![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|
|
#1 |
|
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُم وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيْكُمْ بِهِ "
قال ابن الجوزي/ صيد الخاطر: قرأت هذه الآية: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُم وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيْكُمْ بِهِ " فلاحت لي فيها إشارة كدت أطيش منها. وذلك أنه إن كان عني بالآية نفس السمع والبصر فإن السمع آلة لإدراك المسموعات، والبصر آلة لإدراك المبصرات، فهما يعرضان ذلك على القلب، فيتدبر، ويعتبر. فإذا عرضت المخلوقات على السمع والبصر، أوصلا إلى القلب أخبارها من أنها تدل على الخالق، وتحمل على طاعة الصانع، وتحذر من بطشه عند مخالفته. وإن عني معنى السمع والبصر، فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما أدركا، شغلا بالهوى، فيعاقب الإنسان بسلب معاني تلك الآلات، فيرى وكأنه ما رأى ويسمع وكأنه ما سمع، والقلب ذاهل عن ما يتأدب به، فيبقى الإنسان خاطئاً على نفسه لا يدري ما يراد به، لا يؤثر عنده أنه يبلى، ولا تنفعه موعظة تجلى، ولا يدري أين هو، ولا ما المراد منه، ولا إلى أين يحمل، وإنما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته ولا يتفكر في خسران آجلته، لا يعتبر برفيقه، ولا يتعظ بصديقه، ولا يتزود لطريقه كما قال الشاعر: الناس في غفلة والموت يوقظهم ... وما يفيقون حتى ينفد العمر يشيعون أهاليهم بجمعهم ... وينظرون إلى ما فيه قد قبروا ويرجعون إلى أحلام غفلتهم ... كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا وهذه حالة أكثر الناس، فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات، فإنها أقبح الحالات. |
|
|
|
|
|
#2 |
|
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
و إن من شيء إلا عندنا خزائنه
و إن إلى ربك المنتهى قال ابن القيم/ الفوائد و إن من شيء إلا عندنا خزائنه متضمن لكنز من الكنوز و هو أن لا يطلب كل شيء إلا ممن عنده خزائنه ومفاتيح تلك الخزائن بيديه و أن طلبه من غيره طلب ممن ليس عنده و لا يقدر عليه و قوله :و إن إلى ربك المنتهى متضمن لكنز عظيم و هو أن كل مراد إن لم يرد لأجله و يتصل به و إلا فهو مضمحل منقطع فإنه ليس إليه المنتهى و ليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها فانتهت إلى خلقه ومشيئته و حكمته و علمه فهو غاية كل مطلوب و كل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء و عذاب و كل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع و باطل و كل قلب لا يصل إليه فهو شقي محجوب عن سعادته و فلاحه فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: وإن من شيء إلا عندنا خزائنه و اجتمع ما يراد له كله في قوله : وان إلى ربك المنتهى فليس وراءه سبحانه غاية تطلب وليس دونه غاية إليها المنتهى و تحت هذا سر عظيم من أسرار التوحيد وهو أن القلب لا يستقر و لا يطمئن و يسكن إلا بالوصول إليه و كل ما سواه مما يحب و يراد فمراد لغيره و ليس المراد المحبوب لذاته إلا واحد إليه المنتهى و يستحيل أن يكون المنتهى إلى اثنين كما يستحيل أن يكون ابتداء المخلوقات من اثنين فمن كان انتهاء محبته و رغبته و إرادته و طاعته إلى غيره بطل عليه ذلك و زال عنه و فارقه أحوج ما كان إليه و من كان انتهاء محبته و رغبته و رهبته و طلبه هو سبحانه ظفر بنعمه ولذته وبهجته وسعادته أبد الآباد .. |
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All)
Members who have read this thread in the last 30 days : 0
|
|
| There are no names to display. |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|