العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة سير الأعلام

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-11, 04:16 PM   #1
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
c1 أزواج النبي صلى الله عليه وسلم







زواج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة


ـ رضي الله عنها ـ

كانت خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ

ذات شرف ومال، تستأجر الرجال ليتجروا بمالها

فلما بلغها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه

عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجراً وتعطيه

أفضل ما تعطي غيره من التجار

فقبل وسافر معه غلامها ميسرة

وقدما الشام

وباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد من السلع

فلما رجع إلى مكة وباعت خديجة ـ رضي الله عنها ـ

ما أحضره لها تضاعف مالها

وقد حصل محمد - صلى الله عليه وسلم -

في هذه الرحلة على فوائد عظيمة بالإضافة إلى الأجر الذي ناله

إذ مر بالمدينة التي هاجر إليها من بعد وجعلها مركزاً لدعوته وبالبلاد التي فتحها ونشر فيها دينه

كما كانت رحلته سبباً لزواجه من خديجة

بعد أن حدثها ميسرة عن سماحته وصدقه وكريم أخلاقه



رأت خديجة ـ رضي الله عنها ـ

في مالها البركة ما لم تر قبل هذا

وأُخْبِرت بشمائله الكريمة

فتحدثت برغبتها في زواجه إلى صديقتها نفيسة

أخت يعلى بن أمية

يقول ابن حجر

" .. إن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ

كانت ذات شرف وجمال في قريش

وإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

خرج في تجارة لها ـ رضي الله عنها ـ

إلى سوق بصرى، فربح ضعف ما كان غيره يربح .

قالت نفيسة أخت يعلى بن أمية

فأرسلتني خديجة إليه دسيساً (خفية)

أعرض عليه نكاحها

فقبل وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة

والذي زوجها عمها عمرو لأن أباها كان مات في الجاهلية

وحين تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

كانت أيماً بنت أربعين سنة

وكان كل شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها

فآثرت أن تتزوج برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

فأصابت بذلك خير الدنيا والآخرة "

وخديجة ـ رضي الله عنها ـ

كانت تُدْعى في الجاهلية الطاهرة

وهي أول امرأة تزوجها رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -

ولم يتزوج غيرها حتى ماتت

وهي أم أولاده جميعاً

إلا إبراهيم فإن أمه مارية القبطية

ـ رضي الله عنها ـ .

وقد ولدت خديجة ـ رضي الله عنها لرسول الله

- صلى الله عليه وسلم - غلامين وأربع بنات

وأولاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها هم

القاسم ، و به كان - صلى الله عليه وسلم –

يكنى، و عبد الله ويلقب الطاهر والطيب

وقد مات القاسم بعد أن بلغ سِناً تمكنه من ركوب الدابة

ومات عبد الله وهو طفل، وذلك قبل البعثة

أما بناته ـ صلى الله عليه وسلم ـ

فهن: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة

وقد أسلمن وهاجرن إلى المدينة وتزوجن

ثم توفاهن الموت قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم

إلا فاطمة رضي الله عنها فإنها عاشت بعده
صلى الله عليه وسلم ستة أشهر

وقد توفيت خديجة ـ رضي الله عنها

قبل الهجرة بثلاث سنين

وقبل معراج النبي - صلى الله عليه وسلم

ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالحجُون

لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة

فرضي الله عنها وأرضاها

لقد اختار الله سبحانه وتعالى لنبيه

ـ صلى الله عليه وسلم ـ

زوجة تناسبه وتؤازره، وتُخفف عنه ما يصيبه

وتعينه على حمل تكاليف الرسالة، وتعيش همومه

فقد كانت ـ رضي الله عنها

طوال حياتها مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم

مثلا طيبا للزوجة الصالحة، التي تعين زوجها على أعبائه

وإن أصحاب الرسالات يلقون مشقة وتعبا

بالغاً من الواقع الذي يريدون تغييره

ويقاسون جهاداً كبيراً في سبيل الخير الذي يريدون نشره

وهم أحوج ما يكونون إلى من يتعهد حياتهم الخاصة

بالإيناس والعون

وكانت خديجة ـ رضي الله عنها

سباقة إلى ذلك

وكان لها في حياة النبي

صلى الله عليه وسلم ـ أعظم الأثر

قال الذهبي

".. هي أول من آمن به وصدقه قبل كل أحد

وثبتت جأشه، ومضت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل

عندما جاءه جبريل أول مرة في غار حراء

ومناقبها جمة

وهي ممن كمل من النساء

كانت عاقلة جليلة دينة مصونة من أهل الجنة

وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم

يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين

ويبالغ في تعظيمها

حتى قالت عائشة ـ رضي الله عنها

( ما غِرْت من امرأة ما غِرْت من خديجة

من كثرة ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها

وما تزوجني إلا بعد موتها بثلاث سنين )(1)

