العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-07, 02:36 PM   #1
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
c1 هل العزلة أفضل أم الاختلاط بالناس؟

هل العزلة أفضل أم الاختلاط بالناس؟
* قد ورد في هذا الباب حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "المسلم غذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".
* وفي باب الاعتزال أخرج البخاري حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرُّ بدينه من الفتن".
وثمَّ أدلة أخر كثيرة في هذا الباب..
أما بالنسبة للجواب على مسألة الباب ، فها هي بعض أقوال العلماء فيه:
ذكر الخطابي في كتاب "العزلة" - كما نقل عنه الحافظ في "الفتح":(333/11): أن العزلة والاختلاط يختلفان باختلاف متعلقاتهما ، فتحمل الأدلة الواردة في الحض على الاجتماع على ما يتعلق بطاعة الأئمة وأمور الدين ، وعكسها في عكسه ، وأما الاجتماع والافتراق بالأبدان : فمن عرف الاكتفاء بنفسه في حق معاشه ومحافظة دينه فالأولى له الانكفاف عن مخالطة الناس ، بشرط: أن يحافظ على الجماعة والسلام والرد وحقوق المسلمين من العيادة وشهود الجنازة ونحو ذلك ، والمطلوب إنما هو : ترك فضول الصحبة لما في ذلك من شغل البال، وتضييع الوقت عن المهمات، ويجعل الاجتماع بمنزلة الاحتياج إلى الغذاء والعشاء ، فيقتصر منه على ما لابد له منه فهو أروح للبدن والقلب . والله أعلم.

وقال القشيري في "الرسالة": طريق من آثر العزلة : أن يعتقد سلامة الناس من شره لا العكس، فإن الأول ينتجه استصغاره نفسه وهي صفة المتواضع ، والثاني شهوده مزية له على غيره ، وهذه صفة المتكبر.

وقال الحافظ ابن حجر "فتح الباري"(42/13): وقد اختلف السلف في أصل العزلة ، فقال الجمهور: الاختلاط أولى؛ لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام وتكثير سواد المسلمين ، وإيصال أنواع الخير إليهم من إعانة وإغاثة وعيادة وغير ذلك. وقال قوم: العزلة أولى لتحقق السلامة ، بشرط: معرفة ما يتعين.

وقال النووي: المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإذا أشكل الأمر فالعزلة أولى.
وقال غيره: يختلف الأحوال فإن تعارضا اختلف باختلاف الأوقات ، فمن يتحتم عليه المخالطة : من كانت له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان ، وممن يترجح: من يغلب على ظنه أنه يسلم في نفسه إذا قام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وممن يستوي: من يأمن على نفسه ، ولكنه يتحقق أنه لا يطاع ، وهذا حيث لا يكون هنا فتنة عامة ، فإن وقعت الفتنة ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبا من الوقوع في المحذور ، وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتنة فتعم من ليس من أهلها ، كما قال قال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال:25].
هذا، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في "مجموع الفتاوي"(425/10) : هل الأفضل للسالك العزلة أو الخلطة؟
فأجاب: هذه المسألة -وإن كان الناس يتنازعون فيها إما نزاعا كليا، وإما حاليا فحقيقة الأمر : أن "لخلطة" تارة تكون واجبة أو مستحبة ، والشخص الواحد قد يكون مأمورا بالمخالطة تارة ، وبالانفراد تارة ، وجماع ذلك: أن "المخالطة" إن كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي مأمور بها ، وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان فهي منهيُّ عنها ، فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ، ونحو ذلك. هو مما أمر الله به ورسوله.
وكذلك الاختلاط بهم في الحج وفي غزو الكفار والخوارج المارقين ، وإن كان أئمة ذلك فجارا ، وإن كان في تلك الجماعات فجار ، وكذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا إما لانتفاعه به ، وإما لنفعه له ونحو ذلك.
ولابد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه ، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره ، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه ، إما في بيته كما قال طاووس:"نعم صومعة الرجل بيته؛ يكف فيها بصره ولسانه" ، وإما في غير بيته.
فاختيار المخالطة مطلقا خطأ ، واختيار الانفراد مطلقا خطأ ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل إنسان من هذا وهذا ، وما هو الأصلح له في كل حال ، فهذا يحتاج إلى نظر خاص كما تقدم.
************



توقيع سمية بنت إبراهيم
.................

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء-82)

قال أويس القرني رضي الله عنه :
لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان.


أم عمـــر .. أسعدكِ ربي يا حبيبة .. وجمعني بكِ في أعالي الجنان
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
# أفضل طريقة لحفظ ومراجعة وتثبيت القرءان العظيم # أم أســامة روضة القرآن وعلومه 45 21-02-14 09:47 PM
أيهما أفضل للحائض قراءة القرآن أم الذكر محبة الجنة روضـة الفتاوى الشرعية 1 02-06-07 06:14 AM
** إياك نعبد ** مسلمة لله روضة العقيدة 0 16-10-06 03:35 AM


الساعة الآن 03:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .