![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
06-02-2010
المشاركات: 280
![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الأربعون النووية الدرس[5] الحديث الخامس راوي الحديث :هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، فهي الصديقة بنت الصديق، الحبيبة بنت الحبيب، الفقيهة العالمة، الزاهدة، الورعة، المبرئة في كتاب الله U، كما ترونا أن كنيته أم المؤمنين أم عبد الله، فأم المؤمنين لأنها زوجة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهي من أحب الناس إليه كما سأل «من أحب الناس إليك قال عائشة» فهي أحب الناس إليه -صلى الله عليه وآله وسلم- هي أم عبد الله بعض أهل العلم يذكر أنها كان له سقطٌ – ولد مات- ولكن هذا لا يصح، والصحيح أنها كنيت بأم عبد الله، عبد الله هذا هو عبد الله بن الزبير بن أختها أسماء، وهي خالته، والخالة بمنزلة الأم كما قال النبي r فكنيت بأم عبد الله لما بينهما من المحرمية وشدة المودة والرحمة رضي الله عنهم أجمعين، تزوجها النبي r بمكة وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بثلاثة سنوات، ودخل بها في المدينة وهي بنت تسع سنين، وتوفي -صلى الله عليه وآله وسلم عنها- وهي بنت ثماني عشرة سنة، وتوفيت رضي الله عنها ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة سبع وخمسين من الهجرة وهي بنت ست وستين سنة وصلى عليها أبو هريرة t ودفنت بالبقيع بجوار صاحباتها رضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين. معاني الكلمات يقول النبي r «من أحدث» أحدث بمعنى أنشأ واخترع من قبل نفسه، لأن الحدوث كون الشيء بعد أن لم يكن، .«في أمرناهذا» أي في ديننا وشرعنا.«ما ليس منه»: أي ما لم يأت به القرآن الكريم ولا السنة الشريفة، ولا يوافق قواعد الدين وأدلته العامة سواء أكان قولا أو فعلا أو اعتقادًا أو تركا.قوله «فهو رد»: كلمة رد بمعنى مردود هذا الوزن الذي هو فعل يأتي بمعنى مفعول، رد، مردود، سد أي مسدود، فمردود أي باطل غير مُعتد به. المعني الإجمالي للحديث. أن من جاء بقول أو عمل أو اعتقاد أو ترك وأضاف ذلك إلى الدين، أي أحدثه من عند نفسه أوجده بعدما لم يكن موجودا، سواء كان هذا في القول أو في الفعل، أو في الاعتقاد، أو في الترك وأضافه إلى الدين فهو مردود على صاحبه غير مقبولٍ منه وكذلك أيضا في مجال العقود والأنكحة والبيوع التي تخالف الشرع هي أيضًا باطلة ولا يترتب عليها آثارها،. تلاحظون أن النبي r وضع لنا في هذا الحديث قيودًا لنعرف بها هل هذا الأمر بدعة شرعية أم ليس بدعة؟ لو تأملنا الحديث لوجدنا هذه القيود، «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ثلاثة قيود: القيد الأول: هو الإحداث.القيد الثاني: في أمرنا: يضيف المحدث هذا الإحداث إلى الدين، يقول هذا الدين يتقرب به إلى الله U. القيد الثالث: ما ليس منه: يعني ما لم يدل على هذا الذي أتى به دليلٌ سواء كان هذا الدليل عام أو دليل خاص. القيد الأول الإحداث: الدليل منه في الحديث «من أحدث» الإتيان بالأمر الجديد المخترع الذي لم يسبق إلى مثله، هذا الأمر الجديد المخترع قد يكون محمودًا أو مذمومًا، وقد يكون في الدين أو في غيره،هذا القيد وهو الإحداث، وهو أن يأتي بشيء مخترع يخرج منه ما لا إحداث فيه أصلا، مثل فعل الشعائر الدينية كالصلوات وصيام رمضان، والحج وغيره، لأن هذه الأمور هل هي محدثة؟ ليست محدثة، ليس أمرا مخترعا إنما الشرع هو الذي أمر بها، ويخرج من الأمور الدنيوية ما لا إحداث فيه أصلا، مثل الطعام، وكذلك اللباس وغيره من الأمور المعتادة عند الناس فهذه ليس فيها إحداث. متى يصير هذا الإحداث بدعة في الدين؟ بالقيدين الثاني والثالث،فالإحداث كلمة عامة؟ إذا قيدنا هذا الإحداث بقولنا في أمرنا ،صار القيد الثاني وهو أن يضاف هذا الإحداث إلى الدين، وطبعا في أمرنا قلنا في ديننا وشرعنا، فالمعنى المقصود في البدعة أن يكون الإحداث من شأنه أن ينسب إلى الشرع ويضاف إلى الدين بوجه من الوجوه، إذن خرج من قولنا من أحدث مع هذا القيد الثاني يخرج الأمور الدنيوية ، لأننا قلنا في أمرنا – أي في ديننا وشرعنا، فكلمة إحداث كلمة واسعة، فإذا قلنا في أمرنا ضاقت لأن المقصود به الإحداث في الدين، إذن ضاق الأمر ضاق فخرجت الأمور الدنيوية، . القيد الثالث: ما ليس منه: أي أنه أتى بشيء مخترع وأضافه إلى الدين وليس له مستند شرعي لا دليل عام، ولا دليل خاص، قال وبهذا القيد تخرج المحدثات المتعلقة بالدين مما له أصلا شرعي عام أو خاص، قال فمما أحدث في الدين وكان مستندا إلى دليل شرعي عام ما ثبت بالمصالح المرسلة، نضرب مثال جمع الصحابة للقرآن هل جمعه النبي r، لا لم يجمعه، فهل هذا الأمر يكون بدعة في الدين نقول أن الصحابة ابتدعوا شيئا وهذا الشيء لم يكن موجودا على عهد النبي r فهم بذلك قد وقعوا في البدعة؟ لماذا لا، نقول لأن للصحابة في جمعهم لهذا القرآن مستندا شرعي، ما هو المستند الشرعي؟ هات لنا دليل من كتاب أو سنة أن لهم مستندا شرعي؟ نقول هنا الدليل ليس دليلا خاصا، وإنما هو دليل عام وهو المصلحة المرسلة، ما هي المصلحة هنا؟ حفظ الديانة، جمعوا القرآن لأن القراء قد اشتط فيهم القتل وخشوا على كتاب الله U فقالوا : كيف نحافظ على كتاب الله U بأي وسيلة؟ قالوا وسيلة الجمع، فجمعوا هذا القرآن،عندنا دليل آخر خاص ولكن أنا ذكرت هنا الدليل العام عليه، الدليل الخاص: هو أن النبي r قال: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» و القرآن جمع في عهد أبي بكر t ومعه كل الصحابة.فإذن هذا لا يعد ابتداعا لأن له مستند شرعي، كذلك أيضا سيأتي معنا . إشكال والجواب عليه: وهو مسألة صلاة التراويح وجمع عمر للمسلمين على قارئ واحد وإمام واحد، نقول ابتداء هنا أن هناك مستند شرعي لعمر؟ ما هو؟ وهو أن النبي r صلاها في جماعة، نعم هي لم تصلى في عهد أبي بكر ولا عهد عمر، ولكن صلاها النبي r جماعة، والنبي تركها حتى لا تفرض على المؤمنين، فبموت النبي r زال هذا الأمر الذي يخوفه من الاجتماع بالناس ففعلت في جماعة، وسيأتي معنا كيف نرد على قوله نعمت البدعة أو نعم البدعة هذه، إذن إذا استند الأمر إلى مستند شرعي بطريق خاص أو بطريق عام، لا يسمى هذا الأمر بدعة، وقس على ذلك مسألة تقسيم العلوم إلى علم الحديث، وعلم أصول الفقه، وعلم مصطلح الحديث، وعلم النحو، وعلم البلاغة، وعلم كذا، تقسيم هذه العلوم هل هذه بدعة؟ نقول ليست بدعة، يقول هذه لم تكن موجودة؟ نقول نعم هذه لم تكن موجودة إنما لها دليل عام وهو حفظ اللغة التي يقرأ بها القرآن أو حفظ العلوم التي يعلم بها الشرع فهناك مستند عام من المصلحة المرسلة، . إذن لابد أن يكون لهذه البدعة أو المحدثة حتى نقول أنها ليست بدعة شرعية أن يكون لها مستند وأصل شرعي إما بطريق عام أو بطريق خاص. مسألة: إذا رفع المأموم رأسه من الركوع فوضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، بدعة أم لا؟ بعض العلماء من الأكابر قال أنها بدعة ، إنما نقول قد يكون هناك مستند شرعي وهو العموم في قوله: «أمرنا أن نضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة» فطالما أنه له مستند لا أقول فلان مبتدع لأنه يفعل ، فقس على ذلك، . مسألة:الصلاة في مسجد صغير بعض الإخوة يشتط ويقول أنها بدعة، لماذا بدعة؟ يقول لأن السنة الصلاة في المساجد الكبيرة، نقول نعم سنة، ولكن هذه المساجد الكبيرة والصغيرة هل العبرة بالاجتماع في مسجد كبير وصغير وفقط، لا العبرة في الاجتماع لسماع الموعظة ودين الله U، فإذا كان هناك مسجد كبير جدا وهو أكبر مسجد في المدينة في المكان، هل إذا صلينا في زاوية صغيرة نكون قد ابتدعنا؟ نقول إذا كانت هذه المساجد الكبيرة لا يسمع فيها إلا ما يمرض القلوب ولا يقوم بإمامتها إلا من عين رغما عن أنف الناس، وهو ليس بعالم، وليس بمجتهد، بل نصب أو أسند الأمر لغير أهله فساعتها تكون الصلاة في هذه المساجد من باب حفظ الديانة فلا توصف بالبدعية، ولذلك أنا أقول إياك أن تشتط في قولك بدعة سنة إلا بعد أن ترى هل المسألة فعلا بدعة أم سنة. التعريف الشرعي للبدعة : ما أُحدث في دين الله وليس له أصلٌ عامٌ ولا خاصٌ يدل عليه، أو بعبارة أوجز نقول ما أُحدث في الدين من غير دليل سواء كان هذا الدليل دليل عام أو دليل خاص، . س:ما الفرق بين الابتداع والإحداث؟ الإحداث عام هو في كل أمر مخترع محمودا كان أو مذمومًا في الدين أو غيره، أما الابتداع يكون في كل أمر مخترع مذموم في الدين خاصة، أو نقول في الدين خاصة ليس له مستند شرعي، إذن لفظ البدعة غلُب إطلاقه على الأمر المخترع المذموم في الدين خاصة، ولفظ المحدثة غلُب إطلاقه على الأمر المخترع المذموم في الدين كان أو في غيره، فأيهما أعم، وأيهما أخص؟ الإحداث أعم من الابتداع. كلمة الإحداث في لسان الشرع يدخل فيها المعاصي والذنوب، ما هو الدليل على ذلك؟ الدليل قول النبي r وهو يتكلم عن حرم المدينة يقول: «من أحدث فيها– أي في الحرم - حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا: قال ابن حجر أي أحدث معصية، ولذلك المعصية في المدينة، وفي مكة أشد إثما من المعصية في مكان آخر، وكذلك أيضا قال القاضي فيما نقله عنه النووي في شرح مسلم، قال: معناه من أتى فيها إثما، إذن الإحداث أعم من الابتداع. قد يسأل سائل فيقول مثلا طريقة من الطرق الصوفية المبتدعة اخترعها بعضهم فمات فأتى بعده خلوف يفعلون مثل فعله فذهبت أنت إليه فقلت أيها الشخص لا تبتدع في دين الله U، قال أنا ما ابتدعت، أنت تفعل بدعة، قال: نعم، فقلت أنت له ألم تسمع إلى قول النبي r «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» أنا لست محدثا أنا لم أخترع ولم أنشئ إنما هو يتعبد بطريقة من اخترع قبله كيف نرد على هذا؟ الرد عليه بالرواية الثانية التي عند مسلم وهي قول النبي r: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» نقول له أنت سُبقت، وأنت لم تنشأ ولم تخترع أنت ولكنك فعلت عملا ليس عليه أمر النبي r ليس من دينه ولا من شرعه فهو مردود أيضا أنت عليك . استشكال آخر :بعض الناس يشبه في بعض الكلام ويقول : عندنا البدعة بدعتان، بدعة حسنة، وبدعة سيئة أو بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، يقول ، هذا المبتدع البدعة جائزة إذا كانت حسنة ، ويستدل على ذلك بأدلة منها قول عمر t «نعمت البدعة» ولفظ البخاري «نعم البدعة هذه» قال: عمر t يستحسن من البدع أشياء فقال نعمت البدعة، إذا استحسنها ،وقول النبي r «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها» قال مستدلا: من سن في الإسلام سنة حسنة، وهذا الرجل الذي فعل هذه البدعة إنما فعلها ليتقرب بها إلى الله U وهي ليست سيئة فقد سنها لغيره يتعبد بعده بها، ويقول لك أن الشافعي قال: البدعة بدعتان، بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، إذن عندنا بدعة محمودة، وعندنا بدعة حسنة،. |
![]() |
![]() |
#2 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
06-02-2010
المشاركات: 280
![]() |
![]()
كيف نرد على هؤلاء؟
نقول أولا قول عمر t، طبعا عمر قال هذا القول في حديث رواه البخاري وغيره في باب(فضل من قام رمضان) الحديث في البخاري« خرجت مع عمرt ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه! والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون- يريد آخر الليل- وكان الناس يقومون أوله». «قال عمرt نعم البدعة هذه»، إنما قال نعم البدعة هذه على أي شيء؟، على اجتماع الناس على قارئهم في صلاة التراويح، الذي فعله أبي بن كعب أن صلى بالناس إماما في صلاة التراويح وأمره عمر أن يكون قارئهم في هذه الليلة هذا الأمر ألم يفعله النبي r، فعله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم، الأمر الآخر أن النبي rحث الصحابة على أن يجتمعوا في صلاة التراويح، ما الدليل؟ الدليل :قول النبي r «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» يقول لهم الذي يصلي مع الإمام حتى ينصرف الإمام أي من صلاته كتب له قيام ليلة، فهذا فيه حض من النبي r للصحابة على أن يصلوا التراويح جماعة، وهذا الحديث سنده صحيح أخرجه أصحاب السنن، ولذلك قال العلماء: أن قول عمر نعم البدعة هذه المقصود بها البدعة من باب اللغة، وليست من باب الشرع، ولذلك يقول ابن رجب رحمه الله: (وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر t.) ولذلك قلنا من شرط البدعة الشرعية ألا تستند إلى أصلٍ شرعي عام أو خاص إنما عمر استند إلى أصل وهو فعل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وحضه الصحابة أيضا على أن يصلوا مع قارئهم وإمامهم، وكذلك ذكرنا دليل يحل هذه المشكلة وهو قول النبي r «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» والخلفاء الراشدون بإجماع أهل العلم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، و مات أبو بكر وتبقى الثلاثة فإجماعهم حجة على قول أهل الأصول فتكون هذه من السنن التي لها أصل في الشرع وليست من البدع، كمثل فعل عثمان للأذان الأول يوم الجمعة هل هذا بدعة؟ ليس بدعة، نعم لم يكن موجودا على عهد النبي r فهو محدث ، ولكن هذا الإحداث له مستند شرعي وهو أن الآذان أمر معقول وهو أنه تنبيه الناس وإعلامهم بدخول الوقت ، ففعله عثمان وسنه، والنبي أمرنا أن نأخذ بسنة هؤلاء فلم يكن بدعة، حتى بعد وجود المكبرات الصوتية ، لا نقول بدعة لأنه سنة من سنن الخلفاء الراشدين المهديين. فالأولى آذان واحد،لأننا إذا قلنا الآذان الأول فُعل بدليل له مستند وهو العلة العقلية المنضبطة فالعلة إذا زالت رجعنا إلى الأصل ولكن من أذن آذان أول لا نقول عنه أنه مبتدع إنما كيفية الآذان هذه ما قد تدخل في البدعة إنما لو آذن بنفس الكيفية وبنفس الطريقة فنقول أنه ليس بدعة في شيء، هذا الرد الأول على مسألة قول عمر نعم البدعة أو نعمت البدعة هذه، قول الشافعي: البدعة بدعتان، بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، نقول أن مقصد الشافعي هو البدعة بإطلاق من ناحية اللغة قد تكون محمودة، وقد تكون مذمومة، ونقول لهذا القائل أكمل قول الشافعي،لأن بعض الناس مذهبهم هذا المذهب ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ﴾ نقول أكمل قول الشافعي، الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، فإذا سألنا الشافعي يا شافعي ما هي المحمودة والمذمومة؟ قال: فما وافق السنة، فهو محمود، وما خالف السنة، فهو مذموم، ولذلك كل من نقل عنه أنه يقسم البدع، السيوطي في الأمر بالأتباع والنهي عن الابتداع، غيره من أهل العلم من قسم البدعة إلى محمودة ومذمومة قصد بالبدعة المصلحة المرسلة، ولذلك تجده يتكلم عن تأليف الكتب تقسيم العلوم إلى أقسام تجده يتكلم عن مسألة جمع القرآن فيقول أن هذه كلها بدع محمودة والمقصود بها البدع التي من باب المصلحة المرسلة التي لها مستند شرعي. الشبهة الثالثة: «من سن في الإسلام سنة حسنة» عند أهل السنة سنقول أن السنة الحسنة ما وافقت السنة، والسنة السيئة ما خالفت الشريعة والسنة، ولكن نقول أن هذا الحديث وهذا اللفظ من الحديث ورد بسبب، وإذا عُلم السبب بطل الإشكال وهو حديث رواه الإمام مسلم وغيره عن جرير بن عبد الله قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله r عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة فحث الناس على الصدقة، تصدقوا، قال: فأبطئوا عنه حتى رؤى ذلك في وجهه، قال ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق –الفضة- ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه فقال رسول الله r: «من سن في الإسلام سنة حسنة فعُمِل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعُمِل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء» إذن السبب في قوله من سن في الإسلام سنة حسنة، ما هو السبب؟ السبب هو أن هذا الرجل الذي أتى بصرة من ورق تعجز يداه عن حملها فتمالئ الناس بعد ذلك على الصدقة، فهو الذي أنشأ وسن وابتدأ ، فكل من أتى بعده في ميزان حسناته، هل هذا الرجل أتى بشيء مخترع، أم أتى بالصدقة التي حث النبي r عليها؟ إذا من سن هو من تصدق في هذا الحديث، فنقول أيضا هذا في السنن المهجورة، السنن فيه سنن مهجورة جدا ، نفترض مثلا أن ولا أخ أمامي معه في جيبه سواك فرضا، فأتى أخ بسواك ثم أخرج السواك قبل الصلاة و تسوك فكل الذي معهم هذا السواك أخرجوا فتسوكوا، نقول من سن في الإسلام ، سنة حسنة، إنما ليس معناه من ابتدع أو أتى بشيء مخترع، السندي في حاشيته على النسائي يقول: من سن: من أتى بطريقة مرضية يقتدى به فيها كما فعل الأنصاري الذي أتى بصرة، هل المبتدعة لهم وجه في ذلك، أبدا ليس لهم وجه، ولذلك نقول أن الابتداع قد يكون في القول أو في الفعل أو في الاعتقاد أو في الترك كلها تدخل في الابتداع. الكلام في البدعة كلام مهم وكلام له أصوله وله ضوابطه ولكن نصيحتي لك لا تتجرأ على قول بدعة لأنك إذا قلت بدعة فأنت حكمت حكما شرعيا ، فإذا قلت بدعة فلا تتجرأ أبدا أن تقول هذه بدعة إلا بعد أن تمعن النظر في شروط البدعة الشرعية. طبعا هناك كتب كثيرة جدا في مسائل أذكر منها بعض الرسائل والأشياء البسيطة ، إذا أردت أن تتوسع في هذا المجال، منها طبعا العمدة عند كل من تكلم في مسائل البدع هو كتاب الاعتصام للشاطبي هذا هو العمدة عند المتكلمين في مسألة البدع، هناك رسالة صغيرة جدا للشيخ العثيمين وهي الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع، فيه كتاب مهم جدًا في هذا المجال وهو معرفة قواعد البدع للجيزاني وهو مجلد صغير، وهذا الكتاب شرحه الشيخ عبد الرحمن المحمود شرحه في خمسة شرائط، وكذلك كتاب صغير أسمه القواعد النافعة في تمييز البدع الواقعة للدكتور محمد يسري هو كتاب جميل لأنه على طريقة المتأخرين في التصنيف ، وطبعا فيه كتاب مهم جدا طبعا أيضا اسمه الإبداع في مضار الابتداع وهو للشيخ علي محفوظ، وطبعا فيه كتاب للسيوطي، الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي، الاعتصام له مختصر وهو تيسير العلام بتهذيب وشرح الاعتصام للشيخ مصطفى محمد، الشيخ مصطفى مازال موجود الآن نسأل الله أن يحفظه وأن يطيل في عمره، كتاب تحذير المسلمين عن الابتداع والبدع في الدين للشيخ أحمد بن حجر البوطامي وهو القاضي الشرعي في دولة قطر، فيه كتاب مهم جدا وازدادت أهميته من تعليقات الشيخ الألباني عليه وهو إصلاح المساجد من البدع والعوائد لمحمد جمال الدين القاسمي ومن أهميته أن الشيخ الألباني علق على هذا الكتاب، طبعا كل هذه مجلدات طبعا هذه فقط في البدع وهذه أمور مختصرة ومن طلب العلم افتقر فاستعينوا بالله. الشيخ ابن عثيمين له ضابط مهم أيضا في البدع أنا أذكر كلامه ونختم به إن شاء الله تعالى: قال: (وليُعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة) في سببه، وجنسه، وقدره، وكيفيته، وزمانه، ومكانه.فإذا لم توافق الشريعة في هذه الأمور الستة فهو باطل مردود)،. (الأمر الأول: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في سببه) السبب، قال: (وذلك بأن يفعل الإنسان عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سبباً) قال مثل ماذا؟ (أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتخذها سنة، فهذا مردود، مع أن أصل الصلاة مشروع، لكن لما قرنها بسبب لم يكن سبباً شرعياً صارت مردودة) كأن يصلي ركعتين كلما لزيارة خالته ويتخذها سنة، فنقول ما السبب في صلاة هاتين الركعتين؟ يقول: لأنني أذهب إلى خالتي فاصلي ركعتين، نقول: لا هذه مردودة عليك لأن هذا السبب ليس سببا شرعيا ، مع أن الصلاة أصلها مشروع. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصص مشهورة عن الهجرة لا تصح ! | مروة عاشور | روضة السنة وعلومها | 9 | 05-11-13 06:16 PM |
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) | تواقة الى الجنة | روضة السنة وعلومها | 4 | 18-03-07 05:05 AM |