وقد ورد في فضل خديجة ـ رضي الله عنها

أن جبريل عليه السلام

قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم

( هذه خديجة أقرئها السلام من ربها

وأمره أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب

لا صخب فيه ولا نَصَب ) (2)

من قصب، لا نصب فيه ولا صخب

أي: من لؤلؤ مجوف واسع كالقصر

لا تعب فيه ولا ارتفاع أصوات



ومن خلال زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم

ـ وحياته مع خديجة ـ رضي الله عنها

نرى أن الله أعطاه البنات والأولاد

تكميلاً لفطرته البشرية وقضاء لحاجات النفس الإنسانية

ثم أخذ البنين في الصغر

فذاق ـ صلى الله عليه وسلم

مرارة فقد الأبناء

كما ذاق من قبل مرارة فقد الأبوين وقد شاء الله

وله الحكمة البالغة - أن لا يعيش له

صلى الله عليه وسلم

أحد من الذكور

حتى لا يكون مدعاة لافتتان بعض الناس بهم

وادّعائهم لهم النبوة

وأيضاً ليكون ذلك عزاء وسلوى للذين لا يُرزقون البنين

أو يُرزقون ثم يموتون

كما أنه لون من ألوان الابتلاء

وأشد الناس بلاء الأنبياء

ثم الأمثل فالأمثل

كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم

وفي زواج النبي - صلى الله عليه وسلم

من خديجة ـ رضي الله عنها

ما يلجم ألسنة وأقلام الحاقدين على الإسلام

من المستشرقين ومن تبعهم، الذين ظنوا بجهلهم وحقدهم

أنهم وجدوا في موضوع كثرة زواج النبي

ـ صلى الله عليه وسلم ـ

خللا يُدْخل منه لمهاجمة الإسلام، فصوّروا النبي

- صلى الله عليه وسلم -

في صورة الرجل الغارق في لذاته وشهواته

وزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ

من خديجةـ رضي الله عنها ـ ما يرد على هؤلاء الحاقدين



فقد عاش - صلى الله عليه وسلم -

إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية

عفيف النفس

دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله

كما أنه تزوج من امرأة لها ما يقارب ضعف عمره

حتى تجاوز مرحلة الشباب، ودخل في سن الشيوخ

وقد ظل هذا الزواج قائماً حتى توفيت خديجة

رضي الله عنها ـ عن خمسة وستين عاماً

وقد قرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

من الخمسين من عمره

دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى

ومابين العشرين والخمسين من عُمْر الإنسان هو الزمن الذي

تتحرك فيه الرغبة في ذلك

لكن النبي - صلى الله عليه وسلم

لم يفكر في هذه الفترة بأن يضم إليها ـ رضي الله عنها

مثلها من النساء زوجة أو أمة

ولو أراد لكان الكثير من النساء والإماء طوع بنانه


كانت خديجة ـ رضي الله عنها

من نعم الله الجليلة عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ

فقد آزرته في أحرج الأوقات

وأعانته على إبلاغ رسالته

وشاركته آلامه وآماله

وواسته بنفسها ومالها

وبقيت ربع قرن تحمل معه كيد الخصوم وآلام الحصار

ومتاعب الدعوة

وقد توفيت ـ رضي الله عنها

في العام العاشر من بعثته ـ صلى الله عليه وسلم

فحزن النبي ـ صلى الله عليه وسلم

عليها حزنا شديدا ..

أما زواجه ـ صلى الله عليه وسلم


بعد ذلك من السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ

وغيرها من أمهات المؤمنين، فإن لكل منهن قصة

ولكل زواج حكمة وسبب

يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -

ورفعة شأنه وكمال أخلاقه

هنا

~~~

(1) الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 3817
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~~~
(2)الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 7497
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-11, 08:29 PM   #2
رابيه
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2011
المشاركات: 167
رابيه is on a distinguished road
افتراضي

الله يبارك فيكي اختي
وجزاكي الله خيرا
وشكرا على مواضيعك الجميله
رابيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-11, 01:09 PM   #3
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

آميين ولكم امثل

اكرمك الله غاليتي
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-11, 02:32 PM   #4
خلود أم يوسف
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اللهم صلي على النبي وعلى ازواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا
بارك الله بكِ أختنا الفاضلة وجزاكِ خيرا



توقيع خلود أم يوسف
ربِّ اغفر لي
خلود أم يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-11, 03:08 PM   #5
محبة كتاب الله
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

جزااااك الله خيرا
وأحسن اليك
وجعله في ميزان حسناتك
محبة كتاب الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-11, 11:59 PM   #6
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
f2

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي الغاليات

سنبلة الخير

محبة كتاب الله

آميين وإياكم جزاكم الله خيراً
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-11, 12:00 AM   #7
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
a


سودة بنت زمعة رضي الله عنها

هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية

ثاني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

كريمة النسب

فأمها هي الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية

من بني عدي بن النجار ، وأخوها هو مالك بن زمعة


كانت رضي الله عنها سيدة ً جليلة نبيلة

تزوجت بدايةً من السكران بن عمرو

أخي سهيل بن عمرو العامري

وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً بدينها

ولها منه خمسة أولاد

ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة

فعادت هي وزوجها معهم

وبينما هي كذلك إذ رأت في المنام

أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة

فأخبرت زوجها السكران فقال

والله لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتى أموت

وتتزوجين من بعدي

فاشتكى السكران من يومه ذلك وثقل عليه المرض

حتى أدركته المنيّة



وبعد وفاة زوجها جاءت خولة بنت حكيم بن الأوقص السلمية

امرأة عثمان بن مظعون

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالت : يا رسول الله

كأني أراك قد دخلتك خلة – أي الحزن -

لفقد خديجة ؟

فقال : ( أجل ، كانت أم العيال ، وربة البيت )

قالت : أفلا أخطب عليك ؟

قال : ( بلى ؛ فإنكن معشر النساء أرفق بذلك )

فلما حلّت سودة من عدّتها أرسل إليها

رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها

فقالت : أمري إليك يا رسول الله

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( مري رجلاً من قومك يزوّجك )

فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود فزوّجها

وذلك في رمضان سنة عشر من البعثة النبوية

وقيل في شوّال كما قرّره الإمام ابن كثير في البداية والنهاية


وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعد خديجة ، ولم يتزوج معها صلى الله عليه وسلم

نحواً من ثلاث سنين أو أكثر

حتى دخل بعائشة رضي الله عنها


وحينما نطالع سيرتها العطرة

نراها سيدةً جمعت من الشمائل أكرمها

ومن الخصال أنبلها ، وقد ضمّت إلى ذلك لطافةً في المعشر

ودعابةً في الروح ؛

مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في

قلب النبي صلى الله عليه وسلم

ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات

أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم

ذات مرّة في تهجّده

فثقلت عليها الصلاة

فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم

" صليت خلفك البارحة

فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛

مخافة أن يقطر الدم

فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكانت تضحكه الأحيان بالشيىء "

وبمثل هذا الشعور كان زوجات

النبي صلى الله عليه وسلم يعاملنها

ويتحيّنّ الفرصة للمزاح معها ومداعبتها

حتى إن حفصة و عائشة أرادتا أن توهمانها أن الدجال

قد خرج ، فأصابها الذعر من ذلك

وسارعت للاختباء في بيتٍ كانوا يوقدون فيه

وضحكت حفصة و عائشة من تصرّفها

ولما جاء رسول الله ورآهما تضحكان قال لهما

( ما شأنكما )

فأخبرتاه بما كان من أمر سودة

فذهب إليها ، وما إن رأته حتى هتفت

يا رسول الله ، أخرج الدجال ؟

فقال : ( لا ، وكأنْ قد خرج )

فاطمأنّت وخرجت من البيت

وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت


ومن مزاياها أنها كانت معطاءة تكثر من الصدقة

حتى" إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة

وعاء تُوضع فيه الأطعمة - من دراهم

فقالت : ما هذه ؟

قالوا : دراهم

قالت : في غرارة مثل التمر ؟

ففرقتها بين المساكين"(1)

وهي التي وهبت يومها ل عائشة

رعايةً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي صحيح البخاري

( أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها ل عائشة

زوج النبي صلى الله عليه وسلم

تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (2)

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت

( ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها

-أي جلدها-

من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة)(3)

،ومعناه تَمنَّت أن تكونَ في مثل هدْيها وطريقتها

، ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك بل وصفتها بقوة النفس

وجودة القريحة وهي الحدة

قالت : ( فلما كبرت جعلت يومها من

رسول الله صلى الله عليه وسلم لي)

قالت يا رسول الله

( قد جعلت يومي منك لعائشة )

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقسم ل عائشة يومين يومها ويوم سودة



وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال

" خشِيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله

لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل "

ونزلت هذه الآية

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا

فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا

وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }(4)

قال ابن عباس

فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز" (5)


ولما حجّت نساء النبي صلى الله عليه وسلم

في عهد عمر لم تحجّ معهم

وقالت : قد حججت واعتمرت

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله

وظلّت كذلك حتى توفيت في شوال

سنة أربع وخمسين بالمدينة

في خلافة معاوية بن أبي سفيان

بعد أن أوصت ببيتها لعائشة

أسكنهنّ الله فسيح جنّاته
هنا



(1) الراوي: محمد بن سيرين المحدث:ابن حجر العسقلاني المصدر: الإصابة

الصفحة أو الرقم: 4/339
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

~~~

(2) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه

فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه

وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها

غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة

زوج النبي صلى الله عليه وسلم

تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الراوي: عائشة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري

- الصفحة أو الرقم: 2688
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

~~~

(3) الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1463
خلاصة حكم المحدث: صحيح

~~~

(4) (النساء:128)

~~~

(5) الراوي: - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير

الصفحة أو الرقم: 1/582
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 12:43 PM   #8
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها

هي الصدّيقة بنت الصدّيق أم عبدالله عائشة
بنت أبي بكر بن قُحافة
وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية
ولدت في الإسلام
بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات

وعندما هاجر والدها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة
بعث إليها بعبد الله بن أريقط الليثي ومعه بعيران أو ثلاثة
للحاق به ، فانطلقت مهاجرة مع أختها أسماء ووالدتها وأخيها

وقد عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات
ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة
وهي بنت تسع سنوات
وقبل الزواج بها رآها النبي
صلى الله عليه وسلم - في المنام
فقد جاءه جبريل عليه السلام وهو يحمل صورتها إليه
ويقول له : ( هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ) (1)

ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها
وهو شرفٌ استأثرت به على سائر نسائه
وظلّت تفاخر به طيلة حياتها
وتقول للنبي – صلى الله عليه وسلم
" يا رسول الله ، أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةٌ
قد أُكِل منها ، ووجدتَ شجراً لم يُؤكل منها
في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ "
قال : ( في التي لم يرتع منها )
وهي تعني أنه لم يتزوج بكراً غيرها(2)

وتقول أيضاً
" لقد أُعطيت تسعاً ما أُعطيتها امرأة
بعد مريم بنت عمران
ثم قالت - لقد تزوجني رسول الله
صلى الله عليه وسلم - بكراً ، وما تزوج بكراً غيري "(3)

وكان لعائشة رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب
رسول الله – صلى الله عليه وسلم
لم تكن لسواها ، حتى إنّه لم يكن يخفي حبّها عن أحد
وبلغ من حبّه لها أنه كان
يشرب من الموضع الذي تشرب منه
ويأكل من المكان الذي تأكل منه
وعندما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه
" أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ "
قال له : عائشة )(4)
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم
يداعبها ويمازحها ، وربّما سابقها في بعض الغزوات

وقد روت عائشة رضي الله عنها ما يدلّ على ملاطفة
النبي – صلى الله عليه وسلم -لها فقالت
( والله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم
يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه
ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) (5)



ولعلم الناس بمكانة عائشة
من رسول الله – صلى الله عليه وسلم
كانوا يتحرّون اليوم الذي يكون فيه
النبي – صلى الله عليه وسلم
عندها دون سائر الأيّام ليقدّموا هداياهم وعطاياهم
كما جاء في الصحيحين

ومن محبتّه – صلى الله عليه وسلم
لها استئذانه لنساءه في أن يبقى عندها في مرضه
الذي تُوفّي فيه لتقوم برعايته

ومما اشتهرت به عائشة رضي الله عنها غيرتها الشديدة
على النبي – صلى الله عليه وسلم
التي كانت دليلاً صادقاً وبرهاناً ساطعاً على شدّة محبّتها له
وقد عبّرت عن ذلك بقولها له
" وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ " (6)

وفي يومٍ من الأيّام كان النبي
صلى الله عليه وسلم - عندها
فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بوعاء فيه طعام
فقامت عائشة رضي الله عنها إلى الوعاء فكسرته
فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم
يجمع الطعام وهو يقول : ( غارت أمكم )(7)

وكلما تزوّج النبي - صلى الله عليه وسلم
بامرأة كانت تسارع بالنظر إليها لترى إن كانت ستنافسها
في مكانتها من رسول الله عليه الصلاة والسلام
وكان النصيب الأعظم من هذه الغيرة
لخديجة رضي الله عنها
بسبب ذكر رسول الله لها كثيراً
وعندما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم
في إحدى الليالي إلى البقيع
ظنّت أنّه سيذهب إلى بعض نسائه ، فأصابتها الغيرة
فانطلقت خلفه تريد أن تعرف وجهته
فعاتبها النبي – صلى الله عليه وسلم
وقال لها
( أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ )(8)

والحديث عن فضائلها لا يُملّ ولا ينتهي
فقد كانت رضي الله عنها صوّامة قوّامة
تُكثر من أفعال البرّ ووجوه الخير
وقلّما كان يبقى عندها شيءٌ من المال لكثرة بذلها وعطائها
حتى إنها تصدّقت ذات مرّة بمائة ألف درهم
لم تُبق منها شيئاً

وقد شهد لها النبي – صلى الله عليه وسلم
بالفضل ،فقال
( فضلُ عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام )(9)

ومن فضائلها قوله
صلى الله عليه وسلم - لها
( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام
فقالت : وعليه السلام ورحمة الله ) (11)

وعلى الرغم من صغر سنّها ، إلا أنها كانت ذكيّةً سريعة التعلّم
ولذلك استوعبت الكثير من علوم
النبي - صلى الله عليه وسلم
حتى أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث
ولا يوجد في نساء أمة محمد - صلى الله عليه وسلم
امرأة أعلم منها بدين الإسلام

ومما يشهد لها بالعلم قول أبي موسى رضي الله عنه
" ما أشكل علينا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم
حديثٌ قط فسألنا عائشة
إلا وجدنا عندها منه علماً "(12)

وإلى جانب علمها بالحديث والفقه ، كان لها حظٌٌّ
وافرٌ من الشعر وعلوم الطبّ وأنساب العرب
واستقت تلك العلوم من زوجها ووالدها
ومن وفود العرب التي كانت تقدم على
رسول الله – صلى الله عليه وسلم

ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب
في نزول بعض آيات القرآن ، ومنها آية التيمم
وذلك عندما استعارت من أسماء رضي الله عنها قلادة ، فضاعت منها ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم
بعض أصحابه ليبحثوا عنها
فأدركتهم الصلاة ولم يكن عندهم ماءٌ فصلّوا بغير وضوء
فلما أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه
فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير لعائشة
" جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط
إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً
وجعل للمسلمين فيه بركة " (13)

وعندما ابتليت رضي الله عنها بحادث الإفك
أنزل الله براءتها من السماء قرآناً يتلى إلى يوم الدين
قال تعالى
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ
وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ،لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ
ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا
وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ }(14)

وقد توفّيت سنة سبع وخمسين
عن عمر يزيد على ثلاث وستين سنة
وصلّى عليها أبو هريرة ، ثم دفنت بالبقيع
ولم تُدفن في حجرتها بجانب
رسول الله – صلى الله عليه وسلم
فقد آثرت بمكانها عمر بن الخطاب
فرضي الله عنهما وعن جميع أمهات المؤمنين

هنا
يتبــــــــــــــــع
---
(1)الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
- الصفحة أو الرقم: 3880
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(2)الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5077
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(3)الراوي: عائشة المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم: 2/141
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

---
(4) الراوي: عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3885
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(5) الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 892
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(6)الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2815
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(7) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5225
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(8) الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 974
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(9)الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3433
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(11) الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3217
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(12) ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط
فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
الراوي: أبو موسى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3883
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(13)الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5164
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(14) (النور: 11-12)

ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 03:16 PM   #9
ام محمد المسلمة
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 12-04-2011
الدولة: فرنسا
المشاركات: 92
ام محمد المسلمة is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خيرأختي الغالية
ام محمد المسلمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-11, 08:40 PM   #10
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي آميين وإياكِ

ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[إعلان] صفحة مدارسة فقه الصلاة // قديم لبنى أحمد فقه الصلاة 57 01-01-14 01:34 PM
[بحث] فوائد من فقه الصيام لبنى أحمد فقه الصيام 12 11-12-13 02:23 AM


الساعة الآن 11:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .