العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-10, 10:27 AM   #1
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
افتراضي

[frame="2 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجت تلك المرأة لتبحث في عالم كله شرور.
لا أراها إلا ملكة النحل التي قررت اكتشاف العالم خارج الخلية وخرجت في تسلل من وصيفاتها، فلعبت بها الرياح يمينا وشمالا فأضعفت قوتها، وبللت جناحيها الأمطار فغدت عاجزة عن الطيران والتحليق، ثم نهاية داست عليها الأرجل لتموت الملكة نتيجة غبائها.
تزوجت سيدة في العمل معي وعادت بعد شهر إلى مكتبها، كان أول سؤال بعد الترحيب بها: كيف استطعت العودة إلى هنا؟؟
قالت لي: لقد مللت الجلوس في البيت.
كنت لا أزال في عملي ولكن استهجنت جوابها ولم أستطع تقبله.
فأعدت عليها السؤال: كيف مللت؟؟
فقالت لي: حين تتزوجين ستحسين، مللت النهوض باكرا وعمل البيت والطبخ وإنتظار الزوج ليأتي متعبا...
واستمرت في العد، فما فهمت من كلامها شيء.
لكن أشد شيء حز في نفسي كيف يأمن الرجل على أهله وهي بعيدة عنه في عمل مختلظ وتعود ليلا إلى البيت متعبة منهكة وهو نفس الشيء ثم ......
لا أدري ولكن أحسست أن هذا الرجل تربع على قبله جزء كبير من الدياثة ليسمح لها بإستئناف العمل.
وإلى حدود اليوم لم أسمع جوابا واحدا يفسر عمل المرأة إلا من قليلات لو حكيت لك قصتهن لبكيت بدل الدموع دما.
لا يتسع المجال لذكرهن كلهن ولكن صورة سيدة لا تزال مصورة في ذهني لا تفارقني.
أم لخمسة أبناء، جاء بها زوجها من الريف الهادىء البريء الجميل إلى مدينة صناعية تعج بالفوضى.
ثم بعد أن دخل آخر أطفالها المدرسة، إختفى الرجل فجأة دون أي سابق إنذار. بحثت حيث ما وصل إليه تفكيرها البسيط ولم يظهر، ثم خرجت مكرهة لتعمل.
وكانت تخاصم الدنيا على لقمة العيش لتستطيع إنقاد فلذات كبدها من مستقبل لا يبشر بالخير. وهاج في ظل هذه الظروف المرض عليها.
وانكسر آخر جناحيها، حين كنت أزورها من حين لآخر كنت أجلس إلى جنبها وهي مرة ممتدة على الفراش ومرة جالسة. تحدثني وأصغي إليها بكل حواسي. كان كل شيء فيها يلفظ : الحمد لله
هؤلاء لم يستطع المرض بكل ما يحمل في طياته من ضعف وإنكسار أن يهزم قوتهن الإيمانية الفطرية.
إن المرض بالنسبة للنفس البشرية كعوامل التعرية، يبدأ في تعرية النفس عن مكنوناتها الداخلية. وتنتصب الحواس للإلتقاط مباشرة إلى القلب.
أجل في المرض لا تسمع الأصوات إلا بقلبك. يحدثك الناس خلال مرضك عن مصائب الآخرين فتحس ألما في داخلك عليهم.
يقول لك جليسك، إن الله لا ينسى عبده وما ابتلاك إلا ليعطيك، فتحس وكأنك تسمعها لأول مرة في حياتك.
تصغي وتستزيد تتمنى أن لا ينقطع ذلك الصوت الذي يبشرك برحمة الله بالعباد، تصبح طفلا صغيرا بين يدي جليسك.
ينقشع ضباب الكبرياء والزهو بالنفس وكل الأحاسيس التي تطمس القلب وتضعف فيه الحب.
أذكر أحد السلف حين أشرف على مرض الموت قال لجليسه حدثني عن رحمات الله.
أجل حدثني بالحديث الذي فطر عليه هذا القلب. قلي فأنا ما عدت أسمع بأذني لكني أسمع بقلبي، أخبرني فإن الرحمان جعل قلبي مهيئا لإستقبال رحماته التي يزخر بها الوحيين.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
[/frame]
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-10, 12:37 AM   #2
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
افتراضي

[frame="9 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أزلت أذكر وجه المرأة حين كان يجرني الحديث معها إلى السيرة العطرة لخير الخلق صلى الله عليه وآله وسلم, أو الصحابة رضي الله عنهم ، كانت تسكن عن الحركة بشكل غريب وتنصت في صمت رهيب ولا تقاطعني نهائيا. ثم تذرف عينيها وتنساب الدموع في غمرة وتقول لي سبحان الله لم نعاني إلا القليل مما عانوا لكنهم صبروا ونحن نشتكي.
وجهها كان يستحي فيه شحوب المرض، فيختفي وتبدوا على وجهها إبتسامة المؤمن الموقن بحب الله لعباده.
الحمد لله أنها سعدت في النهاية بعودة زوجها. وسأكون مجحفة بحقها إن وصفت لكم سعادتها بعودته.
واستغربت وأنا أتذكر هذه السيدة، وقلت في نفسي سبحان الله كم تضيع هذه الطبيبة من خيرات في هذه الغرفة الضيقة التي أغلبنا مضطر للمكوث فيها ساعتين من الزمن على أقل تقدير.
أجل فبقدر ما هي نفسية المقبلين على هذه الغرفة مهيأة لإستقبال حديث القلوب -الذي لا يعلمه إلا فاطرها سبحانه واختص أمتنا بالإبحار فيه عبر الوحيين-، بقدر ما يمنح هذا الهدوء للعقل أن يتفكر فيما قد تمنعه عنه مطبات الدنيا.
نظرت مرة أخرى إلى المحيط الذي حولي، تلفاز وطاولة ولوحات.
وقلت ثلاث لو استبدلن بثلاث خير منهن لكسبت هذه الطبيبة، ما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الذي تجلي في خاطري منذ لحظة جلوسي على هذه المقاعد:
"والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم"
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3661
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
هكذا وضع صلى الله عليه وآله وسلم الحد الأدنى للدعوة إلى الله ترغيبا للسباقين إلى الفوز.
وتخيلت لو استبدلت الطبيبة القناة بقناة إسلامية شعاراتها القرآن ورضى الرحمان. وحزنت وأنا أقول في نفسي هل ضغطة زر تحرمها كل هذا الكم من الأجر؟؟؟
ونظرت إلى الطاولة وقلت لو وضعت عليها منشورات اسلامية وكتيبات للوعظ والنصح في الله وأغلبها ليس بدرجة غلاء هذه المجلات. كم من واحد سيسعد بقراءتها وكم ستربح من جزاء لكل من قرأ فيها.
نزلت دمعة من عيني وأنا أتذكر كم خسرنا من خير حين وضعنا هم الدعوة إلى الله وراء ظهرانينا.
لو كان لهذه الدعوة هم في قلوبنا لاقتنصنا الفرص في الأماكن العمومية وفي محلات الإنتظار وفي محطات القطارات والطائرات وفي كل احتكاك مع الناس ولكسبنا الكثير.
كم نستهلك من جهد ونحن نحاول إقناع أحدهم في خلال الحوارات، بينما لو التفتنا لسير المهتدين لوجدناهم في غمرة ضلالهم هناك من هزته آية صدرت في غفلة من أحدهم، أو حديث نبوي قرأه على حائط.
لست أحط من قدر الوسائل الدعوية الأخرى ولكني أحاول تسليط الضوء على جانب بالقدر الذي تجلت لي أهميته العظيمة في الدعوة إلى الله بقدر ما غفل عنه أصحابه.
وتمنيت صادقة أن يفكر هؤلاء الأطباء في جعل هذه الغرف التي لا أعتقد هناك من يسعد بالمكوث فيها منابر هداية تشع نورا وهي تتزين بما جعلنا بسببه خير أمة أخرجت للناس.
لا أذكر أين قرأت أن هناك دولة أوروبية تضع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حيطان مستشفياتها، تلك المتعلقة بالوقاية والنظافة والعناية بالنفس.
بينما هذه الحيطان المحيطة بي لم تنطق بشيء ذو هدف، ولعلك لا زلت تذكر ما علق عليها.
وانتهت رحلتي في هذه الغرفة على صوت أمي الحبيبة وهي تقول لي: لقد حان دورنا في المعاينة.
وانتهى حديثي معك ولله الحمد وماعاد فيه بقية.
بارك الله في كل من تابع القصة وجعل الله ما فيها من خير في ميزان حسناتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم زينب
[/frame]
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 07:25 PM   #3
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاكِ الله خيرا أختي زينب، وزادكِ الله من فضله..



توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 07:28 PM   #4
لؤلؤه لامعه
~مشارِكة~
افتراضي

أحسن الله إليك



توقيع لؤلؤه لامعه
[CENTER][IMG]http://www.baitona.com/baitona/uploaded/21448_01262647450.gif[/IMG][/CENTER]
لؤلؤه لامعه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 06:39 PM   #5
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
افتراضي

وجزاكن الله خير الدارين
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النعم ثلاث غريبة في دنياي مكتبة طالبة العلم الصوتية 3 14-12-13 07:53 PM
هل انت (حبة بن ــ جزرة ـــ بيضة ) أميمة محمد ركن زهرات الملتقى 1 27-06-13 07:19 PM
برنامج إحياء السنة النبوية- لبس النعل باليمين أمةالله سنن مهجورة 3 20-07-08 05:21 PM
المعاصـي تزيل النعم وتحـل النقم حبيبة روضة التزكية والرقائق 3 14-02-07 02:08 AM


الساعة الآن 08:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .