من قلادة الولاية وهذا سبيلك ولو بعد حين فلا بأس فإنه عزل محمدة ولا عزل مذمة ومنقصة
هذه قاعدة مهمة وهي أن الإنسان إذا أصبح عاطلا عن قلادة الولاية -وهذا سبيلك ولو بعد حين - يعني سوف تترك الولاية ولو بقيت في الولاية حتى الموت فإنك ستتركها لا بد وقوله :((فلا بأس فإنه عزل محمدة ولا عزل مذمة ومنقصة)) هذا أيضا ليس على عمومه ,لان من الناس من يعزل عزل محمدة وعزة لكونه يقوم بالواجب عليه من الملاحظة والنزاهة ,ولكن يضيق على من تحته فيحفرون له حتى يقع وهذا كثير مع الأسف ومن الناس من يعزل لأنه قد تبين أنه ليس أهلا للولاية فهل هذا العزل عزل محمدة أم عزل مذمة ؟ عزل مذمة لا شك
المتن :
ومن العجيب أن بعض من حرم قصداً كبيراً من التوفيق لا يكون عنده الالتزام والإنابة والرجوع إلى الله إلا بعد ( التقاعد ) فهذا وأن كانت توبته شرعيه لكن دينه ودين العجائز سواء إذ لا يتعدى نفعه أما وقت ولايته حال الحاجة إلى تعدي نفعه فتجده من أعظم الناس فجوراً وضرراً أو بادر القلب أخرس اللسان عن الحق فنعوذ بالله من الخذلان
شرح الشيخ ـ رحمه الله ـ :
من العجب أن بعض الناس إذا عزل عن الولاية وترك المسئولية ازداد إنابة إلى الله عز وجل لأنه عُزل في حالة يحمد عليها فلجأ إلى الله وعرف أنه لا يغنيه أحد عن الله عز وجل وعرف افتقاره إلى الله تبارك وتعالى فصلحت حاله وأن كان انفصاله إلى غير ذلك فربما يمن الله عليه بالتوبة لتفرغه وعدم تحمله المسئولية فيعود إلى الله تبارك وتعالى
وأما قوله (( وأما في وقت ولايته وقت تعدي نفعه فتجده من أعظم الناس فجورا وضرراً)) هذا موجود بلا شك لكنه ليس فساد الناس والحمد لله لكن من الناس من يكون متهاونا في أداء وظيفته فإذا تركها رجع إلى الله عز وجل .
المتـن :
48- المداراة لا المداهنة:
المداهنة خلق منحط أما المداراة فلا ، لكن لا تخلط بينهما فتحملك المداهنة إلى حضار النفاق مجاهرة والمداهنة هي التي تمس دينك .
شرح الشيخ ـ رحمه الله ـ :
لا بد أن تعرف ما الفرق بين المداهنة والمداراة
المداهنة : أن يرضي الإنسان بما عليه قبيله كأن يقول لكم دينكم ولي دين ويتركهم
وأما المداراة فهو أن يعزم في قلبه على الإنكار عليه ولكنه يداريه فيتألفه تارة ويؤجل الكلام تارة أخرى وهكذا حتى تتحقق المصلحة
فالفرق بين المداراة والمداهنة ,أن المداراة يراد بها الإصلاح لكن على وجه الحكمة والتدرج في الأمور
وأما المداهنة فإنها الموافقة ولهذا جاءت بلفظ الدهن لأن الدهن يسهل الأمور والعامة يقولون في أمثالهم :أدهن السيل يسير يعني أعط الرشوة إذا أردت أن تمشي أمورك
و المطلوب من طالب العلم المداراة
المتن :
49- الغرام بالكتب :
شرف العلم معلوم نفعه وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس وظهور النقص بقدر نقصه وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله ولهذا اشتد غرام الطلاب بالطلب والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء ولهم أخبار في هذا تطول وفيه مقيدات في ((خبر الكتاب)) يسر الله إتمامه وطبعه وعليه فأحرز الأصول من الكتب واعلم أنه لا يغني منها كتاب عن كتاب ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائيه لا سيما كتب المبتدعة
فإنها سم ناقع
شرح الشيخ ـرحمه الله ـ :
جمع الكتب مما ينبغي لطالب العلم أن يهتم به ولكن يبدأ بالأهم فألاهم فإذا كان الإنسان قليل الراتب فليس من الخير لا من الحكمة أن يشتري كتب كثيرة يلزم نفسه بغرامة قيمتها فإن هذا من سوء التصرف ولذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم
الرجل الذي أراد أن يزوجه ولم يجد شيئا وأن يقترض ويستدين
واحرص على كتب الأمهات الأصول دون المؤلفات الحديثة لان بعض المؤلفين حديثا ليس عنده علم راسخ ولهذا إذا قرأت كتابا
ما تجد انه سطحي قد ينقل الشيء بلفظه وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء
فعليك بالأمهات ، عليك بالأصل ككتب السلف فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف
ثم أحذر أن تضم مكتبتك التي ليس فيها خير لا أقول التي
فيها ضرر بل أقول التي ليس فيها خير لان الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام خير وشر ولا خير ولا شر
فأحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير أو التي فيها شر هناك كتب يقال أنها كتب أدب لكنها تقطع الوقت وتقتله
من غير فائدة هناك كتب غامضة ذات أفكار معينه ومنهج معين فهذه أيضا لا تدخل مكتبتك ، سواء كان هذا في المنهج أو في العقيدة ككتب المبتدعة في العقيدة و كتب الثورية في المنهج لأنها ضارة لأن الكتب غذاء للروح كالطعام و الشراب للبدن فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم و اتجهت اتجاه آخر خلاف ما ينبغي لطالب العلم
و ينبغي أيضا العناية بالكتب
عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي غير متواجد حالياً  
قديم 03-05-10, 12:40 PM   #5
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي



المتن :



قوام مكتبتك:


عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال والتفقه على علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.


وعلى الجادة في ذلك من قبل ومن بعد كتب:


1- الحافظ ابن عبد البر (م سنة 463هـ) رحمه الله تعالى وأجل كتبه”التمهيد”.


2- الحافظ ابن قدامه (م سنة 620هـ) رحمه الله تعالى، وأرأس كتبه المغنى”.


3- الحافظ ابن الذهبي (م سنة 748هـ) رحمه الله تعالى.


4- الحافظ ابن كثير (م سنة 774هـ) رحمه الله تعالى.


5- الحافظ ابن رجب (م سنة 795هـ) رحمه الله تعالى.


6- الحافظ ابن حجر (م سنة 852هـ) رحمه الله تعالى.


7- الحافظ الشوكاني (م سنة 1250هـ) رحمه الله تعالى.


8- الإمام محمد بن عبد الوهاب (م سنة 1206هـ) رحمه الله تعالى.


9- كتب علماء الدعوة ومن أجمعها ”الدرر السنية”.


10- العلامة الصنعاني (م سنة 1182هـ) رحمه الله تعالى، لا سيما كتابة النافع ”سبل السلام”.


11- العلامة صديق حسن خان القنوجي (م سنة 1307هـ) رحمه الله تعالى.


12- العلامة محمد الأمين الشنقيطي (م سنة 1393هـ) رحمه الله تعالى لا سيما كتابة:”أضواء البيان”.





هذا أيضا مهم ، أن يختار الإنسان لمكتبته الكتب الأصلية القديمة لان غالب كتب المتأخرين غالبها قليله المعاني كثيرة المباني تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها في سطر أو سطرين مع التعاريج و المطاب و التغريزات في بعض الكلمات التي لا تفهم إلا بعد افتراض لكن كتب السلف تجدها سهله هينة لينه رصينة لا تجد كلمه واحده ليس لها معنى .


ثم وصف هذه الكتب قال المنسوجة علي طريقه الاستدلال والتفقه في علل الأحكام


وهذا خير ما يكون لطالب العلم أن تكون المسائل مقرونة بالدلائل والدلائل إما نصوص وإما علل والعلل مستنبطه من النصوص لكن قد لا يكون نقد في هذه المسألة بعينها لكن تشملها العلة وأعلم أنه لا يوجد حكم من أحكام الله عز وجل إلا وله عله لأن الله تعالي قال " ذالكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم" فما من حكم إلا وله علة لكن من الأحكام ما نعلم علتها ونعلم أن لها أكثر من عله وبعضها يخفي عليك ولكننا وإن خفي علينا العلة الخاصة لا تخفي علينا العلة العامة وهي التعبد لله عز وجل فإن كمال التعبد لله أن تعبده عز وجل بما أمر سواء علمت الحكمة أم لم تعلم وهذا أبلغ في المقياس أن ينقاد الشخص في عمل لا يعرف حكمته وإنما يقوم به بمجرد التعبد والتذلل لله وقول الإنسان المقال والحال سمعنا وأطعنا هذه لا تكفي لو قال قائل مثلا ما العلة في أكل لحم الإبل نقول إن فتح لنا وفهمناها وهي علة خاصة مثلا فهذا مطلوب وإلا لعندنا العلة وهي التعبد لله فيما أمر


وكذلك العلة من رمي الجمرات ، لماذا نرمي هذه الجمرات حصى بمكان نتعبد لله به لأن الله أمر بذلك فقلنا سمعنا وأطعنا ولو كان هذا في غير هذا المكان وفي غير هذا الزمان لعد عبثا أو جنونا لو واحد منا طلع الآن السوق وأخذ حصيات وأخذ يحدف في الشارع أيش نقول في هذا هذا مجنون لكن لما وقع بأمر الله صار عباده لله عز وجل


إذا من أهم ما يكون اقتناء الكتب التي تجتمع علي المسائل والدلائل حتى تفتح لطالب أبواب العلم ثم اعلم أن الحكم الذي تقوم به مبني علي دليل تطمئن إليه النفس أكثر وتلتزم به أيضا أكثر لأنه مبني علي دليل علي نص أو عله داله عليه


ثم ذكر أمثله للكتب من اجلها كتب الشيخين شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم رحمهم الله وقد حث شيخنا عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله علي اقتناء الكتب لهذين العالمين الجليلين ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل وأسلس لأن شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كانت عباراته قويه لغزاره علمه وقوه عبارته وابن القيم رأي بيتا معمورا فكان منه التحسين


ولسنا نريد بذلك أن نقول أن ابن القيم نسخه من ابن تيميه ، أبدا ابن القيم حر إذا رأي أن شيخه قال ما يراه صوابا تكلم لمّا ذكر وجوب فصل الحج إلي العمرة وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه يري أنه يجب علي من يسق الهدي إذا أحرم بحج أو بقران أن يفسخه إلي عمره وكان شيخ الإسلام يري أن الوجوب خاص بالصحابة وقال :" و أنا إلي قوله أميل من قول شيخنا -شيخ الإسلام بن تيمية"- فصرح بمخالفته "


فهو-ابن القيم- رحمه الله مستقل حر الفكر لكنه لا غرو أن يتابع شيخه رحمه الله فيما يراه حقا وصوابا ولا شك أنك إذا تأملت غالب في الإسلام وجدتها أنها هي الصواب وهذا أمر يعرفه من تدبر كتبهم


فالمهم أننا نوافق الشيخ بكر بن أبا زيد كما أننا نتبع الشيخ كذلك رحمه الله بالحرص باقتنائه علي كتب شيخ الإسلام بن تيميه وتلميذه ابن القيم


كذلك أيضا


1- الحافظ بن عبد البر وأجل كتبه التمهيد شرح الموطأ وهذا الكتاب علي دلالته وغزاره علمه يصعب أن تحصل منه الفائدة لأنه غير مرتب إذ أنه بناه علي الأسانيد رحمه الله وساق الموطأ علي هذا المنهاج فصار الإنسان يتعب قبل أن يحصّل مسألة من مسائله ونرجو الله تعالي أن يوفق بعض شبابه من طلبه العلم إلي ترتيبه سواء ترتيبا كاملا في تغيير الكتاب أصلا أو ترتيبه بالفهارس وأظن ترتيبه بالفهارس سيكون سهلا يكون ثمة أوراقا ويسجل فيها مثلا ما يتعلق بكتاب الطهارة علي حده وما يتعلق بكتاب الصلاة علي حده حتى تجتمع ثم بعد ذلك يضم بعضها إلي بعض ولو فعل الإنسان ذلك لكان خدم هذا الكتاب خدمه عظيمه وخدم الناس الذين يريدون الانتفاع به


وكذلك أيضا


2-الحافظ بن قدامه رحمه الله أنا إلي الآن لا أسمع أحد وصف ابن قدامه أنه حافظ لكن لا شك أنه فقيه من أكبر الفقهاء رحمه الله يقول ورأس كتبه المغني وإنما قال وأرأس كتبه المغني إشارة إلي أنه رحمه الله له كتب علي الترتيب لطالب العلم ك الكافي


وأقنع طالب بمقنع فقه وأقنع بالمغني الفقه


لمن كان وعمدته من يعتمدها يحصل


فهو كتب في الفقه العمدة فيها مسائل ودلائل للطالب المبتدئ ثم المقنع للطالب الذي ترفع بعض الشيء وكان يذكر فيه القولين لمذهب الإمام أحمد إما الروايتين وإما الوجهين وإما الاحتمالين لكن بدون وجه الدليل ثم إذا ارتفع الإنسان إلي فيه ذكر القولين أو الاحتمالين أو الوجهين مع ذكر الدليل أو التعليل ثم يرتقي الر الرأس والقمه وهو المغني الذي يذكر فيه الموفق رحمه الله الخلاف في مذهب أحمد ومع الائمه الاربعه وغيرهم ولهذا قال ورأس كتبه المغني


3- الحافظ بن الذهبي أو الذهبي رحمه الله ولم يذكر شيئا من كتبه


4- الحافظ بن كثير وله الأحكام في شرح البخاري رحمه الله


5- الحافظ بن رجب وله كتب كثيرة في الحديث وكذلك في الفقه ومن ما أطلع عليه القواعد الفقهية حتى إن بعض العلماء قالوا إن هذه القواعد الفقهية ليست لابن رجب لأنها أكبر من مستواه ولكن الصحيح أنها له قد اشتهرت وتناقلها الناس وفضل الله يؤتيه من يشاء لكنني أعني القواعد الفقهية لطالب العلم الذي يريد التبحر في الفقه من أحكم ما رأيت لأنها مبنية علي التعليل وعلي المناقشة وفيها فوائد كثيرة وهي طبعا غير مرتبه ولكن في الطبعات رتبت علي أبواب الفقه في الفهارس


6- الحافظ بن حجر رحمه الله ولا هجره بعد الفتح له فتح الباري الذي نعرفه من كتبه وله كتب أخرى الحديثيه وربما يكون له كتب فقهيه


7- الحافظ الشوكاني وله كتب حديثيه فقهيه نيل الأوتار جامع بين علم الحديث والفقه هو فقه


8-الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أيضا له كتب متعددة في فنون متعددة وأكثر ما ألف فيه هو التوحيد يحبب الناس إلى ذلك


9- كتب علماء الدعوة ومن أثمنها الدرر الثنية والدرر الثنية كتب بعضها باعتبار المشايخ بحيث جمع لكل شيخ ما كتبه أو أجاب عنه أو أجاب عليه من أسئلة وجمعت علي وجه أخر مرتبه أبواب الفقه والعقائد وهي لا شك أنها نافعة جدا فيها رسائل صغيره وفيها أجوبة كثيرة نافعة


10- العلامة الصنعاني لا سيما كتابه سبل السلام في شرح بلوغ المرام فهو جامع بين الحديث والفقه


11- العلامة الصديق حسن خان رحمه الله تعالي وله كتب في الفقه وكتب في التفسير وتفسيره من أجمع التفاسير للأقوال مع اختصاره لكنه مفيد جدا وكان مشايخنا يوصوننا به أي بتفسير الصديق خان


12- العلامة العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله لاسيما كتابه أضواء البيان في التفسير لكنه في الحقيقة جامع بين التفسير والحديث والفقه ولاسيما حينما تجاوز البقرة وآل عمران والنساء أما كلامه في البقرة وآل عمران والنساء فهو قليل لكن فيما بعد ما شاء الله انفجر البحر وصار يتكلم بكلام قل أن تجده في غيره



التعامل مع الكتاب:


لا تستفد من كتاب حتى تعرف اصطلاح مؤلفة فيه، وكثيراً ما تكون المقدمة كاشفة عن ذلك، فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته.



الشرح:



التعامل مع الكتاب يكون بأمور


الأول : معرفه موضوعه معرفه الموضوع حتى يستفيد الإنسان منه لأنه يحتاج إلى التخصص تقرأ الكتاب لا تدري ما هو ربما يكون كتاب شعوذة أو سحر أو باطل لابد أن تعرف الموضوع


الثاني : لابد أن تعرف مصطلحات وهذا في الغالب يكون في المقدمة لأن معرفه المصطلحات يحصل بها في الواقع أنك تحفظ أوقاتا كثيرة وهذا يفعله الناس في مقدمات الكتب فمثلا نعرف أن صاحب بلوغ المرام إذا قال متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم لكن صاحب المنتقي علي خلاف ذلك صاحب المنتقي إذا قال متفق عليه في الحديث فإنه يعني راوي الإمام أحمد والبخاري ومسلم


كذلك أيضا كتب الفقه يفرق بين القولين والوجهين والروايتين والاحتمالين كما يعرف الناس من تتبع كتب الفقهاء الروايتين عن الإمام والوجهين عند أصحابه لكن أصحاب المذهب الكبار أهل التوجيه والاحتمالين للتردد بين قولين والقولين أعم من ذلك كله


كذلك تحتاج أن تعرف مثلا إذا قال المؤلف إجماعا أو إذا قال وفاقا إذا قال إجماعا يعني بين الأئمة وفاقا مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح صاحب الفروع في فقه الحنابلة


وكذلك بقيه أصحاب المذاهب كل له اصطلاحه فلابد أن تعرف اصطلاح المؤلف



ثالثا :يكون التعامل مع الكتاب بمعرفة أسلوبه و عباراته و لهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرأ -لاسيما في الكتب العلمية المملوءة علما- تجد أنه تمر بك العبارة تحتاج إلى تأمل و تفكير في معناها لأنك لم تعلم فإذا كررت قراءة الكتاب فهمته


فأنظر مثلا إلى كتب شيخ السلام بن تيمية(رحمه الله ) الإنسان الذي لم يتمرن في مطالعة كتبه يصعب عليه أن يفهمها لأول مرة لكن إذا تمرن عرفه بيسر و سهولة هذه أيضا تكون من التعامل مع الكتاب


أما ما يتعلق بالأمر الخارج عن التعامل مع الكتاب هو التعليق بالهوامش أو بالحواشي فهذا أيضا مما ينبغي لطالب العلم أن يغتنمه و إذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح أو إلى دليل أو إلى تعليل ،و يخشى أن ينساه فإنه يعلقه إما بالهامش و هو الذي على اليمين أو على اليسار و إما بالحاشية و التي تكون بالأسفل. و كثيرا ما يفوت الإنسان مثل هذه القواعد التي لو علقها لم تستغرق عليه إلا دقيقة أو دقيقتين ثم إذا عاد إلى أن يتذكرها بقي مدة و هو يتذكرها و لا يمكنه. فينبغي أيضا لطالب العلم أن يعتني بمثل ذلك لاسيما مثلا في كتب الفقه يمر بك في الكتاب مسألة و حكمها ثم تتوقف و يشكل عليك فارجع إلى الكتب التي أوسع من الكتاب الذي بين يديك فإذا وجدت قولا فعلق القول من أجل أن ترجع إليه إن احتجت إليه دون الرجوع إلى أصل الكتاب الذي نقلت منه, فهذا مما يوفر عليك الوقت.


و كذلك أيضا إذا كان الكتاب في فقه مذهب من المذاهب و رأيت أنه يخالف المذهب في حكم هذه المسألة فإنه من المستحسن أن تقيم المذهب عن الهامش أو في الحاشية حتى تعرف أن هذا الكتاب خارج عن المذهب و لاسيما إذا كان المذهب أقوى مما ذهب إليه صاحب الكتاب.


هل من التعامل من الكتاب و إن كان خارجا عن التعامل الداخلي أن تلخص الكتاب مثلا؟


نعم,تلخيصه على سبيل التأليف و النشر قد يجد الإنسان في هذا حرجا لكن استخراج فوائد مبعثرة لا على سبيل التأليف هذا لا يجد الإنسان الحرج فيه و لو نشره و أما اختصاره و نشر الكتاب فإن دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس و إلا فلا تتعرض له لأنك إذا فعلت ذلك ربما يهجر الناس الأصل إلى هذا المختصر و ربما تحذف مسائل أهم من ما تثبته أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا حرج.


المتن :


52 ـ و منه إذا حزت كتابا فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا أو قراءة لمقدمته و فهرسه و مواضع منه أما إن جعلته مع همه في المكتبة فربما مر زمان و فات العمر دون النظر فيه و هذا مجرب و الله الموفق.


شرح الشيخ رحمه الله:


هذا صحيح, و هو حاصل كثيرا يعني أكثر ما يكون في حال الإنسان أنه إذا جاءه كتاب جديد يتصفح,إذا كان كثيرا يقرأ الفهرس, قل أن تجد شخص مثلا أو هل مرت بك حال من حين ما يأتيك الكتاب تجعله قرة؟ هذا قليل.لا بد أن تعلم.


و إنما قلنا أو قال الشيخ هذا لأجل إن احتجت إلى مراجعته عرفت أنه يتضمن حكم المسألة التي تريد أما إذا لم تجلده مراجعة و لو مرورا فإنك قد لا تدري ما فيه من المسائل و الفوائد فيفوتك شيء كثير موجود في هذا الكتاب الذي عندك في رفك.



المتن :


53ـ إعجام الكتابة:


إذا كتبت فأعجم الكتابة بإزالة عجمتها و ذلك بأمور


أعجم الكتاب معناه أَجعله أعجميا ؟


لا, معناه أزل عجمته بإعرابه و تشكيله و نقطه حتى لا يشكل, و هذه من العبارات التي


كما جاء في الحديث"يتحنث" أي أن النبي صلى الله عليه و سلم يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد.يتحنث يعني يزيل الحنث أو يفعل الحنث؟ يزيله , و هذه لها أمثلة كثيرة فمعنى أعجم الكتاب أزال عجمته بتشكيله و إعرابه


و ذلك بأمور


-أولا: وضوح الخط


-ثانيا:رسمه على ضوء قواعد الرسم:الإملاء . و في هذا مؤلفات كثيرة من أهمها كتاب "الإملاء "لحسين والي


شرح الشيخ ـ رحمه الله :


لابد أن تكون عالما,أخش أن تقع في قول القائل( أريد تعريبه) فأعجَمَه.لابد أن تكون عالما أما مثلا فكرك يقول لك هذه مرفوعة ,مضمومة ,منصوبة,مكسورة ,و تفهم,لا,لابد أن تكون عالما, إذا أشكل عليك تركيب الكلمة أو حركاتها في تركيبها لا في إعرابها فارجع إلى أصلها لأن هناك أخطاء شائعة بين الناس مثلا يقولون تجرِبة و تجارِب أكثر الناس إن لم أقل أكثر الناس يضمونها فأخش أن يكون واحد يعجم فتمر به تجربة فيقول تجربة بضم الراء فيشكلها نطقا و إعرابا و هذا غلط , قد يشتهر بين الناس أشياء ما لها أصل فلا بد أن ترجع إلى الأصل


المتن :


و في هذا مؤلفات كثيرة من أهمها كتاب الإملاء لحسين والي,قواعد الإملاء لعبد السلام محمد هارون , المفرد للهاشمي رحمهم الله تعالى


ثالثا:النقط للمعجم و الإهمال للمهمل


رابعا:الشكل لما يشكل


-خامسا:تثبيت علامات الترقيم في غير آية أو حديث


شرح الشيخ ـ رحمه الله :


كل هذه قواعد ينبغي مراعاته


ما يقولون بالضاد مشالة أخت الطاء,بالضاد المعجمة أخت الصاد,بالدال المهملة أخت الذال و بالذال المعجمة أخت الدال...لكن أحيان يقولون هذا لأن لا يخطء الإنسان وعادة الذال و الدال ما تختلف إلا بالإعجام فقط, الضاد و الظاء هي التي تختلف يحتاج أن تقول بالظاء المشالة التي هي أخت الطاء


أختها :يعني على شكلها و صورتها.


سؤال:بعض الناس بطيء في القراءة فهل يسرع ليقطع أشواطا أكثر مع أنه لو أبطء فهم أكثر؟


المطالعة نوعان :


-مطالعة تدبر و تفكر:هذه لا بد للإنسان أن يتأمل و يتأن


-مطالعة استطلاع فقط:ماذا كتب هذا الرجل؟ مثلا,هذه نسرع فيها ,أحيانا يقرأ الإنسان الصفحة بعينه و لا يتأملها و لا شيء


سؤال:ما معنى المشالة؟يعني مرفوعة


سؤال:قوله تثبيت "علامات الترقيم في غير آية أو حديث" كأنه يقول لا تستعمل علامات الترقيم في الأحاديث,الآيات واضح لكن الأحاديث؟ الترقيم يعني الفاصلة و النقطة ..؟



الرقم يطلق على العدد هذا هو المشهور لكن وضع العلامات فهذا غير معلوم فيما يسمى الترقيم,إذا كان المقصود وضع العلامات فهذا صحيح أن القران لا يحسن أن تضع فيه علامات يعني مثلا "أفرأيتم اللات و العزة" ما تكتب علامة استفهام,هذا في القران,تقتصر على ما تكتب.في الحديث كثير من الناس الذين يطبعون كتب الحديث يكتبون العلامات الاستفهام و كذلك الفواصل في الأحاديث أما القران ففواصله بآياته.فإذا كان مراده الترقيم يعني العلامات دون الترقيم العددي فهذا صحيح القران ترقيمه بفصل الآيات,معروف, الحديث غير مسلم لا مانع أن تضع العلامات-علامة الاستفهام, علامة التعجب,علامة الوقف..- هذا مما يعين على فهم المعنى و القرآن لولا احترامنا للرسم العثماني لقلنا أيضا ضع فيه الترقيم,لكن القرآن ينبغي أن يحترم و أن لا يزاد فيه و ينقص.


علامات هذه الواقع أن الناس مختلفون فيها بعض الناس ما يعرف الفاصلة و لا يعرف علامة الوصل و لا علامة الاستفهام و لا علامة التعجب... و معنى هذا أننا ينبغي لنا أن نقرأ الكتب المؤلفة بهذا حتى إذا أردنا أن نكتب تكون كتابتنا متمشية على القواعد المعروفة.


انتهى الفصل السادس.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .